اخبار سياسية
هل تسعى إسرائيل للاستفادة من علاقاتها بأذربيجان لفرض ضغط أكبر على إيران؟

تطورات العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل وتأثيرها على المنطقة
شهدت الفترة الأخيرة تصاعداً في التعاون بين أذربيجان وإسرائيل، خاصة في مجالات الدفاع والطاقة، مما يثير تساؤلات حول مدى تأثير هذه العلاقات على التوازن الإقليمي، لا سيما مع استمرار التوتر بين طهران وأذربيجان وتداخل السياسة والأمن في المنطقة.
تاريخ العلاقات وتطوراتها
- إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد استقلال أذربيجان عن الاتحاد السوفيتي في عام 1992، واتباع نهج مختلف عن غالبية الدول في المنطقة التي كانت مترددة في فتح علاقات مع تل أبيب.
- تعزيز التعاون الاقتصادي والدفاعي على مدى العقود الماضية، مع مشاركة إسرائيل في تصدير الأسلحة وتطوير القدرات العسكرية لأذربيجان، خاصة عبر صفقات عسكرية كبيرة، بما فيها تزويدها بطائرات مسيرة وأنظمة دفاع جوي وصواريخ.
- الانتقال من التعاون الاقتصادي التقليدي إلى علاقات أمنية واستراتيجية أعمق، حيث أصبحت إسرائيل مصدراً رئيسياً للسلاح، واستفادت أذربيجان من تقنيات استخبارية متقدمة، خاصة في مجال الأقمار الاصطناعية والمراقبة.
الواحدة من أهم مظاهر التعاون العسكري
- وقع البلدان في فبراير 2012 صفقة بقيمة 1.6 مليار دولار، تضمنت شراء معدات عسكرية متطورة من شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية.
- شهدت السنوات الأخيرة تصديراً نسبياً من إسرائيل إلى أذربيجان يشمل طائرات مسيرة، أنظمة دفاع صاروخي، ومدفعية.
- في 2023، أبرمت أذربيجان صفقة أخرى لشراء قدرات عسكرية متطورة، من بينها قمر صناعي ونظام دفاعي متقدم.
- تأثير هذه الطائرات والمسيرات، خاصة في الحرب الأخيرة على إقليم ناجورنو قره باغ، كان كبيراً وملحوظاً في نتائج العمليات العسكرية، حيث لعبت دوراً حاسماً في تدمير القدرات الأرمينية.
التداخل الاستخباراتي والقلق الإيراني
- كشفت تقارير عن وجود أنشطة استخباراتية إسرائيلية في الأراضي الأذربيجانية، بما في ذلك تقديم الدعم في عمليات سرية ضد إيران، وتطوير قواعد جوية مفترضة.
- تشير تحليلات إلى أن التعاون الاستخباراتي يتضمن جمع معلومات مهمة عن إيران، خاصة عبر الأقمار الاصطناعية وتطوير الطائرات المسيرة المحلية.
- إيران تعبر عن قلقها الشديد من العلاقات بين أذربيجان والدولة العبرية، وتتهم الأخيرة باستخدام أراضي باكو لتنفيذ عمليات ضد مصالحها، بما في ذلك عمليات تجسس وتوجيه ضربات إلكترونية.
- مع ذلك، تؤكد الحكومة الأذربيجانية أن علاقاتها مع إسرائيل، ذات الطابع الدفاعي والاقتصادي، لا تستهدف إلحاق الضرر بإيران، وأنها تلتزم بسياساتها بعدم استخدام الأراضي لأغراض عدائية ضد الدول المجاورة.
العلاقات مع إيران وتواريخ التوتر
- علاقات متوترة نتيجة اعتقالات متكررة، وتوترات على الحدود، وهجمات على البعثات الدبلوماسية، بالإضافة إلى اتهامات متبادلة بالتجسس والتدخل.
- شهدت العلاقات تدهوراً عندما تعرضت سفارة أذربيجان في طهران لهجوم في 2023، وأعقبه إغلاق السفارة وإخلاء الموظفين، مع تكهنات حول وجود أنشطة عسكرية واستخباراتية مشبوهة.
- إيران تتابع بقلق تطور العلاقات بين باكو وتل أبيب، وتتهم إسرائيل باستخدام الأراضي الأذرية لنشاطات تعتبرها تهديداً لأمنها القومي، خاصةً عبر أنشطة تجسس وتشويش.
موقع أذربيجان في المنطقة وسياساتها الخارجية
- رغم التقارب مع إسرائيل، تؤكد أذربيجان على التزامها بعدم السماح باستخدام أراضيها لشن هجمات ضد أي دولة، وتعتبر علاقاتها مع طهران ذات أهمية استراتيجية، وتحافظ على حوارات عالية المستوى لضمان عدم التصعيد.
- تحتفظ سياسة باكو على التعاون الاقتصادي والأمني، مسترشدة بمصالحها الوطنية، مع التأكيد على احترام علاقاتها مع جارتيها، إيران وروسيا، وعدم الانزلاق في صراعات غير ضرورية.
- موضوع ممر “زنجازور” يظل أحد المسائل الخلافية، حيث تعتبر إيران أن تمرير هذا الممر يهدد حدودها التاريخية، بينما ترى باكو أنه ضرورة استراتيجية لربط إقليمي أذربيجان وأرمينيا.
خلاصة
على الرغم من تعقيدات العلاقة بين أذربيجان وإيران، وتداخل المصالح والمخاوف، تظل العلاقات بين باكو وتل أبيب ذات طابع استراتيجي واضح، مع حرص أذربيجان على الحفاظ على توازن دقيق بين مصالحها مع الجيران والتسهيلات الأمنية مع إسرائيل. مستقبل العلاقات بين هذه الدول يتوقف على تطورات السياسة الإقليمية والتوازنات الدولية، مع ترقب ليس فقط للسياسات الحالية، وإنما أيضاً للخطوات القادمة في المنطقة.