اخبار سياسية
ما مدى أهمية حقل غاز “بارس” الجنوبي لإيران بعد استهدافه من قبل إسرائيل؟

تطورات مهمة في قطاع الغاز الطبيعي الإيراني وتأثيراتها الإقليمية
شهد قطاع الطاقة الإيراني تطورات حديثة تستدعي الانتباه، خاصة مع استهداف البنية التحتية للغاز الطبيعي في البلاد، ما يعكس تراجعات نوعية في سلاسل ضخمة من الأصول الحيوية. تركزت الهجمات الأخيرة على أحد أكبر حقول الغاز في العالم، مما أدى إلى اضطرابات ملحوظة في الإنتاج والاستخراج.
الهجوم على حقل “بارس” الجنوبي وتأثيره على البنية التحتية
- في أول استهداف للبنية التحتية لقطاع الطاقة الإيراني، تسبب هجوم إسرائيلي في اندلاع حريق هائل في حقل “بارس” الجنوبي بمحافظة بوشهر، وهو أحد أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم.
- يعد الحقل من المصادر الرئيسية التي توفر نحو 70% من الغاز المستخرج في إيران، ويُعَد من أهم الأصول الحيوية للبلاد على الصعيد الاقتصادي والاستراتيجي.
- نتيجة للحادث، تم توقيف إنتاج نحو 12 مليون متر مكعب من الغاز من منصة المرحلة 14 بشكل مؤقت، مع السيطرة على الحريق وفقاً للسلطات المحلية.
موقع الحقل والتقسيم الحدودي
- يشترك حقل “بارس” في ملكيته وتطويره بين إيران وقطر، ويغطي مساحة تبلغ حوالي 9,700 كيلومتر مربع.
- تسمى إيران الجزء من الحقل بـ”بارس الجنوبي”، وتملك منه 3,700 كيلومتر مربع، بينما تطلق عليه قطر اسم “حقل الشمال” وتساهم في تطوير الجزء البالغ 6,000 كيلومتر مربع ضمن مياهها الإقليمية.
تاريخ واستكشاف وتطوير الحقل
- تم اكتشاف حقل “بارس” الجنوبي عام 1990 بواسطة شركة النفط الوطنية الإيرانية وشركات أجنبية، من بينها توتال الفرنسية، إيني الإيطالية، بتروناس الماليزية، جازبروم الروسية، ستات أويل النرويجية، وCNPC الصينية.
- بدأ مشروع تطوير الحقل في 1998، وتواصلت الجهود لإكمال مراحله المختلفة التي بلغت 29 مرحلة حتى الآن، مع مناطق نفطية منفصلة.
المخزون والإنتاج والاحتياطات
- يحوي الحقل على نحو 51 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى 50 مليار برميل من مكثفات الغاز.
- تنتج إيران حوالي 275 مليار متر مكعب سنوياً من الغاز، وتستخدمه بشكل رئيسي لتلبية الطلب الداخلي، حيث تعذر عليها تصديره بسبب العقوبات المفروضة عليها.
- قطر تنتج حوالي 77 مليون طن من الغاز المسال من الحقل، وتصدره إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية بمساعدة شركات كبرى مثل إكسون وشل.
الهجمات المستمرة وتطوير الطاقة
- استهدف الهجوم الإسرائيلي الأخير أربع وحدات من المرحلة 14، وهو ما يعكس التوتر المستمر حول السيطرة على حقول الغاز الحيوية في المنطقة.
- منذ أكتوبر 2024، أضافت إيران 200 مليون قدم مكعب يومياً إلى طاقة إنتاجها من خلال تطوير المرحلة 11 من الحقل، كجزء من جهودها لتحقيق التوازن في إمدادات الغاز الوطني.
- وفي فبراير الماضي، أعلنت شركة النفط الوطنية الإيرانية عن استخراج 716 مليون متر مكعب غاز يومياً من حقل “بارس” الجنوبي.
الاحتياطات والإنتاج العالمي من الغاز الطبيعي
- يحتوي الحقل على ما يُقدر بنحو 1800 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي القابل للاستخدام، وهو يمثل ثلث أكبر مخزون عالمي احتياطي للغاز الطبيعي.
- وتُعتبر هذه الكميات كافية لتلبية احتياجات العالم لمدة تقارب 13 عاماً، أو لتوليد الكهرباء لإنارة الولايات المتحدة لمدة تزيد على 35 عاماً.
حجم الإنتاج والاستهلاك الإيراني
- بلغ إجمالي إنتاج إيران من الغاز الطبيعي في عام 2023 حوالي 266.25 مليار متر مكعب، مع استهلاك داخلي بلغ 255.5 مليار متر مكعب.
- تم تصدير حوالي 15.8 مليار متر مكعب من الغاز، رغم القيود والعقوبات التي تحد من تصديره بشكل أكبر.
- إيران تعتبر ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، حيث تنتج حوالي 3.3 مليون برميل يومياً، بالإضافة إلى 1.3 مليون برميل من السوائل مثل المكثفات، تمثل نسبة ضئيلة من الإمدادات العالمية.