اخبار سياسية

ما السبب وراء الهجوم على «مثلث الحدود» بين السودان ومصر وليبيا؟

تطورات ميدانية واستراتيجية على الحدود السودانية وسط تصاعد النزاع

شهدت الساحة السودانية مؤخراً تغيرات جذرية على مستوى التصعيد والموازين الميدانية، حيث انتقلت الأنظار من المناطق التقليدية للقتال في كردفان ودارفور إلى منطقة حيوية على الحدود الشمالية الغربية، مما يعكس تحولات استراتيجية مهمة في طبيعة الصراع وأبعاده الإقليمية.

السيطرة على المنطقة الحدودية والانتقال إلى عمق الصحراء

  • أعلنت قوات الدعم السريع عن سيطرتها على منطقة المثلث الحدودي بين السودان وليبيا ومصر، بعد مواجهات ومعارك عنيفة في المنطقة.
  • وذكر الدعم السريع أنه كبد الجيش خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، واستولى على عدد من المركبات العسكرية، معتبرًا أن فتح جبهة الصحراء الشمالي يمثل تحولاً استراتيجياً في حماية الحدود وتأمين البلاد.
  • في المقابل، أكد الجيش السوداني إخلاء المنطقة، ووجه اتهامات للميليشيات المسلحة وقوات حفتر بالهجوم على محيط المنطقة، وسط استنكار من طرفه للتدخل الخارجي في العمليات العسكرية على الحدود.

الأهمية الإستراتيجية لمنطقة المثلث

تقع منطقة المثلث عند جبل العوينات، وتغطي مساحة تزيد على 1500 كيلومتر مربع، وهي منطقة ذات أهمية اقتصادية وتاريخية، إذ كانت على مر العقود منفذاً رئيسياً للتجارة والتهريب، مع نقوش ورسوم تعود لحقب سحيقة تشير لخصب المنطقة قبل التصحر الذي أصابها.

  • تمتاز المنطقة بوجود معادن ثمينة وسوقين رئيسيين لتجارة الذهب، وتُعد محوراً حيوياً لعبور البضائع والوقود المهرب والتجارة غير القانونية.
  • يُعتقد أن قوات الدعم السريع استفادت من موقع المنطقة وتأمين تدفقات الوقود والأسلحة المهربة، بالتعاون مع الكتيبة المتحالفة مع القيادة الليبية بقيادة خليفة حفتر.

التداخلات الإقليمية والتوترات مع الجيران

  • رُصدت اعتداءات من قبل قوات ليبية على دوريات حدودية سودانية، وردت الخرطوم باتهامات موجهة لتدخلات ليبية في المنطقة، مع رفض ليبي لادعاءات السودانيين حول التدخل في أراضيها.
  • الجانب الليبي أكد على مسؤولية حماية حدوده وسيادة أراضيه، مع رفض التدخلات الخارجية أو توريط القوات المسلحة الليبية في الصراع السوداني.
  • يوجد تشكيك من بعض المصادر العسكرية السودانية حول الرواية الليبية، مع التأكيد على أن التحركات تتجه نحو تأمين حدود البلاد من عمليات التهريب والجماعات المسلحة.

تداعيات وتوقعات مستقبلية على الجبهة الأمنية والسياسية

  • التقديرات تشير إلى أن السيطرة على المثلث قد تؤدي إلى تغييرات في خطوط الإمداد، مع محاولة قوات الدعم السريع تأمين نفسها ضد أي هجمات محتملة من قبل الجيش السوداني وحلفائه.
  • من المتوقع أن تواصل قوات الدعم السريع تعزيز مواقعها في مناطق الولاية الشمالية وفتح جبهات جديدة، مع مراقبة تحركات القوات السودانية في دارفور والنيل الأبيض، مع استمرار النزاعات والاحتدام العسكري.
  • على الصعيد الإقليمي، تتزايد المخاوف من توسع الصراع ليشمل دول الجوار، مع احتمالات تدخلات خارجية خاصة من مصر، التي تراقب الوضع عن كثب، وتنظر بحذر إلى التصعيد على الحدود الغربية والجنوبية.

ختام وتوقعات مستقبلية

تشير التطورات الأخيرة إلى أن المشهد السياسي والأمني في المنطقة مرشح لمزيد من التعقيد، مع دلالات على أن النزاع لا يقتصر على السودان فحسب، بل يمتد ليهدد استقرار المنطقة بشكل أعمق، مع ضرورة مواصلة المراقبة والتحلي بالحذر من قبل جميع الأطراف الإقليمية والدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى