اقتصاد

ما هو تأثير إغلاق حقل “ليفياثان” الإسرائيلي مؤقتًا على مصر؟

الوضع الحالي لسوق الغاز في المنطقة وتأثير التوترات العسكرية على مصر وذات الصلة

تواجه مصر حالياً تحديات متزايدة في تأمين إمداداتها من الغاز الطبيعي نتيجة للتوترات الإقليمية والتغييرات في عمليات الإنتاج والاستيراد، خاصة مع إغلاق حقل “ليفياثان” وإمكانية تصاعد الموقف العسكري بين إسرائيل وإيران. سنلقي نظرة على التداعيات والإجراءات التي تتخذها الحكومة المصرية لضمان استقرار السوق وتأمين احتياجاتها من الطاقة.

إغلاق حقل “ليفياثان” وتأثيره على إمدادات الغاز

  • أعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية بشكل مؤقت إغلاق حقل “ليفياثان” للغاز، مع احتمالية إعلان حالة الطوارئ في قطاع الغاز الطبيعي.
  • الكميات الموءودة كانت تصل إلى حوالي 800 مليون قدم مكعب يومياً، ويُتوقع أن تتراجع إلى أدنى مستوياتها حالياً.
  • الشركات المورِّدة تربط استئناف عمليات الضخ بوقف العمليات العسكرية وعودة العمل في الحقل.
  • مصر تعتمد بشكل كبير على الغاز القادم من تل أبيب، إذ تقدر الكمية بنحو 800 مليون قدم مكعب يومياً، وتواجه حالياً عجزاً يقدر بـ3.5 مليار متر مكعب يومياً، مع اعتمادها على استيراد الشحنات المسالة من الخارج لسد الفجوة.

جهود مصر في تأمين إمدادات الغاز واستراتيجيات الطوارئ

  • عملت الحكومة على استقدام 5 سفن غاز طبيعي مسال، من بينها 4 سفن وصلت إلى الموانئ المصرية، ودراسة تأمين سفينة خامسة.
  • تم إضافة السفن إلى أسطول الوحدات العائمة للتغويز، مثل “إنيرغوس باور” و”هوغ غاليون”، بالإضافة إلى عمليات شراء سفن أخرى من شركات متعاونة.
  • تحركت مصر لاستئجار محطات استيراد عائمة، بهدف تلبية الطلب المتزايد خلال فصل الصيف، خاصة مع تراجع الإنتاج المحلي الذي يُقدّر حالياً بنحو 4.2 مليار قدم مكعب يومياً مقابل طلب يقترب من 6.2 مليار، ويصل أحياناً إلى 7 مليارات خلال الصيف.
  • تم توقيع عقود مع شركات دولية لتوريد كميات طويلة الأجل من الغاز المسال حتى عام 2028، وتوقع أن تستورد مصر ما بين 155 و160 شحنة غاز مسال خلال عام 2025.

الاحتياجات المحلية والسياسات الوطنية للتعامل مع الأزمة

  • خصصت الحكومة نحو 468 مليون متر مكعب من الوقود لتعزيز شبكات الكهرباء خلال الصيف، مع خطة لتفادي انقطاعات الكهرباء بسبب نقص الوقود.
  • تقدر الحكومة إجمالي تكاليف استيراد شحنات الغاز والمازوت بنحو 9.5 مليار دولار للسنة المالية 2025-2026، مقارنة بأكثر من 6 مليارات دولار صرفت حتى الآن.
  • تقوم مصر بدراسة العديد من السيناريوهات لمواجهة احتمالات نقص الوقود، مع تجهيز خطط عاجلة لتخفيف الأحمال والصيانة الطارئة للشبكة الكهربائية.

التغيرات في أسواق النفط والغاز وتأثيرها على مصر

  • شهدت أسعار النفط ارتفاعاً حاداً بلغ نحو 13% بعد تصعيد إسرائيل ضرباتها في إيران، ما أدى إلى زيادة المخاوف من تصاعد التوترات في منطقة تسيطر على ثلث إمدادات النفط العالمية.
  • وصل خام برنت إلى أكثر من 78 دولاراً للبرميل، فيما قفز خام غرب تكساس الوسيط بشكل كبير، مما يضع ضغطاً إضافياً على الموازنة المصرية نتيجة لارتفاع تكاليف الاستيراد.
  • ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا أيضاً، مع تصاعد التوترات، مما يهدد توافر إمدادات الغاز ويزيد من ضغوط السوق العالمية.

تداعيات التوترات على مصر والخطوات الحكومية المستقبلية

  • تقوم مصر الآن بتكثيف إجراءاتها لمواجهة الارتفاعات المحتملة في أسعار النفط والغاز، من خلال تعزيز المخزون الاستراتيجي وتحسين إدارة الطاقة.
  • أعلن رئيس الوزراء عن تنسيق مستمر بين الجهات المختصة لرفع مستوى الاحتياطي من السلع الحيوية، بالإضافة إلى اجتماعات مع وزيري الكهرباء والبترول لمراجعة السيناريوهات المستقبلية.
  • تؤكد الحكومة على استعدادها التام للتعامل مع أي تطورات أخرى، مع استمرار مراقبة أسعار النفط والغاز وأسواق الطاقة العالمية، لاتخاذ الإجراءات الضرورية للحفاظ على استقرار القطاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى