فوردو.. هل يغير استهداف “جبل الهلاك” قواعد اللعبة في الصراع بين إسرائيل وإيران؟

موقع منشأة “فوردو” النووية وإستراتيجيات الحصانة الإيرانية
تُعد منشأة “فوردو” النووية واحدة من أكثر المواقع النووية تحصيناً في العالم، وتقع في إيران بالقرب من مدينة قُم، وتحيط بها أنظمة دفاع جوي متطورة وتُبنى بشكل يهدف إلى حماية عمليات التخصيب النووي من أي هجمات عسكرية خارجية.
وصف المنشأة وطبيعة تحصينها
- تضمين المنشأة على عمق نصف كيلومتر تحت جبل، مما يمنحها مقاومة عالية للهجمات التقليدية.
- تلبيسها بجدران خرسانية مسلحة قوية، مما يزيد من صعوبة تدميرها بواسطة الأسلحة التقليدية أو حتى المتطورة.
- حمايتها من الهجمات المحتملة، يرتكز على تصميمها الهندسي وموضعها في قلب جبل، بعيداً عن الاستهداف المباشر.
الهدف والاستراتيجية الإيرانية
تحمل إيران في منشأة فوردو رمزاً لإرادتها في حماية برنامجها النووي، مع استعدادها لصموده أمام أي هجوم شامل، وتوفر لها القدرة على الحفاظ على عدد كافٍ من أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم عالي التخصيب، مما يمكّنها من إنتاج سلاح نووي إذا رغبت في ذلك.
إشارات إلى الهجمات والتهديدات
- تم الإعلان عن تعرض منشأة فوردو لهجوم، مع تأكيد السلطات الإيرانية على محدودية الأضرار.
- نجحت إسرائيل، بحسب تقارير، في تدمير منشأة نطنز وتجفيف مصادر التخصيب خلالها، مما دفع إيران إلى تصعيد عمليات التخصيب في فوردو.
- التحليلات تشير إلى أن منشأة فوردو قد تكون الهدف التالي، نظراً لصعوبة استهدافها بسبب تحصينها الشديد داخل الجبل.
قدرات التخصيب والاستجابة المحتملة
رغم نفي إيران السعي لامتلاك سلاح نووي، فإن التقارير تشير إلى أن منشأة فوردو يمكنها، إذا تم تفعيلها، تحويل مخزون اليورانيوم إلى مستوى مناسب لصناعة قنابل خلال أسابيع قليلة، مع إشارة إلى أن إنتاج كمية كافية لصنع قنبلة ممكن خلال أيام قليلة.
الفروق بين منشأة فوردو ومنشأة نطنز
- نطاق التخصيب: نطنز موجه بشكل رئيسي للأغراض السلمية ويبلغ عمقها أقل من 20 متر، فيما فوردو مبنية بشكل سري داخل جبل بصلابة جيولوجية عالية.
- القدرات: نطنز تحتوي على أجهزة طرد مركزي كثيرة، وتستخدم للتخصيب الأوسع، بينما فوردو مصممة لتكون مقاومة للهجمات التقليدية، وتستخدم بشكل رئيسي للأبحاث والتخصيب بقدرات عالية.
تاريخ الكشف والتحديات الدولية
- تم الكشف عن المنشأة بشكل علني في عام 2009، بعد أن كانت سرية، مما أدى إلى موجة من الانتقادات الدولية وتفاقم الضغوط على إيران.
- فحصت الاتفاقات الدولية، خاصة خطة العمل الشاملة المشتركة، وضع المنشأة ضمن إجراءات الرقابة والتقييد، لكن انقلاع الولايات المتحدة عن الاتفاق في 2018 أحدث تغييرات كبيرة في سياق البرنامج النووي الإيراني.
مستقبل التهديدات النووية والآفاق المستقبلية
مع استمرار إيران في تطوير منشآتها النووية، خاصة داخل الجبال المحصنة، تبقى احتمالات انتقالها إلى تصنيع سلاح نووي قائمة، خاصة إذا فُقدت السيطرة على المنشآت أو تعرضت لهجمات خارجية. وتُعد منشأة “الفأس” الجبلية الجديدة مثالاً على التحدي المستمر الذي يفرضه بلد يتميز بمساحات تحت الأرض محصنة بشكل كبير، والتي قد تتجه إيران لتشغيلها إذا ما واجهت تهديدات مباشرة.