اخبار سياسية

كيف تؤثر مخزونات الذخيرة في مسار النزاع بين إيران وإسرائيل؟

تطورات الصراع بين إسرائيل وإيران: تحليل الاستعدادات والهجمات وردود الفعل

شهدت منطقتنا تصعيداً ملحوظاً في المواجهة بين إسرائيل وإيران، حيث تتغير استراتيجيات الطرفين وسط معطيات ميدانية وتقييدات لوجستية، ما يؤثر بشكل كبير على سير الحرب وتوازن الردع. في هذا السياق، نستعرض أبرز التطورات والتقييمات المتعلقة بمخزون الأسلحة، الهجمات، والدفاعات.

مظاهر الاستعداد والتوقعات المستقبلية

  • على الرغم من التصريحات الحماسية من البلدين، يظهر الواقع على الأرض تناقصاً في مخزونات الصواريخ الإيرانية، خاصة تلك القادرة على الوصول إلى إسرائيل.
  • انخفض عدد الصواريخ الإيرانية التي أُطلقت في الأيام الأخيرة، ما يعكس أثر الضربات الاستباقية على مخزونها واستراتيجيتها الهجومية.
  • تمكن القوات الإسرائيلية من تدمير أكثر من ثلث منصات إطلاق الصواريخ التابعة لإيران، ما يقلل من قدرته على شن هجمات واسعة.

الترسانة الإيرانية وتنوعها

  • تتسم ترسانة إيران الصاروخية بتعدد الطبقات والاستراتيجيات، مع قيود لوجستية تحد من فعالية هجماتها المستمرة.
  • تشمل الصواريخ الباليستية الإيرانية أنواعا قصيرة ومتوسطة ومدى بعيد، مع وجود صواريخ مثل “ععماد”، “قدر”، و”سجيل”، وتعمل على تطويرها مجموعة الصناعات الباليستية الصلبة والسائلة.
  • إيران تستخدم بشكل رئيسي صواريخ الوقود السائل ذات المدى الأطول، مثل “عماد” و”سجيل”، التي يمكن أن تصل إلى العمق الإسرائيلي، رغم التحديات في تنسيق الهجمات الكبيرة.

ردود فعل إيران والتكتيكات المتبعة

  • بدأت إيران، في ليلة 13 يونيو، بهجمات شملت حوالي 150 صاروخاً، وتلاها إطلاق وابل أصغر، مع تراجع عام في وتيرة الهجمات.
  • إيران تعتمد على التصعيد التدريجي، مع موجات موجهة لسحق الدفاعات الإسرائيلية عبر فترات وقف لتقييم النتائج وتوجيه قواتها.
  • الهجمات الأخيرة استهدفت مواقع في مناطق حضرية أكثر كثافة، كتل أبيب وحيفا، بهدف زيادة التكاليف على إسرائيل.

تحديات وتوازن الردع

  • عجز إيران عن تحصين ترسانتها بشكل كامل، ووجود مستودعات مخفية، يحد من فعالية هجماتها ويعزز من قدرات الدفاع الإسرائيلية.
  • ضعف قدرات الردع الإيرانية مع تآكل ترسانتها من الصواريخ، خاصة بعد ضربات إسرائيلية استهدفت مواقع إنتاج وتخزين مهمة.
  • التوازن بين قدرة إسرائيل على الدفاع واستنزاف مخزوناتها من الصواريخ الاعتراضية، خاصة مع نقص الدعم الأمريكي أو محدوديته حالياً.

الدفاعات الإسرائيلية والتحديات المستقبلية

  • تُعتمد إسرائيل على منظومات حديثة ومتعددة الطبقات مثل “القبة الحديدية” و”السهم” و”مقلاع داود”، لكنّ استخدامها مكلف ويقل مع طول زمن النزاع.
  • نقص صواريخ Arrow الاعتراضية يثير مخاوف بشأن قدرتها على مواجهة هجمات إيرانية متواصلة، مع قلق من نفاد المخزون خلال 10 إلى 12 يوماً في ظل تصعيد مستمر.
  • تكلف عمليات الدفع والصيانة، إضافة إلى الاعتماد على الدعم اللوجستي الأميركي، عوامل تحدّ من استمرار الدفاعات لفترات طويلة.

مسارات التصعيد والخيارات المستقبلية

  • إيران قد تسعى لاستهداف المنشآت الحيوية والبنية التحتية الحيوية الإسرائيلية، باستخدام ترسانتها من الصواريخ ذات الدقة العالية، خاصة قصيرة المدى.
  • خيارات أخرى تشمل ضرب منشآت نفطية أو قواعد أميركية في المنطقة، وشن هجمات على شحنات تجارية عبر الخليج بحراً.

تقييمات استراتيجية ومرونة الردع

  • سيطرة إسرائيل على الأجواء وتطوير الدفاعات يساهمان في تقليل قدرات إيران على التوسع في الهجمات، رغم وجود تحديات في مخزونات الصواريخ المعدة للاستخدام الكثيف.
  • الاعتماد على قدرات تدمير منصات الإطلاق والإمدادات اللوجستية يوفّر فرصة لإطالة أمد الدفاع الإسرائيلي، لكنه يتطلب استمرار الدعم الدولي والأمريكي لتعزيز القدرات الدفاعية.
  • في حال إطالة أمد النزاع، قد يصل حجم الخسائر والتحديات إلى حد يُعجّل بنقطة انعدام القدرة على المقاومة، خاصة مع تآكل المخزون وارتفاع التكاليف.

الختام

تظل إسرائيل في موقف يوازن بين قدراتها الدفاعية المحدودة، وتحدي استنزاف ترسانتها، وقدرة إيران على إعادة بناء مخزونها بشكل متدرج. مع استمرار المواجهة، ستلعب الخيارات الاستراتيجية وسقف التفاهمات الدولية دوراً حاسماً في تحديد مدة وأبعاد الصراع، مع ارتفاع احتمالات التصعيد أو التهدئة وفق مقتضيات الموقف العملياتي والسياسي على حد سواء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى