اخبار سياسية

كيف تؤثر مخزونات الذخيرة في مسار الصراع بين إيران وإسرائيل؟

تطورات الصراع بين إسرائيل وإيران: تحليل للقدرات والتحديات

في سياق الحرب المستمرة، تظهر على الساحة عدة تطورات مهمة تتعلق بقدرات الطرفين واستراتيجياتهما في التصدي للهجمات وتوجيه الضربات المضادة، مع التركيز على مخزونات الصواريخ الإيرانية وقدرتها على المناورة، بالإضافة إلى قدرات الدفاع الإسرائيلي والتحديات التي تواجهها في مواجهة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.

مستوى الاستعدادات وإمكانيات الذخائر

  • المناسبات السابقة كشفت عن قدرة على مواصلة القتال لأيام عدة، لكنه يعتمد بشكل كبير على مخزون الذخائر المتبقية.
  • وتفيد التقارير بأن مخزون الصواريخ الإيرانية بدأ يتراجع، خاصة مع انخفاض مخزون الصواريخ التي يمكنها الوصول إلى إسرائيل، وتراجع القدرات الاعتراضية لدى إسرائيل أيضاً.
  • وفقاً لمحللين عسكريين، كان هناك بين ألف وألفي صاروخ إيراني قادر على الوصول إلى إسرائيل عند بداية الحرب، لكن تباطؤ وتيرة الهجمات وتراجعها يشير إلى استنزاف جزء كبير من المخزون.

استراتيجيات إيران في التصعيد والصمود

  • تتبع إيران عقيدة تصعيد تدريجي يركز على موجات من الهجمات بهدف سحق الدفاعات الإسرائيلية بشكل اعتراض تلو الآخر، مع فترات توقف لتقييم الأضرار.
  • في الأيام الأولى، أطلقت إيران أكثر من 100 صاروخ، ثم تقلصت إلى أقل من 50 في اليوم الرابع، مع تدمير إسرائيل لأكثر من 120 منصة إطلاق، أي تقريباً ثلث المخزون الإيراني من منصات الإطلاق.
  • الترسانة الإيرانية غير متجانسة، وتواجه قيوداً في اللوجستيات ودورات إعادة التعبئة، مما يؤثر على قدرة إيران على الاستمرار في الهجمات بنفس الوتيرة.

الرد الإسرائيلي وتداعياته على قدرات الدفاع

  • تمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق تفوق جوي، مع تدمير العديد من منصات الصواريخ الإيرانية، ما يقلل من قدرة إيران على إطلاق الصواريخ بكثافة.
  • انخفض عدد الصواريخ التي أطلقتها إيران بشكل ملحوظ، من أكثر من 150 في أول ليلة إلى حوالي 10 صواريخ بعد ظهر يوم الثلاثاء.
  • إسرائيل تعتمد على منظومات دفاع جوي متعددة، مثل “القبة الحديدية” و”مقلاع داود” و”السهم”، مع دعم من الولايات المتحدة عبر نشر بطاريات صواريخ موجهة عالية الارتفاع والقدرات البحرية المتقدمة.

التهديدات المحتملة ومسارات التصعيد

  • إيران قد تتجه لاستهداف البنية التحتية الحيوية، وتوجيه ضربات مباشرة على أهداف عسكرية أو منشآت حيوية مقابل تصعيد محدود.
  • ومن ضمن الخيارات، استخدام ترسانتها لشن طلعات على قواعد عسكرية أو منشآت النفط أو مناطق سكانية مكتظة، مع محاولة إدامة الضغط النفسي على إسرائيل.
  • إمكانية توسع العمليات باتجاه البحر، خاصة عبر صواريخ مضادة للسفن، لمهاجمة الشحن التجاري في الخليج وخليج عمان.

توازن الردع والاستراتيجيات المستقبلية

  • على الرغم من جهود إيران لتعزيز ترسانتها، إلا أن ضعف قدراتها الحالية مقارنة بالماضي يظهر مدى تأثير الضربات الإسرائيلية على منشآتها.
  • تُظهر التحليلات أن استراتيجيتها تعتمد بشكل كبير على الردع بالعقاب، إلا أن تآكل قدراتها العسكرية يقلل من فاعليتها، خاصة مع تدهور قدرات “حزب الله” وترسانتها.
  • القدرة الدفاعية لإسرائيل، بما في ذلك مخزون الصواريخ الاعتراضية، قد تؤمن لها حماية تتراوح بين 10 إلى 14 يوماً، إذا استمرت وتيرة الهجمات على حالها، مع احتمال تراجع هذه الفترة إذا زادت الهجمات أو استُنفدت المخزونات خلال مدة قصيرة.

القدرات الإيرانية وداخل العمق الإيراني

  • الغارات الإسرائيلية على غرب إيران أدت إلى نقل القوات إلى مناطق وسط البلاد، مع أن إيران لا تزال تمتلك ترسانة صواريخ بعيدة المدى مثل “عماد” و”قدر”، رغم تقليل استخدام بعض الصواريخ الطويلة المدى نتيجة لضربات سابقة.
  • إيران تعتمد على كيانات صناعية تعمل على تطوير الصواريخ الصلبة والسائلة، مع دور سابق لكوريا الشمالية، وتخضع لعقوبات دولية، وهو ما يحد من طموحاتها التوسعية.

المنشآت الدفاعية والأهداف الإيرانية المستهدفة

  • واصلت إسرائيل استهداف المنشآت الأساسية مثل مركز أبحاث الموارد الفارسية والمجمعات العسكرية والكوادر التصميمية لإعاقة قدرة إيران على تصنيع الصواريخ وتطويرها.
  • تحتفظ إيران بمخزون خفي من الصواريخ، يُعتقد أنه غير مرصود بالكامل، وغالباً ما يتم تدمير جزء كبير من مخزونها عند ضرب منشآتها وزيادة الضغط عليها.

التزود والدعم الأميركي والتحديات المستقبلية

  • تُواصل الولايات المتحدة تزويد إسرائيل بالمعدات والذخائر، مع استمرار عمليات النقل الجوي والبحري لتلبية الاحتياجات التموينية فالقتالية، خاصة مع تآكل المخزون الإسرائيلي من الصواريخ الاعتراضية.
  • الاعتماد على دعم خارجي، خاصة من الولايات المتحدة، يبقى محورياً، ولكن لا يمكن الاعتماد عليه إلى ما لا نهاية، خاصة مع محدودية المخزون الأميركي من الصواريخ الدفاعية وتوقعات استنزافها مع استمرار المواجهة.
  • مخاطر التمدد في الصراع، خاصة مع وجود أدوات إيرانية من خلال وكلائها في المنطقة، يبرز الحاجة إلى تقييم شامل لقدرات الردع والإستراتيجيات العملياتية المستقبلية.

وفي النهاية، يبقى وضع الردع والتوازن العسكري بين إسرائيل وإيران مرهوناً بعدة عوامل، من بينها مخزون الصواريخ، ودقة العمليات العسكرية، والدعم الخارجي، مع استمرار التهديدات والتحديات التي تفرضها طبيعة الصراع المستمر على الجبهة الإقليمية والدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى