مع تصاعد الصراع.. ثلاث سيناريوهات محتملة لتطور النزاع بين إسرائيل وإيران

تطورات المواجهة بين إسرائيل وإيران: سيناريوهات مستقبلية وتأثيراتها
تتصاعد الأحداث بين إسرائيل وإيران في سياق التوترات المستمرة، حيث دخلت العمليات العسكرية يومها السابع لتمتد و تتوسع رقعة الضربات المتبادلة، مما أدى إلى مراجعة بعض الجهات المختصة لتوقعات تطور النزاع بشكل يتنوع بين عدة سيناريوهات محتملة.
سيناريوهات محتملة لتطور النزاع
تناول تقرير وحدة الاستخبارات الاقتصادية ثلاثة سيناريوهات رئيسية تنتظر المنطقة، تتدرج بين الاحتواء الكامل للنظام الإيراني، وسقوطه النهائي، أو استمراره وتقويته، مع تأثيرات مختلفة على الاستقرار الإقليمي والدولي.
- احتواء النظام الإيراني دون إسقاطه
توقع أن يستمر النظام الإيراني مع تراجع بعض تهديداته، مع بقاء البرنامج النووي محتجزاً تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبتجميد البرنامج النووي الإيراني. وتتوقع الوحدة أن الأهداف الإسرائيلية قد تتحقق جزئياً، مع استمرار ضعف داخلي للنظام الإيراني، وهو سيناريو يقدر احتماله بنحو 50%. في الوقت ذاته، ستبقى الجهود الأمريكية منصبة على الوساطة الدبلوماسية، مع مراقبة سوق النفط للتحكم في الاضطرابات. داخلياً، من المتوقع أن يواجه النظام اضطرابات مدنية وضغوطاً لإجراء إصلاحات سياسية، مع استمرار نفوذ الوكلاء في المنطقة، مع السيطرة على مخاطر الانتشار النووي.
- السقوط الكامل للنظام الإيراني
ويقدر احتمال هذا السيناريو بنحو 40%، حيث ستت dismantle البنية التحتية النووية وسيحدث فراغ سياسي، مما يؤدي إلى انهيار النظام. ستقود الولايات المتحدة جهوداً لإعادة ترتيب المشهد بعد ذلك، مع اضطرابات في أسواق النفط وصدامات أمنية، قبل أن تستقر الأمور تدريجياً، مع مراقبة دولية لمضيق هرمز. على الصعيد الداخلي، ستشهد البلاد اضطرابات وفوضى، مع تحولات حكومية، بينما ستنخفض التهديدات عبر الوكلاء، إلا أن حالة من عدم اليقين ستظل قائمة.
- استمرار النظام وتقويته مع تعزيز النفوذ العسكري
يشير الاحتمال، الذي يُقدر بنسبة تتجاوز 10%، إلى أن النظام قد يُبقي على نفسه ويعزز من قدراته، مما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي وارتفاع خطر التصعيد. مع استمرار فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها، من المتوقع أن تتصاعد أسعار النفط بشكل حاد، حيث قد تتجاوز 150 دولاراً للبرميل، ويُمكن أن يُغلق مضيق هرمز أو يتعرض لعطل كبير. من ناحية التهديدات النووية، ستظل مرتفعة، مع احتمال دخول كل من السعودية وتركيا في سباق نووي، مع تأكيد إيران على نزعتها القومية وتصعيد نفوذ الحرس الثوري. وتستمر التهديدات عبر الوكلاء، ما يشكل خطراً على الاستقرار الإقليمي والدولي، ويزيد من حالة التوتر وعدم اليقين في المنطقة.
الخلاصة والتوقعات المستقبلية
يُرجح أن السيناريو الأكثر واقعية هو احتواء النظام الإيراني دون إسقاطه، الذي يوفر توازناً بين الردع الدبلوماسي والاستقرار الإقليمي، بدون إحداث فراغ سياسي أو تصعيد حاد. أما السيناريو الثاني، الذي ينطوي على سقوط كامل للنظام، فسيحقق أهدافاً استراتيجية لكنه محفوف بمخاطر الفوضى واستمرار عدم الاستقرار على المدى الطويل. في المقابل، يُبقى السيناريو الثالث، وهو تقوية النظام وتعزيز نفوذ الحرس الثوري، تهديداً وجودياً على المنطقة، خاصةً إذا دخلت مرحلة سباق تسلح نووي لا يُمكن السيطرة عليه.