أميركا والصين.. الهدنة التجارية لم تُنهِ مشكلة المعادن النادرة ذات الاستخدام العسكري

تطورات في المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة وتأثيراتها المحتملة
في إطار جهود التوصل إلى اتفاق تجاري شامل بين أكبر اقتصادين في العالم، تظهر العديد من العقبات والتحديات التي قد تؤثر على مسار المفاوضات. فيما يلي عرض للتطورات الأخيرة والمواقف الراهنة التي تثير القلق حول إمكانية الوصول إلى تفاهمات واسعة النطاق.
عدم سبق التطرق للقيود الأمنية في الهدنة التجارية
لم تتضمن الهدنة التجارية التي جرى التوصل إليها بين الصين والولايات المتحدة خلال المباحثات الأخيرة في لندن، أي حديث عن القيود المرتبطة بالأمن القومي المفروضة على التصدير. وهذا يشكل عائقاً أمام إمكانية التوصل إلى اتفاق أوسع يضم جميع القضايا العالقة، وذلك حسب ما أفاد به مصدران مطلعان على تفاصيل المفاوضات.
موقف الصين بشأن تصاريح التصدير والمعادن النادرة
- أبلغ المصدران أن بكين لم تلتزم بمنح تصاريح لتصدير بعض المعادن المغناطيسية النادرة والمتخصصة، والتي تعد ضرورية للموردين العسكريين الأميركيين في تصنيع الطائرات المقاتلة وأنظمة الصواريخ.
- وفين الوقت ذاته، ظلت الولايات المتحدة تفرض قيوداً على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الصين، بسبب مخاوف من استخدامها عسكريًا.
ارتباط التقدم في رفع القيود بملفات أخرى
بينما ناقش المفاوضون في لندن إمكانية رفع القيود على المواد المغناطيسية النادرة، ربطت بكين هذا التقدم بقيود أميركية على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين. وظهر أن هناك محاولة لتبادل التنازلات في جوانب مختلفة من الملف التجاري، إلا أن التقدم يظل محدوداً.
توقعات حول مستقبل الاتفاقيات التجارية والرسوم الجمركية
- ذكر مسؤولون أميركيون أنهم يتطلعون إلى تمديد الرسوم الجمركية الحالية على الصين لمدة 90 يوماً إضافياً بعد الموعد النهائي في 10 أغسطس، ما يعكس احتمالية عدم التوصل إلى اتفاق دائم قبل ذلك التاريخ.
- قال الرئيس الأميركي إن المفاوضات أحرزت نتائج جيدة، وأن الاتفاق الحالي يعتبر خطوة مهمة، إلا أن مصادر أخرى تشير إلى استمرار العراقيل.
السيطرة الصينية على المعادن النادرة وموقفها من القيود
لا تزال الصين تمثل المصدر الرئيسي للمعادن المغناطيسية النادرة، وتحتفظ بسيطرة فعالة على عمليات التكرير والمعالجة. وفيما وُقّع اتفاق في جنيف لخفض الرسوم الجمركية، عادت الصين وفرضت قيودًا على صادرات المعادن الحيوية، مما أدى إلى ردود أفعال من إدارة ترمب التي فرضت قيودًا على بعض صادرات التكنولوجيا والمواد ذات الاستخدام العسكري.
الآمال والتوقعات المستقبلية
على الرغم من بعض التعهدات بتسهيل الحواجز التجارية، لا تزال التحديات قائمة، خاصة فيما يتعلق بالموقف الصلب من المعادن النادرة والمتخصصة، والتي تشكل نقطة اشتعال محتملة لأي تصعيد قد يحدث خلال الفترة القادمة. ويبدو أن التوصل لاتفاق شامل في الأفق يبقى بعيد المنال، خاصة مع التشاؤم بين محللين صينيين توقعوا أن القضية الأساسية لم تحل بعد، وأنها قد تمتد خلال الفترة المتبقية من ولاية الرئيس ترمب.