اخبار سياسية
روسيا توازن بدقة بين علاقاتها مع إسرائيل وإيران

توازن روسيا في المنطقة وتحولاتها الدبلوماسية الأخيرة
لطالما تمكنت روسيا من الحفاظ على توازن دقيق في الشرق الأوسط، حيث أدارت علاقاتها مع إسرائيل على الرغم من تقاربها اقتصادياً وعسكرياً مع إيران. إلا أن التطورات الإقليمية الأخيرة وضعت موسكو في موقف حساس يستدعي حنكة دبلوماسية للحفاظ على علاقاتها مع الطرفين.
فرص روسيا في التوسط وتنفيذ مصالحها
- وفقاً لوكالة أخبار عالمية، قد تجد روسيا في الوضع الحالي فرصة نادرة لتكون وسيطاً مؤثراً يسهم في إنهاء النزاعات.
- بعض المراقبين في موسكو يرون أن التركيز على المواجهة بين إسرائيل وإيران يمكن أن يوجه الأنظار العالمية عن الحرب في أوكرانيا، وهو ما يصب في مصلحة موسكو عبر إضعاف الدعم الغربي لكييف.
جهود القيادة الروسية في المنطقة
- تواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الإيراني مسعود بيزيشكيان، حيث عرض المساعدة في تلطيف الأوضاع.
- وفي اتصال مع بيزيشكيان، أدان بوتين الضربات الإسرائيلية وقدم تعازيه، مع تأكيده على المبادرات الروسية لحل الملف النووي الإيراني.
- كما أصدرت الخارجية الروسية بياناً أدانت فيه الضربات وأعربت عن قلقها من تصعيد التوتر، محذرة من عواقب غير مقبولة على إسرائيل.
- حثت روسيا الطرفين على ضبط النفس لمنع انزلاق المنطقة في حرب شاملة، رغم دعمها السياسي المستمر لطهران.
دور موسكو في السياسة والتفاوض
- أكد بوتين خلال اتصاله مع نتنياهو على ضرورة العودة إلى طاولة التفاوض بشأن البرنامج النووي الإيراني، مع عرض وساطة روسيا لحماية أمن المنطقة.
- تم الاتفاق على أن تواصل روسيا اتصالاتها مع طهران وتل أبيب بهدف حل الأزمة الراهنة، مع ترقب لتطوير مصالحها كوسيط موثوق.
التفاعلات الإقليمية والدولية
- ناقش بوتين والرئيس الأميركي ترمب عبر الهاتف الأوضاع في الشرق الأوسط، حيث أبدى الكرملين استعداده لجهود الوساطة، مع التطلع لخطوات محتملة تجاه البرنامج النووي الإيراني.
- ووفقاً لمصادر، قد تتعلق الخيارات الروسية باقتراح تحويل اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب إلى وقود للمفاعلات المدنية، كجزء من المفاوضات مع واشنطن.
علاقات موسكو مع طهران وإسرائيل: من التوتر إلى الشراكة
على مر العقود، شهدت العلاقات بين موسكو وطهران تقلبات، خاصة خلال فترة الحرب الباردة، عندما كانت العلاقات متوترة بسبب الدعم الأمريكي للشاه محمد رضا بهلوي، واتهامات المرشد الإيراني السابق للولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في آن واحد.
توطيد العلاقات بعد الثورة وإعادة بناءها
- بعد ثورة 1979، وصف الخميني الغرب بـ”الشيطان الأكبر” وإيران وروسيا بـ”الشيطان الأصغر”، لكن العلاقات بدأت بالتحسن مع انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، حيث أصبحت موسكو مورداً رئيسياً لإيران في ظل العقوبات الدولية.
- شاركت روسيا في بناء أول محطة نووية إيرانية في ميناء بوشهر، وشاركت في الاتفاق النووي العام 2015، مؤيدةً تخفيف العقوبات مقابل ضبط البرنامج النووي الإيراني.
التعاون العسكري ذات الأثر الكبير
- دعمت روسيا النظام السوري، وأسهمت في عودته للمناطق الرئيسية، رغم التحديات التي واجهتها في عام 2024.
- وفي سياق آخر، دعم الغرب إتهامات حول تسليم إيران طائرات مسيرة مسلحة لروسيا، إلا أن موسكو تباطأت في تسليم بعض الأسلحة، مثل الطائرات المقاتلة، للحفاظ على علاقاتها مع إسرائيل.
علاقات موسكو مع إسرائيل بالرغم من التوترات
- خلال الحرب الباردة، كانت العلاقات قد توترت بسبب الدعم العربي ضد إسرائيل، لكن العلاقات عادت وتطورت بعد 1991، وارتفعت وتيرتها بسبب المصالح المشتركة.
- حافظت موسكو على علاقات شخصية مهمة مع قادة إسرائيل، وأبقت على قنوات اتصال دبلوماسية واقتصادية قوية، خاصة بشأن الأزمة السورية.
- رغم تزويد إسرائيل أنظمة دفاع جوي متطورة لإيران، إلا أن موسكو أرجأت تسليم أسلحة أخرى، مثل المقاتلات، لتجنب استفزاز إسرائيل، خاصة في ظل العلاقات الوثيقة مع طهران.
مميزات الاستراتيجية الروسية والآفاق المستقبلية
- إن الإبقاء على علاقات جيدة مع كلا الطرفين يمنح موسكو مكانة فاعلة كوسيط موثوق في أي مستقبل للنزاع النووي الإيراني.
- كما أن النقاشات بين بوتين وترامب وأفكار إمكانية استخدام اليورانيوم الإيراني في مفاعلات مدنية تشير إلى فرصة لتعزيز جزء من التفاهمات التفاوضية.
- وفي الوقت الذي تتوقع فيه موجة من التوترات، يتوقع العديد من المراقبين أن تساهم الأوضاع الجديدة في زيادة أسعار النفط، مما يعزز من موقع موسكو المالي في وقت يواجه فيه اقتصادها تحديات.
الختام والتوقعات
رغم التحديات، يبقى من المتوقع أن تساهم الديناميات الجديدة في الشرق الأوسط في إضعاف قدرة الغرب على تركيز جهوده على أوكرانيا، مما يمنح روسيا فرصة لمزيد من تعزيز مصالحها الاستراتيجية، ويعزز من مكانتها كوسيط فاعل في المنطقة.