اخبار سياسية

هل تستخدم إسرائيل علاقاتها مع أذربيجان للضغط على إيران؟

الاستمرار في تطورات العلاقات الإقليمية والتوترات بين أذربيجان وإيران

شهدت المنطقة عدة أحداث وتحولات تعكس عمق العلاقات والتوترات بين الدول، لا سيما مع تصاعد الأحداث الأخيرة في سياق الحرب الحالية، والذي ألقى بظلاله على علاقات جارتها الشمالية إيران، مع وجود علاقات معقدة ومتعددة الأوجه مع أذربيجان. سنستعرض فيما يلي أبرز المحاور والتطورات ذات الصلة.

رسائل الدعم والجوانب الأمنية بين أذربيجان وإيران

  • بعد بداية الهجوم الإسرائيلي على إيران، أرسل جيرانها، وعلى رأسهم أذربيجان، رسائل دعم وطمأنة، مع تأكيد على عدم استخدام أراضيها أو مجالها الجوي ضد أي طرف، وخصوصاً إيران التي تعتبرها دولة صديقة وجارة.
  • على الرغم من ذلك، فإن العلاقات بين البلدين تحمل طابعاً من التوتر، خاصة بسبب علاقات أذربيجان مع إسرائيل، التي تعد خصماً استراتيجياً لإيران وتاريخياً، تم تعزيزها منذ التسعينيات، مع تطور التعاون الاقتصادي والدفاعي بين البلدين.

تاريخ العلاقات بين أذربيجان وإسرائيل

  • توجد علاقات دبلوماسية رسمية منذ العام 1992، مع نهج مختلف عن باقي الدول في المنطقة التي ظهرت تحفظات على الانفتاح على تل أبيب، حيث استندت باكو إلى مصالح متعددة تشمل التعاون العسكري والاقتصادي.
  • تمتلك أذربيجان واحدة من أقدم وأكبر الجاليات اليهودية في العالم الإسلامي، وتعيش فيها مجتمعات يهودية ومسلمة في سلام وتعايش تاريخي، مما يعكس تسامحاً وعمقاً ثقافياً بين البلدين.
  • تم تبادل التعاون في مجالات الزراعة، إدارة المياه، والتكنولوجيا الصحية، مع دخول أنظمة الري الإسرائيلية في القطاع الزراعي الأذربيجاني، خاصة في المناطق الجافة.
  • بالنسبة للطاقة، تعتمد إسرائيل على واردات النفط من أذربيجان بنسبة تصل إلى 60%، عبر خط أنابيب يربط باكو بميناء جيهان التركي، وتتم عبره الشحنات إلى إسرائيل.

التعاون العسكري والاقتصادي في المنطقة

  • شهد التعاون العسكري بين الدولتين نمواً ملحوظاً، مع توقيع صفقة بقيمة 1.6 مليار دولار عام 2012، وبيع طائرات مسيرة وأنظمة دفاعية متطورة،četně دمرات جوية وصواريخ.
  • إسرائيل تعتبر أحد أبرز موردي السلاح لأذربيجان، حيث بلغت صادراتها العسكرية حوالي 70% من واردات الأسلحة بين 2016 و2020، بما يشمل تكنولوجيا الاستطلاع والطائرات المسيرة.
  • حصلت أذربيجان على قدرات عسكرية متقدمة، منها قمر صناعي ونظام دفاع صاروخي حديث في عام 2023، مما يعزز من قدراتها على المراقبة والدفاع.

تقارير استخباراتية وقلق إيراني

  • تحدثت تقارير سابقة عن أنشطة إسرائيلية في أذربيجان، بينها بناء قواعد جوية واستخدام الأراضي في عمليات ضد إيران، رغم النفي الرسمي من قبل باكو.
  • دور التعاون الاستخباراتي بين البلدين، واستفادة إسرائيل من قربها لتعزيز عمليات التجسس والأنشطة الاستخباراتية، يثير قلق طهران، خاصة مع اعترافات جاسوسين تلقيا تدريبات على الأراضي الأذربيجانية.
  • هناك مخاوف إيرانية من أن تستغل تل أبيب الأراضي الأذرية لشن عمليات أو جمع معلومات عن إيران، بما يشمل استهداف مواقع حساسة مثل منظومات الدفاع أو قواعد الصواريخ.

توتر العلاقات بين إيران وأذربيجان

  • شهدت العلاقة تصاعداً من الاعتقالات على الحدود، وتوترات دبلوماسية، خاصة بعد هجمات على السفارة الأذرية في طهران، واعترافات حول الاعتقالات والتدريبات الإيرانية الشبه عسكرية في المنطقة.
  • وصل التوتر إلى حد حشد قوات على الحدود، مع مخاوف إيرانية من التعاون العسكري بين أذربيجان وإسرائيل، والذي قد يستخدم ضدها، بالرغم من النفي الرسمي في الجانب الأذربيجاني.
  • تشمل القضايا الخلافية مشروع ممر زنجازور، الذي يربط أذربيجان بالمناطق ذات الحكم الذاتي، وهو ما تعتبره إيران تهديداً لحدودها، ويثير قلقاً من عزلتها الجغرافية والتواصل مع منطقة القوقاز وآسيا الوسطى.

سياسة أذربيجان الخارجية وتوقعات المستقبل

  • تؤكد أذربيجان أنها تلتزم بسياساتها بعدم السماح باستخدام أراضيها ضد أي دولة مجاورة، وأن تعاونها مع إسرائيل يهدف إلى تعزيز قدراتها الدفاعية، مع احترام علاقاتها التاريخية مع إيران.
  • تُعتبر العلاقات مع إسرائيل جزءًا من استراتيجية أذربيجان لحماية أمنها ومصالحها الإقليمية، مع الحرص على عدم الانخراط في صراعات ليست من صلب مصالحها الوطنية.
  • وفي الوقت ذاته، فإن التحديات المستقبلية تكمن في حجم الضغط والتوترات الإقليمية، واحتمالية تغير المواقف بناء على تطورات الموقف الدولي، خاصة في ظل التقارب والتوتر بين القوى الكبرى والمنطقة.

تظل المنطقة غنية بالتعقيدات، حيث توازن أذربيجان بين مصالحها الأمنية والجيوسياسية، مع إدراكها لحساسية علاقاتها مع جيرانها، خاصة إيران، في ظل استمرار التوترات الإقليمية والدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى