اخبار سياسية

فوردو.. هل يغير استهداف “جبل الهلاك” موازين القوى في صراع إسرائيل وإيران؟

منشأة فوردو النووية في إيران: بنية تحتية محصنة واستراتيجية محكمة

تُعد منشأة “فوردو” واحدة من أبرز المنشآت النووية الإيرانية التي تتميز بخصائص فريدة من نوعها، وتثير الكثير من التساؤلات حول برنامج إيران النووي واستراتيجيتها الدفاعية. تصفها تحليلات عسكرية واستراتيجية بأنها إحدى أكثر المنشآت تحصيناً على مستوى العالم، وتتموقع في قلب خريطة التوترات الدولية حول السلاح النووي.

تصميم وتحصين المنشأة

  • تقع المنشأة تحت جبل، على عمق نصف كيلومتر، مما يوفر حماية طبيعية قوية ضد الهجمات الجوية والتدميرية.
  • تم بناء المنشأة من صخور صلبة، وتحيط بها جدران خرسانية مسلحة، وتُعتبر من منشآت التخصيب النووي الأكثر تحصينًا على مستوى العالم.
  • تقع بالقرب من مدينة قم الدينية القديمة، مما يضيف رمزياً بعد الموقع الديني والتاريخي للمنشأة.

الدلالة الاستراتيجية لمنشأة فوردو

تُعتبر فوردو رمزاً لرغبة إيران في حماية برنامجها النووي، حيث صُممت لتكون قادرة على الصمود أمام هجمات شاملة، مع الاحتفاظ بعدد كافٍ من أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم العالي التخصيب لإنتاج سلاح نووي محتمل أو تنفيذ عمليات الاختراق النووي.

وفي الوقت ذاته، فإن بناء المنشأة تحت الأرض يعكس حالة من القلق الاستراتيجي، حيث تخشى إيران من تهديدات خارجية تؤثر على مستقبل برنامجها النووي.

الأحداث والتطورات الأخيرة

الهجمات والتدمير

  • تم الإعلان عن تعرض منشأة فوردو لهجوم، إلا أن الأضرار كانت محدودة، وفقاً للمسؤولين الإيرانيين.
  • نجحت إسرائيل في تدمير المنشأة التجريبية في نطنز، ووفقاً لتقارير، حدثت أضرار كبيرة على قاعات أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض، مما قد يعوق استخدامها.

التحديات والاحتمالات المستقبلية

  • بفضل تحصيناتها، تعتبر منشأة فوردو هدفاً صعباً للهجمات الجوية، ويتوقع أن تكون من أصعب الأهداف للانتقام أو الهجمات الوقائية.
  • هناك مخاوف من أن تحفّز الهجمات عليها، أو أي تهديدات، إيران على الاعتماد على منشآت سرية وعمقية أخرى، مع احتمال تصنيع الأسلحة النووية بسرعة أكبر إذا تعرضت لتهديد كبير.

القدرات النووية المحتملة وتداعياتها

  • وفقاً لتقديرات معهد العلوم والأمن الدولي، فإن منشأة فوردو قادرة على تحويل كامل مخزون اليورانيوم عالي التخصيب إلى مواد صالحة لصنع 9 قنابل نووية خلال ثلاثة أسابيع.
  • وفي حال قررت إيران، في سياق التصعيد، تفعيل قدراتها النووية، فمن الممكن أن تنتج كمية كافية من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة خلال أيام قليلة.

الفروق بين فوردو ونطنز

  • نطاق التخصيب: نطنز مخصصة للتخصيب واسع النطاق بدرجات منخفضة، وتم تصميمها للاستخدام المدني إلى حد كبير، وتقع على عمق أقل.
  • الصلابة والتحصين: فوردو مزودة بتعزيزات جيولوجية وواقية، تجعلها غير قابلة للاختراق بسهولة، وتقع في موقع سري مبني داخل جبل.

المخاطر والاستنتاجات المستقبلية

ظلّت منشأة فوردو هدفًا رئيسيًا للأبحاث والجهود الدولية الرامية لتقييد البرنامج النووي الإيراني، ومع تزايد التحديات الأساسية، يبقى الاحتمال قائماً أن تتحول إلى بؤرة لجهود الاختراق النووي إذا لم يتم تدميرها أو تعطيلها بشكل كامل. كما أن إيران تواصل بناء منشآت سرية إضافية، مما يزيد من غموض وخصوصية هذا الملف شديد الحساسية، ويضع العالم أمام سيناريوهات معقدة تتطلب متابعة ودراسة مستمرة لضمان الاستقرار والأمان الدوليين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى