اقتصاد

تراجع أرباح بنوك مصر مع تلاشي مكاسب تحرير سعر صرف الجنيه

تباطؤ في نمو أرباح البنوك المصرية المدرجة في البورصة لأول مرة منذ عام

شهدت الأرباح المجمعة للبنوك المصرية المدرجة في السوق المالية مصر لأول مرة منذ عام تباطؤاً في وتيرة النمو، بعد سلسلة من الأرباح الاستثنائية التي جاءت نتيجة لقرار تحرير سعر الصرف في مارس 2024. وقد أظهرت البيانات الأخيرة الصادرة عن مسح شامل أن النمو خلال الربع الأول من عام 2025 اقتصر على معدل 12% على أساس سنوي، مسجلاً ما يقارب 39.7 مليار جنيه، بعد أن كانت بعض البنوك قد سجلت نمواً بأكثر من 100% خلال فترات سابقة من العام.

تحول في تأثير سعر الجنيه الاستثنائي

تصريحات وتحليلات الخبراء

  • سهر الدماطي: نائبة رئيس بنك مصر سابقاً، أكدت أن الأرباح التي حققتها البنوك في العام الماضي كانت نتيجة لظروف استثنائية، مثل تحرير سعر الصرف وارتفاع الفائدة، وهي ظروف لن تتكرر. ولفتت إلى أن البنوك التي تعاملت بمرونة مع تغييرات أسعار الفائدة استطاعت الحفاظ على هوامش ربحية قوية بالرغم من التراجع النسبي.
  • منصف مرسي: العضو المنتدب ورئيس البحوث في شركة سي آي كابيتال، أشار إلى أن تأثيرات سعر الصرف على أرباح البنوك كانت مؤقتة، حيث إن بعد تحييد هذا العامل، تبين أن البنوك لا تزال تحقق نمواً مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
  • ماجد فهمي: الرئيس السابق لبنك التنمية الصناعية، أكد أن تراجع عائدات أذون الخزانة كان من العوامل الأساسية في تباطؤ الأرباح، خاصة مع توجه الودائع نحو أدوات الدين العام في ظل ضعف الإقراض قبل خفض الفائدة، حيث تراجعت العوائد بنحو 5% في الربع الأول مسجلة 28%.

تأخّر بعض القرارات وتأثيرها على الأداء المالي

سياسات البنوك وخطوات التحوط

  • طارق متولي: النائب السابق لرئيس بنك بلوم، أشار إلى أن بعض البنوك لم تتخذ إجراءات استباقية بشأن تعديل أسعار الفائدة، مما أدى إلى تأثير سلبي على أرباحها. على سبيل المثال، البنك التجاري الدولي خفض فائدة شهاداته قبل قرار المركزي، مما ساهم في تخفيف أثر تراجع العوائد.
  • في فبراير، قام البنك الفدرالي المصري بخفض الفائدة على الشهادات 3% للمرة الثالثة خلال 8 أشهر، استناداً إلى انعكاسات منحنى العائد، إذ أظهرت تصريحات رئيس البنك هشام عز العرب أن القرار جاء استجابة لتغيرات السوق.
  • سياسات التحوط وزيادة المخصصات للديون المشكوك في تحصيلها أسهمت في ضغط على الأرباح، مع توقعات بعدم تجاوز خفض الفائدة 5% خلال العام، حفاظاً على استثمارات الأجانب في أدوات الدين.

توقعات مالية لعام 2025 ومستقبل النمو

الآفاق المستقبلية والتحليل الاقتصادي

  • منصف مرسي: يتوقع أن تحقق البنوك نمواً في الأرباح بنسبة تصل إلى 15% خلال 2025، مدعوماً بتوسع محتمل في عمليات الإقراض وزيادة أرباح العمولات، خاصة مع بدء بعض البنوك بخفض الفوائد على أدواتها الاستثمارية منذ عدة شهور.
  • بحوث شركة النعيم أشارت إلى أن خفض الفائدة، على الرغم من ضغطه على الهوامش، إلا أنه من شأنه أن يعزز الإقراض، خاصة للشركات التي تستأنف إنفاقها الرأسمالي.
  • شهد البنك المركزي المصري خفض أسعار الفائدة بمجموع 325 نقطة أساس منذ بداية العام، ليصل سعر الإيداع إلى 24% وسعر الاقتراض إلى 25%.
  • الخبير المصرفي أحمد شوقي أوضح أن عائدات الأرباح عادت إلى مستوياتها الطبيعية، وأن نجاح الأداء يعتمد على إدارة فعالة للاستباقية في تعديل أسعار الفائدة والحفاظ على هوامش الربح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى