تقرير: الهجوم الإسرائيلي على إيران يمثل نقطة تحول في مسيرة نتنياهو

تطورات حديثة في السياسات الإسرائيلية تجاه إيران وتأثيراتها
في أعقاب الهجمات الأخيرة، تبرز أهمية الاستراتيجيات الإسرائيلية في مواجهة البرنامج النووي الإيراني، مع التركيز على اللحظة المفصلية التي يمر بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتي قد تحدد مسار المنطقة ومستقبل علاقاتها الدولية.
الوضع الحالي والهجمات الإسرائيلية
- يرى محللون أن الهجوم الإسرائيلي الأخير يمثل نقطة تحول مهمة في سياسة الاحتلال، إذ يعكس تصميماً على التصدي لبرنامج إيران النووي بشكل غير مسبوق.
- بعد مواجهات مع وكلاء إيران في المنطقة، حول نتنياهو تركيزه من الحركات المسلحة إلى تهديدات “رأس الأخطبوط” – إيران وبرنامجها النووي، عبر عمليات عسكرية موسعة.
- تُعَد هذه الخطوة محفوفة بالمخاطر، حيث لا تزال نتائجها غير واضحة، وهي قد تؤثر بشكل كبير على الاستقرار السياسي الداخلي الإسرائيلي ومستقبل حكومة نتنياهو.
تاريخ التصعيد الإسرائيلي ضد إيران
- منذ التسعينيات، بقي نتنياهو في طليعة التحذيرات من خطر إيران النووي، وكرر مراراً ضرورة التصدي لهذه التهديدات.
- في 2012، قدم رسماً كاريكاتيرياً عن تقدم إيران نحو امتلاك القنبلة النووية، مما أدى إلى إثارة اهتمام دولي واسع.
- خلال خطابه في الكونجرس الأمريكي عام 2015، عارض الاتفاق النووي مع إيران، في موقف أثار جدلاً واسعاً وأسهم في تهيئة الأجواء لانسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018.
- كما وصف النظام الإيراني بـ”النازيين”، مما زاد من حدة التوترات، خاصة مع الناجين من الهولوكوست والباحثين في التاريخ اليهودي.
التحديات والفرص الحالية
- رغم أن إيران تزعم أن برنامجها النووي سلمي، إلا أن تطورات التخصيب وعدم التعاون مع المفتشين يزيدان الشكوك حول نواياها الحقيقية.
- تحذيرات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي أكدت أن إيران تمتلك مواد نووية قد تؤدي إلى صنع قنابل نووية، وهي خلفية تبرر الخطوات العسكرية المحتملة.
- يرى بعض المحللين أن التغيير في المعادلات الإقليمية، خاصة مع تراجع نفوذ محور المقاومة وإضعاف شبكة حلفاء إيران، شكل فرصة لإسرائيل لتوجيه ضربة استباقية.
- الدعم الأميركي لخطوات تل أبيب كان محدوداً، خاصة بعد تجدد المفاوضات النووية، وهو ما أتاح لإسرائيل فرصة للعمل بشكل مستقل في ظل غموض السياسات الأمريكية.
هل ستنجح العملية الإسرائيلية؟
لا يزال من المبكر إصدار حكم نهائي، إذ رغم تحقق بعض الأهداف الميدانية مثل استهداف مواقع معينة وقتل قادة إيرانيين، فإن حجم الضرر على البرنامج النووي غير واضح حتى الآن. تمتلك حكومة نتنياهو حالياً تأييداً شعبياً واسعاً، خاصة بعد الدعم الذي أبداه عدد من الأحزاب والمعارضة، إلا أن المزاج قد يتغير بسرعة في حال تدهور الأوضاع أو تصاعد الهجمات المضادة من إيران.
أهمية نجاح العملية وتأثيراتها المستقبلية
- يعتمد إرث نتنياهو السياسي بشكل كبير على نتائج هذه العملية؛ إذ يسعى إلى تسجيل نجاح تاريخي يقلد به مسيرته السياسية ويحجز لنفسه مكانة في التاريخ الإسرائيلي.
- العملية قد تعيد رسم ملامح السياسة والأمن في إسرائيل، وتُعتبر فرصة لإعادة صياغة علاقاتها مع المجتمع الدولي، رغم التحديات التي قد تظهر في المستقبل.
- من المتوقع أن يكون لأي خسائر أو تصعيد إيراني عسكري أثراً مباشراً على الرأي العام المحلي والدولي، مما قد يغير من مواقف القوى المؤثرة في المنطقة.
وفي النهاية، يبقى السؤال حول مدى قدرة إسرائيل على النجاح في تحقيق أهدافها، وتأثير ذلك على استقرار المنطقة، مرهوناً بالمعطيات الميدانية والدبلوماسية المستجدة، وتوازن القوى الإقليمية والدولية في ظل هذا التصعيد.