اخبار سياسية
ما هي أسباب الهجوم على “مثلث الحدود” بين السودان ومصر وليبيا؟

تحولات استراتيجية وتأثيرات أمنية في الحدود الشمالية السودانية
مفاجأة غير متوقعة أضعفت مجريات الحرب الداخلية في السودان، حيث انتقلت الأنظار من ساحات المعارك التقليدية في كردفان ودارفور إلى المنطقة الحدودية الشمالية، على طول حدود البلاد مع ليبيا ومصر، بالقرب من الحدود مع تشاد. جاءت هذه التحركات بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على المنطقة المثلثية الحدودية بين السودان وليبيا ومصر، وهي خطوة ذاتابع أثر استراتيجي كبير.
السيطرة على المنطقة وتداعياتها
- تأكيد قوات الدعم السريع على أنها أدت خسائر فادحة للجيش السوداني، واستولت على معدات ومركبات عسكرية، معتبرة أن فتح جبهة الصحراء الشمالية يمثل تحوّلاً نوعياً في حماية البلاد وتأمين حدودها.
- في المقابل، أكد الجيش السوداني إخلاء المنطقة، واتهم قوات الدعم السريع و”قوات حفتر” الليبية بالهجمات على محيط المنطقة، في حين تمثل هذه المنطقة عمقاً استراتيجياً بامتدادها بين السودان وليبيا.
أهمية المثلث الحدودي
- تمتد المنطقة من جبل العوينات، على ارتفاع يزيد على ألفي متر، وتبلغ مساحتها أكثر من 1500 كم، وتُعرف عبر التاريخ بكونها ممراً هاماً للتجارة والتهريب، فضلاً عن احتوائها على معادن ثمينة وسوقين رئيسيين للذهب.
- يُشير عدد من المحللين إلى أن المنطقة غير مأهولة بشكل كبير، وتركز الموجودات البشرية غالبها على أنشطة التعدين والتجارة، مع توقعات بزيادة حضور قوات الدعم السريع للاستفادة من الموارد وإدارة التدفقات غير القانونية للوقود والأسلحة.
المسؤوليات والمضاعفات الأمنية
- رغم النزاعات والتغيرات، تنفي الحكومة الليبية مسؤوليتها المباشرة عن الهجمات الأخيرة، مؤكدين أن حماية حدودهم وأراضيهم مسؤولية مقدسة، ومعبرة عن رفضها التدخلات الخارجية أو تورط الجماعات المسلحة.
- أما على الجانب السوداني، فهناك اتهامات متبادلة بين الأطراف حول مصادر الهجمات ودور الدول المجاورة، مع وجود روايات متباينة عن الأحداث التي شهدتها المنطقة.
التوقعات والاستنتاجات
- رأي خبراء عسكريون وأمنيون يتوقع أن يكون سيطرة قوات الدعم السريع على المناطق الحدودية بداية لتغيير موازين القوى وتعزيز نفوذها، خاصة من خلال السيطرة على خطوط الإمداد للموارد الأساسية، مما قد يؤثر على مجريات الحرب الداخلية.
- كما تشير التقديرات إلى أن المنطقة، ذات الأهمية الإستراتيجية والتجارية، قد تتحول إلى ساحة يكثر فيها التهريب والاتجار غير المشروع، مع احتمالات تطور الأوضاع نحو تصعيد إقليمي ودولي، خاصة مع مخاوف من تدخلات خارجية تؤجج الصراع، وتزيد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة.
ملاحظات ختامية
وفي الوقت الذي تتغير فيه ملامح النزاع، يبقى أمن الحدود ومصالح الدول المجاورة على رأس الأولويات، مع إدراك أن التطورات الحالية قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد، وتحول المنطقة إلى بؤرة توتر إقليمي، مما يتطلب موقفاً دولياً حازماً ومسؤولاً للحد من تفاقم الأزمة وتعزيز جهود السلام والاستقرار.