اخبار سياسية

تقرير: هجوم إسرائيل على إيران نقطة تحوّل حاسمة في مسيرة نتنياهو

الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران: لحظة مفصلية في السياسة الإقليمية والدولية

تُعد التطورات الأخيرة في المنطقة بمثابة علامة فارقة في المشهد الأمني والسياسي، حيث شهدت إسرائيل خطوة غير مسبوقة تستهدف إيران وبرنامجها النووي، في إطار سياق معقد من التحشيدات السياسية والميدانية. وتتجه الأنظار الآن إلى التداعيات التي قد تترتب على هذا التصعيد، وما إذا كانت ستعيد تشكيل مستقبل المنطقة ومستقبل العلاقات الدولية مع إيران وإسرائيل.

تقييم لموقف إسرائيل ودوافعها

خلفية طويلة من التهديدات والتحذيرات

  • منذ تسعينيات القرن الماضي، ظل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحذّر من خطر البرنامج النووي الإيراني، معتبرًا إياه تهديدًا وجوديًا لإسرائيل وللشرق الأوسط بأسره.
  • في 2012، قدم نتنياهو أمام الأمم المتحدة تصوراً يحذر من اقتراب إيران من حيازة السلاح النووي، مما أتبعه بخطاب شديد اللهجة في الكونجرس الأميركي ضد الاتفاق النووي مع طهران، مما مهد الطريق لانسحاب واشنطن لاحقًا.
  • استخدم نتنياهو، مرارًا وتكرارًا، تشبيهات مثل “نازيي إيران” لتوصيل خطورته، رغم الانتقادات التي وجهت إليه من قبل بعض الباحثين والناجين من المحرقة.

الأسباب التي دفعت إسرائيل لاتخاذ هذا القرار الآن

  • تغير المعطيات الميدانية والإقليمية، خاصة مع إضعاف حلفاء إيران في المنطقة، وتراجع قدرة طهران على التصدي للهجمات الجوية الإسرائيلية.
  • التحولات في الموقف الأميركي، خاصة بعد عودة إدارة ترمب للمفاوضات النووية، رغم أن واشنطن لم تُعارض بشكل علني العمل الإسرائيلي.
  • الرهان على أن الظروف الآن مناسبة أكثر لتنفيذ عملية نوعية قد تؤدي إلى تدمير مكونات البرنامج النووي الإيراني بشكل فعال.

العملية العسكرية وتوقعات نتائجها

النجاحات والتحديات الحالية

  • حتى الآن، تمكنت إسرائيل من استهداف عشرات المواقع، واغتالت عدداً من كبار القادة الإيرانيين في المناطق المختلفة.
  • لكن الأضرار النهائية التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني لا تزال غير واضحة، وما إذا كانت ستؤدي إلى تعطيله بشكل كامل، لا يزال غير معلوم.

الرد المحتمل وتأثيره على إسرائيل

  • تزايد الدعم الشعبي في إسرائيل، رغم الانقسامات السياسية والانتقادات، خاصةً بعد نجاح العمليات الأولى.
  • مخاطر تراجع الدعم إذا تضررت المصالح الإسرائيلية بشكل كبير، أو إذا حدثت خسائر بشرية كبيرة، خاصة إذا أسقطت مقاتلة أو أسر جندي إسرائيلي.
  • إمكانية تدهور أوضاع المنطقة بشكل أكبر إذا ردت إيران باستخدام وسائل عسكرية أو غيرها، مما قد يعقد الموقف أكثر.

النتائج المتوقعة وتأثيرها على إرث نتنياهو السياسي

أهمية النجاح لنتنياهو وموضعه السياسي

  • يمتلك نتنياهو سجلاً طويلاً من التحذيرات والتصريحات الحادة ضد إيران، ويطمح إلى أن يُذكر أرثه بريادة مرحلة جديدة للبلاد، حال نجاح العملية.
  • يواجه نتنياهو، رغم ما يلقاه من تأييد شعبي حالياً، مخاطر سياسية إذا تدهورت الأمور، خاصة مع استمرار الانقسامات الداخلية وخسائر محتملة خلال العمليات المقبلة.
  • أما إذا حققت العملية أهدافها، فسيُنظر إليه على أنه الذي أنقذ إسرائيل من خطر محتمل، وأسهم في إعادة صياغة إرثه السياسي وترسيخ مكانته في التاريخ الإسرائيلي.

مخاطر وتحديات المستقبل

  • سرعة تغير المزاج العام، حيث قد يؤدي أي خسائر أو ردود إيرانية مضادة إلى تراجع الدعم الشعبي وخسارة التأييد السياسي.
  • تصريحات نتنياهو الطموحة بشأن تغيير النظام في طهران، رغم صعوبتها وتعقيدها، قد تضعف موقفه وت وتعقّد الوضع أكثر.
  • النجاح أو الفشل في هذه العمليات سيُحدد بشكل كبير شكل السياسة الإسرائيلية والإقليمية في المرحلة المقبلة.

وفي النهاية، يمثل هذا التصعيد نقطة تحول قد تؤدي إلى تعقيد المشهد الإقليمي، مع إمكانيات لتغيير قواعد اللعبة، سواء لصالح إسرائيل أو لنسف الاستقرار والتوازن في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى