اخبار سياسية

كيف تؤثر مخزونات الذخيرة على مسار التوتر بين إيران وإسرائيل؟

تطورات الصراع بين إسرائيل وإيران: تقييم للقدرات والردود المحتملة

يشهد المشهد العسكري التصعيد المستمر بين إسرائيل وإيران، حيث تتغير ديناميكيات الهجمات والردود بشكل مستمر، مع تباين واضح بين التصريحات الرسمية والواقع الميداني. تتنوع أدوات الهجوم والدفاع، وتُظهر القدرات العسكرية تفاعلاً معقداً يعتمد على مخزونات الصواريخ، وتوازن قوى غير ثابت Cost. ملخص هذا الصراع يظهر أن الذخائر، وترسانات الدفاع، والدعم الجوي، يلعبون أدواراً محورية في مسار المواجهة المستمرة.

موقف الأطراف وقدراتها الحالية

التصعيد الإيراني ورد الفعل الإسرائيلي

  • إيران أطلقت حتى الآن نحو 370 صاروخاً، مع انخفاض تدريجي في وتيرة الهجمات، حيث تركزت في البداية على أكثر من 150 صاروخاً في ليلة واحدة، ثم تراجعت إلى أقل من 50 في اليوم الرابع.
  • إسرائيل تمكنت من تدمير أكثر من ثلث منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، مع تراجع كبير في قدراتها التكوينية والاستراتيجية.
  • القدرات الإيرانية غير متجانسة، وتشكيلات صواريخها تتفاوت في المدى والدقة، مع قيود لوجستية فيما يتعلق بمنصات الإطلاق وإعادة التعبئة.

القدرات الدفاعية الإسرائيلية

  • إسرائيل تعتمد على منظومات دفاع متعددة الطبقات، منها “القبة الحديدية”، و”مقلاع داود”، وأنظمة “الचاق”، و”آرو”.
  • تواجه إسرائيل نقصاً في الصواريخ الاعتراضية، حيث تقدر مصادر أمريكية أن المخزون يكفي حوالي 10 إلى 14 يوماً من الاستخدام المستمر، قبل أن تتعرض لمخاطر النفاد.
  • الدفاعات الإسرائيلية مرهونة بالدعم الأمريكي، الذي يزود البلاد بمعدات عسكرية إضافية، بما في ذلك بطاريات “ثاد” وسفن منظومة “أيغيس”.

مخزون إيران ونطاق العمليات

  • إيران تمتلك ترسانة تتراوح بين 2000 إلى 3000 صاروخ، تشمل أنواعاً قصيرة ومتوسطة المدى، مع جهود لتحديث وتطوير الصواريخ بعيدة المدى المستخدمة من أصفهان، لكن بعض هذه الصواريخ محدودة المدى، مثل “حاج قاسم” و”فتاح”.
  • الهجمات الأخيرة أظهرت تركيزاً متزايداً على مناطق حضرية، ما يعكس استراتيجيتها في زيادة التكاليف على إسرائيل، والاستجابة لردود الأفعال الدولية.

مسارات التصعيد المحتملة وتأثيراتها

خيارات إيران الحالية والمستقبلية

  • نطاق الهجمات يتوسع ليشمل استهداف البنية التحتية الحيوية، خاصة في المناطق الصناعية واللوجستية، بما في ذلك المصافي والجيش الأمريكي في المنطقة.
  • إيران قد تستخدم ترسانتها من الصواريخ قصيرة المدى الأكثر دقة لضرب أهداف في مناطق ذات كثافة سكانية عالية أو قواعد عسكرية إقليمية.
  • العمليات الإلكترونية والهجمات غير المتماثلة، مثل حرب الطائرات المسيرة والهجمات السيبرانية، تظل أدوات محتملة لزيادة الضغوط على إسرائيل دون الحاجة إلى استنزاف ترسانتها الصاروخية بشكل كامل.

آفاق الردع والاستراتيجية

  • فشل استراتيجيات الردع الإيرانية يتضح من تردي قدرتها على الحفاظ على مستوى التصعيد دون رد فعل إسرائيلي مستقل، مع ضعف الردود من حلفائها مثل حزب الله والحوثيين.
  • الضربات الإسرائيلية على مرافق إنتاج الصواريخ والبنية التحتية الإيرانية تقلل من القدرة على تجديد المخزون، مع محاولة إسرائيل فرض حصار استراتيجي على تراكم القدرات الإيرانية.
  • تواصل إسرائيل تعزيز دفاعاتها عبر أنظمة متقدمة وتدخلات دولية، مع اعتمادها على الدعم العسكري المباشر من الولايات المتحدة التي تواصل توفير التمويل والتجهيزات.

التحديات والخيارات الاستراتيجية في مواجهة الصراع

مخزون الذخائر وتوازن القوى

  • نقص الصواريخ الاعتراضية يفرض على إسرائيل ترشيد استخداماتها، مع وجود مخاوف من نفادها خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من هجمات مكثفة.
  • توسيع العمليات الإسرائيلية لتشمل استهداف مراكز تصنيع ومخزونات الصواريخ الإيرانية يهدف إلى تعطيل القدرة على التجديد وتقليل الهجمات المستقبلية.
  • الدعم الأمريكي المستمر يعزز قدرة إسرائيل على تحمل الصراعات الطويلة، مع جهود تتضمن نقل المعدات والذخائر بشكل دوري وسريع.

الحدود الاستراتيجية وما بعد التصعيد

  • تتوقف الاستراتيجية الإيرانية على مدى قدرتها على تكييف التهديدات، مع محاولة لتعويض النفور الدفاعي الأمريكي، عبر زيادة أدوات غير تقليدية، مثل الطائرات المسيرة والمحاولات الإلكترونية.
  • عوامل مثل القدرة على تدمير منصات الإطلاق وتطوير أنظمة دفاعية محلية، تلعب دوراً في تحديد مدة الصراع وفرص النجاح لكل طرف.
  • انتشار الصواريخ على مسافات مختلفة، وتوجيه ضربات ضد أهداف حيوية، قد يغير توازن الردع الحالي، ويؤدي إلى تصعيد طويل الأمد أو مفاوضات قريبة.

وفي النهاية، يبقى مسار المواجهة مرهوناً بعوامل عدة، سواء كانت دعم دولي، أو قدرات الأطراف على مقاومة الهجمات، أو تطور أدوات الحرب الإلكترونية، مع توازن هش بين القدرة على التصعيد والقدرة على الردع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى