اخبار سياسية

تقرير: الهجوم الإسرائيلي على إيران يمثل نقطة تحول حاسمة في مسيرة نتنياهو

تطورات التصعيد الإسرائيلي ضد إيران وتحليل أبرز التداعيات

شهدت المنطقة مؤخراً تحولا ملحوظا في مواقف ومبادرات التصعيد بين إسرائيل وإيران، مع تزايد الدعوات والتحركات العسكرية التي تبعث على القلق من تصاعد محتمل في الصراع. نلقي الضوء على خلفيات، دوافع، وتداعيات هذه التطورات وفقاً لوكالة أسوشيتد برس.

اللحظة المفصلية في السياسة الإسرائيلية

وصف تقرير الوكالة أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران يُمثل «لحظة مفصلية» لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي جعل من التصدي للبرنامج النووي الإيراني جوهر مشروعه السياسي. ففي تقرير نشرته السبت، أُشير إلى أن نتنياهو يواجه الآن مهمة تاريخية، حيث لطالما اعتبر تدمير البرنامج النووي الإيراني أولوية قصوى وأشار إليه بعبارات تحذيرية «كارثية». بعد مواجهته لوكلاء إيران في المنطقة عقب هجوم حركة «حماس» في 7 أكتوبر 2023، حوّل تركيزه نحو ما يصفه بـ«رأس الأخطبوط»، من خلال تنفيذ هجوم عسكري كبير ومفتوح ضد طهران وبرنامجها النووي.

العوامل التي مهدت لهذه المغامرة الجريئة

  • إضعاف الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في غزة ولبنان.
  • عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ودعمه لسياسات نتنياهو.

ورغم ذلك، أشار التقرير إلى أن نجاح العملية غير مضمون، وأن نتائج التصعيد قد تحدد مستقبل حكومة نتنياهو وإرثه السياسي بشكل نهائي.

تاريخ نتنياهو مع التهديد النووي الإيراني

سلط الضوء على الدور الممتد لنتنياهو، منذ تسعينيات القرن الماضي، في تحذير المجتمع الدولي من خطورة امتلاك إيران للسلاح النووي. منذ عودته إلى السلطة عام 2009، حرص على تذكير العالم بأن إيران المسلّحة نوويًا تمثل «تهديدًا وجوديًا لإسرائيل»، وخطراً على المنطقة بأسرها. ففي عام 2012، قدّم رسماً كاريكاتيرياً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يُظهر تقدم إيران نحو امتلاك القنبلة النووية، مما أثار اهتماماً واسعاً. وبعد ثلاث سنوات، ألقى خطاباً في الكونغرس عارض فيه الاتفاق النووي المرتقب بين إدارة أوباما وطهران، ما أدى إلى توتر مع البيت الأبيض وساهم في سياسة إدارة ترامب لاحقاً بسحب واشنطن من الاتفاق.

المقارَنات والتوترات

كثيراً ما شبّه نتنياهو النظام الإيراني بـ«النازيين» وهو ما أثار جدلاً واسعا، خاصة بين الناجين من الهولوكوست. وبرغم ادعاءات إيران بأن برنامجها النووي سلمياً، إلا أن توجهاتها في تخصيب اليورانيوم وغياب التعاون مع المفتشين الدوليين خلقت شكوكاً كبيرة حول نواياها، وفقاً لوكالة أسوشيتد برس.

وفي سياق التطورات الأخيرة، حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران تمتلك الكمية الكافية من اليورانيوم المخصب لصنع عدة قنابل نووية، مُوجها انتقادات لطهران بسبب عدم الامتثال لالتزاماتها الدولية، قبل يوم واحد من تنفيذ الهجوم الإسرائيلي.

ما الذي دفع إسرائيل للمبادرة الآن؟

  • الموقف الداخلي والخارجي الذي تغير خلال العامين الأخيرين، حيث اعتبر أن الوقت الآن مناسب لتنفيذ خطوة حاسمة ضد إيران.
  • إضعاف شبكة حلفاء إيران في المنطقة وتراجع «محور المقاومة»، إضافة إلى عجز إيران عن صد الهجمات الجوية الإسرائيلية.
  • الموقف الأميركي غير المعارض بشكل واضح، بعد إعطاء الضوء الأخضر بشكل غير مباشر من قبل إدارة الرئيس جو بايدن، رغم عدم وجود دعم صريح للعمليات الهجومية.

هذه العوامل مجتمعة، جعلت فرصة تنفيذ عملية عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني أكثر إمكانية من أي وقت مضى.

هل ستنجح العملية الإسرائيلية؟

رغم الاستهداف الواسع للمواقع الإيرانية واغتيال قادة عسكريين كبار، لا تزال نتائج الأضرار على البرنامج النووي غير واضحة. وعلى الرغم من تأييد شعبي واسع لنتنياهو في بداية الهجوم، فإن الدعم قد يتغير مع تصاعد الهجمات المضادة، خاصة إذا أسفرت عن خسائر بشرية كبيرة أو تعطيل الحياة اليومية في إسرائيل.

كما أن انهيار الدعم العام بشكل مفاجئ قد يحدث إذا سقطت مقاتلة إسرائيلية وأسُر طيارها أو إذا نشبت خسائر عسكرية كبيرة، مما قد يضعف الموقف السياسي لنتنياهو، خلافاً لتصريحاته الرامية إلى تغيير النظام في طهران، وهي مهمة محفوفة بالمخاطر والصعبة التنفيذ.

الأهمية الاستراتيجية لنجاح العملية بالنسبة لنتنياهو

يرى نتنياهو أن نجاح العملية سيؤثر بشكل كبير على إرثه السياسي، خاصة أنه حطم أرقاماً قياسية بعد توليه رئاسة الوزراء لأطول مدة، وهو يُعرف بمهاراته السياسية وإدارته الحاسمة للأزمات. ومع ذلك، فإن هجمات 7 أكتوبر الأشد دموية في تاريخ إسرائيل، قد رسمت صورة قاتمة عن إرثه، ويعتقد أن هذه العملية تشكل فرصة لإعادة صياغة سجلّه التاريخي، إما كالرجل الذي أنقذ إسرائيل من خطر نووي، أو من يُلام على تصعيد الصراع الإقليمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى