اخبار سياسية
هل تستخدم إسرائيل علاقاتها مع أذربيجان لتشديد الضغط على إيران؟

الموقف الإقليمي وتصاعد التوترات بين أذربيجان وإيران
منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على إيران، أبدت الدول المجاورة لها مواقف داعمة ومرتبكة، وعلى رأسها أذربيجان التي تعتبر من الدول ذات العلاقات المركبة مع كل من إيران وإسرائيل. وقد جاءت اللقاءات الأخيرة بين المسؤولين لتعكس تعقيد المشهد، خاصة في ظل العلاقات المتوترة مع إيران، ورغبة باكو في الحفاظ على توازن دقيق في سياستها الخارجية.
تأكيدات أذربيجان على الحدود والأجواء
- أكد وزير الخارجية الأذربيجاني أن أراضي بلاده والمجال الجوي لا يمكن استغلاله من قبل أي جهة ضد طرف ثالث، خاصة إيران، التي تعتبرها جارة وصديقة.
- رغم ذلك، تظل العلاقة بين أذربيجان وإسرائيل من أبرز العوامل التي تثير قلق إيران، خصوصاً مع نمط التعاون العسكري والاقتصادي المميز بين البلدين.
تاريخ علاقات أذربيجان وإسرائيل
- بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1992، بعد استقلال أذربيجان عن الاتحاد السوفيتي، واتبعت باكو نهجاً مختلفاً عن باقي الدول السابقة، حيث عمقت علاقاتها مع تل أبيب عبر التعاون في مجالات متعددة.
- تعتبر أذربيجان موطناً لأكبر جالية يهودية في المنطقة، حيث عاش اليهود والمسلمون في ود وتسامح لقرون، مما أسس جسوراً ثقافية واجتماعية بين البلدين.
- تعاونت أذربيجان مع إسرائيل في مجالات الزراعة، إدارة المياه، والتكنولوجيا الصحية، مع استثمار واضح في أنظمة الري الحديثة والطاقة.
التعاون العسكري والأمني
- شهد التعاون في المجال العسكري ازدياداً مستمراً، حيث وقعت أذربيجان وإسرائيل العديد من الصفقات، من بينها صفقة عام 2012 بقيمة 1.6 مليار دولار، والتي تضمنت أنظمة مسيرة وصواريخ مضادة للطائرات.
- تُعتبر إسرائيل مورداً رئيسياً للسلاح، حيث بلغت صادراتها من الأسلحة نحو 70% من واردات أذربيجان بين 2016 و2020، مع استخدام متطور للتكنولوجيا، مثل الطائرات المسيرة، والأنظمة الصاروخية، وتقنيات الاستطلاع عبر الأقمار الصناعية.
- تطوير قدرات أذربيجان العسكرية، خاصة خلال حرب ناجورنو قره باغ، أدى إلى تأثير حاسم للأنظمة الإسرائيلية مثل الطائرات المسيرة “Harop”، والتي أثرت بشكل كبير على نتائج المعركة.
التنصت والاستخبارات والتحذيرات الإيرانية
- هناك تقارير تشير إلى أنشطة استخباراتية إسرائيلية على الأراضي الأذربيجانية، واستغلالها في عمليات ضد إيران، وتداولت تقارير تخص بناء قواعد جوية وتعاون استخباراتي مع باكو، رغم نفي السلطات الأذربيجانية لذلك.
- مركز بيجان-السادات للدراسات الاستراتيجية أكد أن التعاون الاستخباراتي بين البلدين كان محورياً ضد النفوذ الإيراني، خاصة في ظل تنسيق معلومات مهم حول النشاطات العسكرية والأمنية.
- إيران تعتبر أذربيجان منصة لعمليات التجسس والتنصت، وهو ما يثير قلقها من تنامي العلاقات بين تل أبيب وباكو، خاصة مع التوترات العسكرية التي شهدتها المنطقة، ومنها ما يتعلق بتهديدات محدقة عبر الحدود.
التوترات والممارسات على الحدود
- شهدت السنوات الماضية اعتقالات وتدريبات عسكرية، وصولاً إلى هجمات على السفارات وشن هجمات ضد مصالح البلدين، ومنها هجوم على سفارة أذربيجان في طهران عام 2023، وما تبعه من إغلاق للبعثات الدبلوماسية.
- الحرس الثوري الإيراني أبدى استنفارات على الحدود مع أذربيجان، في محاولة لاحتواء النفوذ الإسرائيلي الذي تزداد ملامحه في المنطقة.
سياسة أذربيجان الخارجية وموقفها من علاقاتها مع إيران وإسرائيل
- رئيس معهد أذربيجان للديمقراطية وحقوق الإنسان يوضح أن العلاقات مع إسرائيل تعتمد على مصالح متبادلة وتقوم على احترام السيادة، وأن البلاد ترفض استخدام أراضيها ضد أي دولة، خاصة إيران.
- يؤكد أن التعاون العسكري مع إسرائيل يهدف إلى دعم قدرات الدفاع الوطنية فقط، وأن السياسة الخارجية لباكو تظل حذرة في موازنة علاقاتها الإقليمية، مع حرص على عدم الانحياز لأي طرف بشكل قد يهدد أمنها القومي.
- أما بخصوص مشروع ممر زنجازور، فهو موضوع حساس بالنسبة لإيران، لما يمثله من تحدٍّ لحدودها وتواصلها مع القوقاز وآسيا الوسطى، رغم توقف التنفيذ في الوقت الراهن.
ختام وتحليل المستجدات
وفي ظل تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران، تتضح أن أذربيجان تتبع سياسة دقيقة في تعزيز علاقاتها مع تل أبيب، مع الحفاظ على توازن حساس في علاقاتها مع جيرانها، خاصة إيران. كما أن التوترات الإقليمية والجغرافية تصب في مصلحة هذا النهج، في انتظار تطورات مستقبلية قد تغير موازين القوى أو توجهات السياسة في المنطقة.