مضيق هرمز يُعيد تصدر الأنباء.. ممر النفط يُواجه مخاطر

تصاعد التوترات في المنطقة وتأثيرها على مضيق هرمز

تتصاعد المخاوف حول أمن الملاحة في مضيق هرمز، الذي يمثل أحد أهم الممرات الحيوية للطاقة على مستوى العالم. وسط تحذيرات متزايدة من احتمال اندلاع صراع إقليمي واسع النطاق، تتجلى أهمية هذا المضيق في حركة نقل النفط والغاز الطبيعي، وتأثير أي اضطراب فيه لن يقتصر على المنطقة فحسب، بل سيمتد ليؤثر بشكل كبير على الأسواق العالمية.

أهمية المضيق للمنطقة والعالم

• يمر عبر المضيق نحو ثلث تجارة النفط العالمية، حيث تُنقل حوالي 15.5 مليون برميل يومياً من السعودية والعراق والإمارات وإيران ومناطق أخرى.
• يعد من أهم ممرات الغاز الطبيعي المسال، حيث تمر منه أكثر من خُمس إمدادات العالم، ومعظمها من قطر.
• الطول الإجمالي للمضيق يقارب 100 ميل (161 كم)، وعرض أضيق نقطة 21 ميلاً فقط، مع ممرات شحن ضيقة تصل إلى ميلين.

التهديدات والمخاطر التي تواجه المضيق

• سبق لإيران أن هددت بوقف الشحن عبر المضيق واستخدمت التضييق على السفن في ممره لعقود، سواء للضغط أو كوسيلة انتقام.
• قامت بسرقة واستيلاء على سفن تجارية، بما في ذلك سفينة حاويات مرتبطة بإسرائيل، وبعض الناقلات المتجهة إلى الولايات المتحدة، بزعم انتهاكها للقوانين البحرية أو كنوع من الرد على العقوبات الدولية.
• تخشى القوى الدولية من إغلاق المضيق بشكل كامل، خاصة أن ذلك سيعيق تصدير إيران لنفطها، على الرغم من أن عمليات الإغلاق الكاملة قد تتطلب قوة بحرية كبيرة قد لا تمتلكها إيران بشكل كافٍ.

تاريخ النزاعات وتأثيرها على المنطقة

• خلال الحرب بين العراق وإيران (1980-1988)، هاجمت القوات العراقية منشآت نفطية في جزيرة خرج وهاجمت الجانبان العديد من السفن، مما أدى إلى زيادة كلفة تأمين الشحن وأسعار النفط.
• شهدت المنطقة نزاعات بحرية متكررة، ما ساهم في ارتفاع أسعار النفط وتوتير الأوضاع الجيوسياسية.

اعتماد الدول على المضيق

• السعودية تعتمد بشكل كبير على المضيق لتصدير نفطها، رغم التحول مؤخراً عبر خط أنابيب إلى البحر الأحمر لتجنب الاعتماد على المضيق.
• الإمارات تملك خيار تصدير بعض نفطها عبر خط أنابيب إلى ميناء الفجيرة، مع وجود خيارات محدودة للكويت وقطر والبحرين، التي تعتمد على الشحن عبر المضيق.
• العراق يصدر جميع نفطه عن طريق الموانئ الجنوبية، التي تعتمد على المرور عبر المضيق، خاصة بعد إغلاق خط أنابيب كركوك-جيهان منذ أكثر من عام.

تداعيات الصراع المحتمل وتأثيره على الأسواق

تزايدت المخاوف من أن يؤدي تصعيد المواجهات بين إسرائيل وإيران إلى اندلاع صراع أوسع في المنطقة، مع احتمال أن يتدخل القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، الأمر الذي قد يؤدى إلى تصعيد الأوضاع وإغلاق المضيق بشكل كامل. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط، حيث تراجعت المخاوف من اضطرابات محتملة في إمدادات الطاقة العالمية، وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت وغرب تكساس بنحو 6 دولارات، مسجلاً أكبر مكاسب منذ بداية عام 2022.