اخبار سياسية

تقرير يستعرض لحظة حاسمة في مسيرة نتنياهو بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران

الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران: لحظة مفصلية في الصراع النووي والإقليمي

في تطور غير مسبوق، شهدت المنطقة تصعيداً في التوترات بين إسرائيل وإيران، حيث قام الجيش الإسرائيلي بشن هجوم عسكري كبير على أهداف إيرانية، وهو ما اعتبره خبراء ومراقبون بأنه يمثل نقطة تحول مهمة في سياسة إسرائيل تجاه البرنامج النووي الإيراني والصراع الإقليمي الممتد. هذه الحادثة تأتي بعد فترة من التوترات المتصاعدة، وتفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة بشأن مستقبل المنطقة وقدرة إسرائيل على تنفيذ مثل هذه العمليات على نطاق واسع.

خلفية وتاريخ التحذيرات

  • منذ تسعينيات القرن الماضي، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يكرر تحذيراته من خطر النووي الإيراني، معتبراً أن البرنامج يشكل تهديداً وجودياً لإسرائيل وللعالم.
  • في عام 2012، قدم نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوراً يوضح اقتراب إيران من بلوغ القدرة النووية، من خلال رسم كاريكاتيري تصوري للمشهد.
  • عام 2015، ألقى خطاباً مثيراً للجدل في الكونجرس الأميركي ضد الاتفاق النووي بين إيران والإدارة الأميركية السابقة، معترضاً على مساعي الاتفاق الذي يسعى لاحتواء البرنامج الإيراني ولكن معتبراً إياه خطراً على أمن إسرائيل.
  • استخدم نتنياهو بشكل متكرر تشبيهات تربط بين طهران والنظام النازي، مما أ Fan حفيظة العديد من الباحثين والناجين من الهولوكوست، ولكنه استمر في تكرار هذا التشبيه حتى خلال إعلان الهجوم على إيران.

الظروف الحالية والدوافع للهجوم

  • تغيرت المعطيات السياسية والعسكرية خلال العامين الأخيرين. إذ رأى نتنياهو أن الفرصة الآن مناسبة لمهاجمة إيران، خاصة بعد تراجع محور المقاومة ونجاح إسرائيل في إضعاف حلفاء إيران في غزة ولبنان.
  • تراجع الدعم الأميركي للمساعي الدبلوماسية بينتاني، خاصة بعد إلغاء المفاوضات النووية مع طهران، حيث أبدت إدارة البيت الأبيض، بقيادة الرئيس، نوعاً من الترحيب بالحملة العسكرية الإسرائيلية.
  • استفادت إسرائيل من توازنات القوة الحالية، مع وجود فرصة لتنفيذ مهمة عسكرية ربما كانت غير ممكنة في السابق، بالنظر إلى الدعم الدولي والإقليمي المحدود لإيران.

توقعات مستقبل العملية وإمكانيتها

لا تزال نتائج الهجوم غير واضحة، حيث قد تؤدي العمليات العسكرية إلى تدمير مواقع نووية وإضعاف البرنامج الإيراني، أو أن تؤدي إلى تصعيد أوسع يهدد الاستقرار الإقليمي. ويُعبر محللون عن أن نجاح العملية ليس مضموناً، وأن الأضرار التي لحقت بالبنية النووية الإيرانية حتى الآن لم تتضح بعد، مع بقاء مسألة عودة طهران إلى طاولة المفاوضات أو تصعيدها بشكل أكبر.

موقف نتنياهو وتأثير العملية على إرثه السياسي

يواجه نتنياهو الآن اختباراً حاسماً، إذ يُنظر إلى جانبه الداخلي والخارجي على أنه يسعى لتعزيز مكانته السياسية عبر هذه الخطوة الجريئة، التي قد تعيد تشكيل إرثه، خاصة بعد أن تعامل مع جدلية النجاح أو الفشل في تحقيق أهدافه الأمنية والاستراتيجية.

  • لقد حظي بدعم شعبي مؤقت، خاصة من الأحزاب المعارضة التي أعلنت دعمها للعملية، رغم الانتقادات الداخلية والخلافات المستمرة بشأن أسلوب إدارة الحرب وطول أمدها.
  • وفي حال تصاعدت الحرب ووقوع خسائر كبيرة، قد يغير ذلك موازين الرأي العام داخلياً وخارجياً، مما يهدد مستقبل نتنياهو السياسي ويؤثر على دعم الهدوء والاستقرار في إسرائيل.

دلالات مهمة وأهمية النجاح بالنسبة لنتنياهو

يمثل النجاح في تنفيذ هجوم ضد إيران فرصة حاسمة لنتنياهو لإعادة رسم صورة إنجازاته وإثبات قدرته على حماية أمن إسرائيل ومكانتها الدولية. وعلى الرغم من الاختلافات الداخلية، يظل الشعب الإسرائيلي منقسم حول تكتيكاته، إلا أن قضايا الأمن والاستقرار تبقى على رأس الأولويات.

وفي النهاية، يرى نتنياهو أن هذه العملية ليست مجرد خيار عسكري، بل فرصة تاريخية لتثبيت مكانته السياسية وتأريخ اسمه كالرجل الذي أنقذ إسرائيل من خطر نووي محتمل، في ظل تحديات غير مسبوقة تواجه المنطقة والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى