تقرير: الهجوم الإسرائيلي على إيران يمثل نقطة تحول في مسيرة نتنياهو

تصعيد إسرائيلي ضد إيران يضع المنطقة على شفا اللحظة المفصلية
شهدت المنطقة تحولًا جذرياً مع الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، والذي يُعد نقطة محورية في مسيرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي جعل من مواجهة البرنامج النووي الإيراني محوراً رئيسياً لسياساته. هذا التصعيد يحمل تداعيات واسعة على الساحة الإقليمية والدولية، ويستدعي رؤية متعمقة للتغيرات التي طرأت على استراتيجيات إسرائيل وأسبابها ودوافعها.
خلفية الوضع السياسي والأمني
لطالما اعتبر نتنياهو تدمير البرنامج النووي الإيراني هدفًا مركزياً، مستفيدًا من خبرة طويلة في التحذير من مخاطر اعتماد إيران على التكنولوجيا النووية، حيث استخدم تلك التحذيرات لكسب الدعم الشعبي وتعزيز موقفه داخلياً وخارجياً. منذ بداية عهوده السياسية في التسعينيات، ظل يحذر من امتلاك إيران للسلاح النووي، ورفع شعارات التحذير بشكل متكرر، بل وذهب إلى حد تصوير النظام الإيراني بأنه تهديد وجودي لإسرائيل والعالم.
الأحداث الأخيرة وتغير المعطيات
- تراجع قدرات حلفاء إيران في المنطقة، خاصة بعد نجاح إسرائيل في إضعاف شبكاتهم في غزة ولبنان.
- عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض ودعمه لسياسات نتنياهو، مما وفر بيئة سياسية ملائمة لتنفيذ العمليات العسكرية ضد إيران.
- إزالة العقبات السياسية الداخلية، والتي كانت تقف في طريق اتخاذ خطوة استباقية ضد البرنامج النووي الإيراني.
تغيير المعادلة إقليميًا ودوليًا، مهد الطريق أمام إسرائيل لشن هجوم كبير لم يسبق له مثيل ضد إيران، مع تأكيدات على أن نجاح العملية لا يزال غير مضمون وأن نتائجها قد تؤثر بشكل عميق على مستقبل حكومة نتنياهو وثباتها السياسي.
موقف نتنياهو وتاريخ المواجهة
يُذكر أن نتنياهو يُعد واحدًا من السياسيين الأكثر تصدياً لإيران، ويمتلك سجلًا حافلاً بالتحذيرات والقرارات التي استهدفت منع طهران من حيازة السلاح النووي، حيث قدم العديد من التحذيرات والإنذارات في المحافل الدولية، وخصّص خطابات حاسمة ظهرت فيها نُذر وخطورة التهديد النووي الإيراني. كما استخدم لغة حادة، ووصف النظام الإيراني بأنه تهديد وجودي، ومرّر رسائل مباشرة عبر وسائل الإعلام الدولية خلال الأعوام الماضية.
الأسباب التي دفعت إلى الهجوم حالياً
- إحساس نتنياهو بأن الفرصة أصبحت سانحة لتوجيه ضربة استباقية قبل أن يتمكن البرنامج النووي الإيراني من الوصول إلى مستوى التهديد المباشر.
- ضعف موقف إيران إقليميًا ودوليًا بعد أن فشلت في صد الهجمات الجوية الإسرائيلية المتكررة.
- موقف أميركي مرن وداعم، خاصة بعد أن فاجأ الرئيس الأميركي السابق ترمب العالم بإعادة التفاوض مع إيران، ورغبته في تحقيق نتائج ملموسة قبل انتهاء ولايته، مما جعل إسرائيل تتلقى الضوء الأخضر للتحرك.
موقف المجتمع الدولي وإمكانات النجاح
ورغم أن العملية تسير بشكل جيد حتى الآن، مع استهداف العديد من المواقع المهمة وإبعاد قيادات عسكرية إيرانية، إلا أن حجم الضرر على البرنامج النووي لا يزال غير واضح. يبقى السؤال حول مدى قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها، ومدى تأثير تلك العمليات على مستقبل البرنامج النووي الإيراني. وعلى الصعيد الداخلي، يظهر دعم واسع لنتنياهو، حتى من المعارضة، إلا أن الدعم قد يتغير سريعاً في حال تصاعدت العمليات أو شهدت خسائر كبيرة.
أي خسائر كبيرة، خاصةً إسقاط مقاتلة أو أسر طيار، قد تؤدي إلى تراجع الرأي العام، وربما تضعف موقف نتنياهو، خاصة مع تصريحاته الطموحة حول تغيير النظام الإيراني، وهو هدف يتسم بالصعوبة والتعقيد.
أهمية النجاح وتأثيره على إرث نتنياهو السياسي
- نتنياهو يُعد من أطول رؤساء الوزراء بقاءً في الحكم في إسرائيل، وهو شخصية مثيرة للانقسام، لكنه يُحترم كسياسي محنك من قبل أنصاره.
- إرثه السياسي بات مرهونًا بنتائج هذا التصعيد، خاصة بعد أن شهدت إسرائيل أئخراً توترات عميقة بعد هجوم 7 أكتوبر، والذي يُعتبر أحد الأعنف في تاريخ البلاد.
- يُنظر إلى هذه العملية كفرصة لتثبيت مكانة نتنياهو التاريخية، وتسجيل اسمه كالسيد الذي حافظ على أمن إسرائيل، وأوقف التهديد النووي الإيراني، رغم التحديات والصعوبات.
ختام
في النهاية، يُعد التصعيد الإسرائيلي ضد إيران لحظة مفصلية، قد تكتب محطات جديدة في تاريخ المنطقة، وتُشكل إرث نتنياهو، أو تفتح أبواب لمواجهة طويلة الأمد. كل الاحتمالات تبقى واردة، لكن الأكيد أن المنطقة على أعتاب تغييرات جوهرية تتطلب مراقبة دقيقة وقرارات حكيمة.