اخبار سياسية
هل تستغل إسرائيل علاقاتها مع أذربيجان للضغط على إيران؟
التوترات الإقليمية وعلاقات أذربيجان وإسرائيل في ظل الحرب الحالية
شهدت المنطقة العديد من التطورات السياسية والعسكرية، حيث أصبحت العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل محور اهتمام نظراً لتداخلها مع الاستراتيجيات الإقليمية والحسابات الأمنية، خاصةً مع تصاعد التوترات مع إيران وتحركاتها في المنطقة.
رسائل الدعم والتوتر بين الجيران
- بدأت جيران إيران، بما في ذلك أذربيجان، في توجيه رسائل دعم وطمأنة بعد بداية الهجوم الإسرائيلي على إيران، مع تأكيدهم على أن الأراضي والمجال الجوي لأذربيجان لا يُستخدمان ضد طرف ثالث.
- على الرغم من ذلك، فإن العلاقات بين أذربيجان وإيران تظل متوترة، مع وجود مخاوف من أن تستغل إسرائيل علاقاتها مع باكو لتضييق الخناق على طهران، خاصة في ظل المواجهة العسكرية المستمرة منذ منتصف يونيو.
تاريخ العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل
- أقامت أذربيجان علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في سنة 1992، وذلك بعد استقلالها عن الاتحاد السوفيتي، مُتبعة نهجاً مختلفاً عن العديد من الدول التي خرجت من الفضاء السوفيتي سابقاً، مدفوعاً بالمصالح الاقتصادية والأمنية.
- تنوعت علاقات التعاون، خاصة في مجالات الزراعة، إدارة المياه، التكنولوجيا الصحية، والطاقة، حيث تعد أذربيجان مورداً رئيسياً للنفط لإسرائيل.
- كما تطور التعاون العسكري بشكل ملحوظ، مع توقيع صفقات أسلحة واستيراد أنظمة متقدمة مثل الطائرات المسيرة والصواريخ الحديثة.
التعاون العسكري والأمني
- شهدت العلاقات العسكرية بين البلدين تطوراً منذ عام 2012، مع صفقات بمليارات الدولارات، وتزويد أذربيجان بأنظمة دفاع جوي وطائرات مسيرة متطورة ساعدتها في حماية مصالحها.
- الذخائر الإسرائيلية، خاصة الطراز “Harop”، لعبت دوراً محورياً في العمليات العسكرية لأذربيجان، مما عزز قدراتها القتالية ودقة استهدافها.
- كما تستفيد أذربيجان من الأقمار الاصطناعية الاستخبارية الإسرائيلية، وتشارك في مشاريع تطوير الطائرات المسيرة والصواريخ على حد سواء.
تقارير استخباراتية وقلق إيران
- ظهر أنشطة استخبارية إسرائيلية في أذربيجان، مع تقارير عن بناء قواعد جوية وعمليات تجسس، الأمر الذي يثير قلق طهران ويزيد من حذرها تجاه التعاون مع إسرائيل.
- تُتهم باكو باستخدام أراضيها في عمليات ضد إيران، بما يشمل جمع معلومات وتجسس، خاصةً مع أنشطة الموساد، رغم نفي الحكومة الأذربيجانية لهذه المزاعم.
- تتبادل الدولتان زيارات عالية المستوى، فيما تحافظ أذربيجان على سياسة عدم السماح باستخدام أراضيها ضد أي دولة مجاورة، مع حرصها على عدم التصعيد مع إيران.
مخاطر وتقلبات العلاقات الإقليمية
- تصاعد التوترات بين إيران وأذربيجان، خاصة بعد اعتقال واعتداءات وحوادث أمنية، وأحداث دبلوماسية مؤلمة، من بينها هجوم على سفارة أذربيجان في طهران وإغلاق السفارة بعدها.
- تخشى إيران من استخدام إسرائيل للأراضي الأذرية في عمليات ضدها، وهو ما يثير قلقاً عميقاً لدى طهران من توسع النفوذ الإسرائيلي في المنطقة.
سياسة باكو الخارجية وإستراتيجياتها
- تؤكد أذربيجان على التزامها بسيادتها، وتصر على أن علاقاتها مع إسرائيل لا تستخدم ضد إيران أو أي طرف آخر، وتعمل على الحفاظ على علاقات متوازنة مع جميع جيرانها.
- الرئيس الأذربيجاني والمسؤولون يؤكدون أن التعاون مع إسرائيل يهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية والاقتصادية، ويدخل ضمن إطار المصالح الوطنية، بعيداً عن أي استهداف محتمل لإيران.
- بالنظر إلى العلاقات الجغرافية والتاريخية الممتدة، تبقى أذربيجان حذرة من استغلال الملف، مع الحرص على عدم التصعيد لضمان استقرار المنطقة.
