ما هي القنبلة GBU-57 التي طلبتها إسرائيل لاستهداف منشآت إيران النووية؟

القنبلة الخارقة للتحصينات GBU-57A/B وأهميتها في التصعيد العسكري
تُعد القنبلة GBU-57A/B من أقوى الأسلحة غير النووية في الترسانة الأميركية، وتم تصميمها خصيصاً لضرب الأهداف المحصنة بدقة عالية، بما في ذلك المنشآت المدفونة تحت الأرض، باستخدام قدرة اختراق استثنائية يجعلها أداة فعالة في العمليات العسكرية الحديثة ضد الأهداف الصعبة.
تطور واستخدام القنبلة GBU-57A/B
ما هي القنبلة GBU-57A/B؟
- قنبلة موجهة بنظام GPS وزنها حوالي 13.6 طن متري.
- هدفها الأساسي تدمير الأهداف المدفونة عميقاً تحت الأرض مثل المنشآت النووية والمخابئ القيادية ومستودعات الأسلحة.
- تم تصميمها بواسطة شركة “بوينج” لتخترق المواد الصلبة من الخرسانة أو الصخور قبل الانفجار.
مواصفات وقدرات القنبلة
- الوزن: حوالي 13.6 طن متري.
- الطول: أكثر من 6.2 متر.
- القطر: حوالي 0.8 متر.
- نظام التوجيه: الملاحة بالقصور الذاتي مدعومة بنظام GPS.
- عمق الاختراق: يُقدر بأنها يمكن أن تخترق حتى 60 مترًا من التربة أو الخرسانة المسلحة.
- الشحنة المتفجرة: حوالي 2400 كيلوجرام من المتفجرات عالية القوة.
- منصة الإطلاق: قاذفة الشبح B-2 Spirit.
تاريخ التطوير والنشأة
بدأت فكرة هذه القنبلة في بداية القرن الحالي استجابةً للحاجة لوسائل لاستهداف المنشآت العسكرية المدفونة بشكل عميق، خاصة بعد تزايد بناء المنشآت النووية المحصنة. تمت عملية تطويرها بشكل مكثف من قبل شركة “بوينج” منذ عام 2007، مع إجراء أول تجارب إسقاط ناجحة عام 2008، وتوافرها للعمل في بداية العقد التالي. ويأتي ذلك بعد تقارير استخباراتية أشارت إلى استحالة استهداف تلك المنشآت باستخدام الأسلحة التقليدية مثل GBU-28 أو GBU-39.
هل تم استخدام GBU-57 من قبل؟
حتى الآن، لم تُستخدم هذه القنبلة في عمليات قتالية، لكن تم إجراء العديد من التجارب التي أثبتت فعاليتها في تدمير الأهداف المحصنة. وتخزن حالياً لدى القوات الجوية الأميركية وجاهزة للاستخدام عند الضرورة، خاصة بالتعاون مع قاذفة الشبح B-2. كما أن هناك تفكيراً في تعديل طائرة B-52 لتحملها، رغم أن خصائصها لا تتطابق مع تلك الخاصة بالطائرة B-2. ومن أهم الأهداف التي تعتبر مناسبة لضربها منشأة “فوردو” النووية في إيران، والتي يُقدر أن عمقها يصل إلى 90 مترًا، وهو تحدٍ كبير حتى بالنسبة لهذه القنبلة.
مقارنة بين القنابل الخارقة
- GBU-28: كانت الأقوى قبل GBU-57، وتزن حوالي 2270 كيلوجرام، وتخترق حوالي 6 أمتار من الخرسانة خلال حرب الخليج.
- GBU-57: أثقل بـ6 مرات وأكثر قوة، وقادرة على استهداف منشآت كانت سابقاً غير قابلة للتدمير بالأسلحة التقليدية.
- يجب عدم الخلط بينها وبين GBU-43، المعروفة بـ”أم القنابل”، والتي تستخدم لتدمير أهداف على السطح وتتميز بانتشار واسع، وليست للاختراق.
القيود والتحديات
على الرغم من قوتها، فإن إطلاق GBU-57 يتطلب السيطرة الكاملة في المجال الجوي، نظراً لاحتياجها لطائرات خاصة مثل B-2 ذات قدرات تخفي عالية. كما أن مرونتها أقل مقارنة بالذخائر الصغيرة، التي يمكن استخدامها في بيئات قتالية أكثر تنوعاً، أو عبر الطائرات المسيرة.
القاذفة B-2 Spirit ودورها في العمليات الخاصة
طائرة B-2 Spirit هي قاذفة استراتيجية بعيدة المدى، مزودة بتقنيات التسلل إلى الأجواء المعادية دون رصد بالرادار، بفضل تصميمها على شكل جناح طائر وطلائها الخاص. دخلت الخدمة عام 1997، وتُستخدم في المهام التي تتطلب دقة عالية واختراق أنظمة الدفاع الجوي المتطورة، وقدرتها على حمل قنابل ثقيلة مثل GBU-57.
تمتاز B-2 بمدى يزيد عن 11 ألف كيلومتر بدون الحاجة لوقود إضافي، مما يمنحها قدرة هائلة على تنفيذ مهام عميقة داخل المناطق المعادية، وتُعد واحدة من أغلى الطائرات الحربية على مستوى العالم.