اخبار سياسية

تصعيد الصراع الإلكتروني بين إسرائيل وإيران: حرب هجينة في فضاء الإنترنت

الصراع الإلكتروني بين إسرائيل وإيران في ظل التصعيد العسكري والسياسي

تتصاعد أحداث التوتر بين إسرائيل وإيران، حيث تتشابك المواجهات العسكرية والسياسية مع الهجمات الإلكترونية والتجسس السيبراني، في إطار حرب مستمرة منذ عقود تتطور أحداثها باستمرار. بينما يسعى الطرفان للسيطرة على ميادين الحرب الحديثة، تظهر الآثار والتداعيات على البنية التحتية الرقمية والأمن القومي في المنطقة.

الهجمات الإلكترونية وتطورها في سياق الصراع

  • على مر السنين، حاولت إيران ووكلاؤها الإقليميون شن هجمات إلكترونية استهدفت إسرائيل، متضمنة تدمير البيانات وحملات تصيد احتيالي، وان كانت نتائجها متفاوتة.
  • تُعرف إسرائيل بأنها واحدة من أكثر الدول تطوراً في مجال شن الهجمات السيبرانية، وقد شهدت عمليات بارزة، أبرزها عملية “ستوكسنت” في 2010، التي يُعتقد أنها نفذتها بالتعاون مع الولايات المتحدة ضد برنامج إيران النووي.
  • وفي عام 2012، كشفت تقارير عن هجوم إلكتروني كبير استهدف البنية التحتية لمحطات الطاقة الإيرانية، مما يعكس تطور قدرات الطرفين في هذا المجال.

الهجمات الكبرى والتصعيد الأخير

  • تم رصد وجود أكثر من 6700 هجوم إلكتروني على إيران خلال الأيام الماضية، باستخدام تقنيات مثل هجمات حجب الخدمة (DDoS)، وأدت إلى اضطرابات واسعة النطاق في الشبكة الإلكترونية، بما في ذلك تقييد الإنترنت وخدمات البنوك.
  • تبنت جماعة “بريداتوري سبارو”، المرتبطة بالاستخبارات الإسرائيلية، مسؤولية تدمير بيانات بنوك إيرانية، إضافة إلى استهداف شركات وطنية أخرى، بهدف إضعاف القدرات الاقتصادية والحيوية في إيران.

الإجراءات الإيرانية والدفاع السيبراني

  • رداً على الهجمات، بدأت إيران بتقييد وصول المواطنين إلى الإنترنت، وإعلان حكومة البلاد أن الانقطاعات هي إجراءات مؤقتة للتحكم في الهجمات السيبرانية، وتم استهداف شبكات VPN ومواقع التواصل الاجتماعي مثل واتساب وتليجرام.
  • كما شهدت شبكات الاتصالات الإيرانية الرئيسية انقطاعات، وبدأت الحكومة في جهود لتحسين دفاعاتها السيبرانية وتحصين البنى التحتية الحيوية من هجمات مستقبلية.

تأثيرات الحرب الإلكترونية على الساحة الإقليمية والدولية

  • شهدت إسرائيل زيادة هائلة في الهجمات الإلكترونية بنسبة تصل إلى 700% منذ بداية التصعيد، مع توقعات باستمرار التصعيد في المستقبل، خاصة إذا انخرطت الولايات المتحدة في النزاع العسكري المباشر.
  • ينظر خبراء أمنيون إلى أن هذه الهجمات يمكن أن تتصاعد وتتعذر السيطرة عليها، مما يشكل تهديداً أمنياً كبيراً للمنطقة وللولايات المتحدة، مع احتمالية أن يرد القراصنة الإيرانيون على ذلك باستهداف البنية التحتية الأمريكية.

الهجمات على البنية التحتية والتأثيرات السياسية

  • تم استهداف أنظمة حيوية مثل السكك الحديدية وأنظمة الدفع والإمداد، مع حملات دعائية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تروج لمشاهد احتجاجات داخل إيران.
  • كما تعرضت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية للاختراق، حيث تم بث مقاطع فيديو تحث على الاحتجاجات، في سياق محاولة الحكومة والحركات المعادية لإثارة حالة من الفوضى على الساحة الداخلية.

وفي ظل تصاعد الأحداث، يبقى المجال السيبراني ساحة معركة حاسمة تتطلب قدراً عاليًا من التعاون الدولي وتطوير القدرات الدفاعية للحد من التداعيات الخطيرة على الأمن القومي والاستقرار الإقليمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى