واشنطن تباشر عهدًا نوويًا جديدًا في مواجهة تنافس محموم مع بكين

مدينة أوك ريدج ودورها في مستقبل الطاقة النووية
تُعرف مدينة أوك ريدج في ولاية تينيسي الأميركية بتاريخها العريق كمركز هام لمشاريع الطاقة النووية، حيث كانت في السابق من النشأة والتأسيس لمشروع مانهاتن، وتطورت لاحقاً لتصبح مركزاً لبرنامج الطاقة النووية الأميركي. واليوم، أصبحت موطناً لمجموعة من العلماء والشركات الساعية لإعادة إحياء قطاع الطاقة النووية في الولايات المتحدة من خلال مشاريع مبتكرة ومتطورة.
جهود العلماء والشركات الناشئة لتطوير مفاعلات نووية أكثر أماناً
الابتكار في وقود المفاعلات الصغيرة
- يعمل فريق من العلماء في شركة ناشئة على تطوير نوع جديد من وقود مقاوم للانصهار النووي، بهدف تحسين أمان المفاعلات الصغيرة.
- هذه المفاعلات أصبحت ضرورية لمواكبة احتياجات الطاقة الحديثة، خاصةً مع التحديات المتعلقة بالاستقلال الاستراتيجي والصناعي.
- واحة الذكاء الاصطناعي يتطلب طاقة هائلة، ويعتبر الاعتماد على مصادر منخفضة الكربون مثل النووية خياراً مفضلاً.
الاستثمار والدعم التكنولوجي
تُلاحظ استثمارات ضخمة من شركات التكنولوجيا الكبرى مثل شركة تقدر بمليارات الدولارات، بهدف إحياء المفاعلات النووية القديمة وتطوير جيل جديد من المفاعلات المصممة بمعايير السلامة الحديثة. ومن بين المستثمرين البارزين:
- بيتر ثيل، وسام ألتمان، بيل جيتس، وغيرهم من عمالقة التكنولوجيا.
وفي عام 2021، استثمرت شركات رأس المال المغامر حوالي 2.5 مليار دولار في تكنولوجيا الطاقة النووية الحديثة، مع تزايد الاهتمام من قبل الحكومة الأمريكية لدفع هذا القطاع قدماً.
التحديات والمخاطر في إحياء القطاع النووي
رغم الطموحات، فإن المسيرة محفوفة بالمخاطر، فقد شهدت محاولات سابقة فشل بسبب التكاليف المفرطة والكوارث البيئية. ووفقاً لتقارير، فإن نجاح الشركات الناشئة، مثل شركة ستاندرد نيوكليار، غير مضمون، ولكن يظل الأمل قائماً في بناء سلسلة إمداد أميركية مستقلة للطاقة النووية مع تقدم المشاريع.
يتراجع إنتاج الطاقة النووية في الولايات المتحدة مقارنةً بالماضي، مع مواجهتها لمشاكل تتعلق بالتأخيرات والتمويل، بينما تسعى البلاد إلى سد الفراغ عبر شركات جديدة ومشاريع مبتكرة.
المنافسة الدولية وأثرها على مستقبل النووية الأمريكي
روسيا والصين في المقدمة
- تسيطر روسيا حالياً على نصف سوق اليورانيوم المخصب، وتوفر حوالي 25% من احتياجات الولايات المتحدة.
- أما الصين، فهي في طريقها لتجاوز الولايات المتحدة في إنتاج الطاقة النووية، حيث تبني حالياً 31 مفاعلاً نووياً، وتخطط لبناء 40 مفاعلاً آخر خلال العقد المقبل.
وفي إطار المنافسة، أكد مسؤولون أميركيون على أهمية السيطرة على سباق الطاقة، خصوصاً في ظل التقدم السريع الذي تحرزه الصين في هذا المجال.
التكنولوجيا الحديثة للمفاعلات الصغيرة والمعايير الأمنية
تطوير وتصميم المفاعلات الصغيرة (SMRs)
- تم إعادة تصميم التكنولوجيا القديمة لتجعل المفاعلات الصغيرة أكثر كفاءة وأماناً، مع توافق عالمي على سلامتها.
- شركة ستاندرد نيوكليار تُعد من أكبر الموردين لوقود تريسو، المستخدم بشكل رئيسي في المفاعلات الصغيرة، ويتميز بمتانته العالية ومعاييره الأمنية المتقدمة.
ختاماً، يتوقع العديد أن المستقبل سيكون للقطاع النووي، رغم التحديات، بفضل الابتكارات والتغيرات التكنولوجية التي تهدف إلى جعل الطاقة النووية أكثر أماناً وفعالية لدعم البنية التحتية العالمية ومتطلبات العصر.