تاريخ حافل بالاستعراضات.. عرض ترمب العسكري يعد حدثًا نادرًا في زمن السلم

عرض عسكري بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي وتزامنه مع عيد ميلاد ترمب
سيكون من المثير رؤية العرض العسكري الذي يحيي الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي، والذي يتزامن مع عيد ميلاد دونالد ترمب الـ79. وعلى الرغم من ذلك، فإن مثل هذه العروض ليست جديدة على التاريخ الأمريكي، فهي قد أقيمت سابقًا في مناسبات مختلفة، إلا أنها تعتبر أمرًا غير معتاد خارج أوقات الحرب، وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس”.
خطط وتاريخ الحدث
- لطالما كانت هناك خطط للاحتفال بالذكرى المئوية للجيش في 14 يونيو، مع رغبة الرئيس السابق ترمب في إقامة عرض عسكري ضخم منذ بداية ولايته الأولى، لكنه أصبح ممكنًا عند توليه ولايته الثانية، حيث حول خطط وزارة الدفاع إلى حدث شامل.
- يُظهر هذا الحدث احتفاءً بقوة الولايات المتحدة وتضحيات أفراد الجيش، مع وجود مخاوف من بعض الأحزاب حول تكلفته وما إذا كان يُشوّش المفاهيم التقليدية للقيادة المدنية العليا.
تكلفة الحدث ومشاركة القوات
- تقدر تكلفة العرض بين 25 و45 مليون دولار وفقًا لشبكة CBS News، مع تساؤلات من قبل أعضاء الكونجرس حول مبررات المبلغ في ظل توجهات لتخفيض ميزانيات الحكومة الفيدرالية.
- من المتوقع أن يشارك حوالي 6600 جندي يمثلون مختلف حقبات التاريخ العسكري، إلى جانب حوالي 150 مركبة و50 طائرة، تشمل دبابة أبرامز إم1 إيه1، ومركبات برادلي، ودبابات شيرمان، وطائرات هليكوبتر متنوعة، بالإضافة إلى طائرات من نوع بي-51.
تاريخ الاستعراضات العسكرية الأمريكية
تعود الاستعراضات العسكرية التقليدية في التاريخ الأمريكي إلى ممالك العصور الوسطى، وتطورت عبر القرون من احتفالات في ممالك روما والصين وفارس، وصولًا إلى مراسم الاستقلال في أمريكا في عهد الرؤساء الأوائل، والتي كانت تبدأ في الرابع من يوليو.
وفي فترات لاحقة، شهدت نيويورك العديد من الاحتفالات البارزة، منها استعراضات بحرية في أواخر القرن التاسع عشر، ومشاركة كبيرة في الحربين العالميتين، حيث أُقيمت مسيرات ضخمة لتكريم الانتصارات العسكرية والجنود.
الفجوة في الاستعراضات العسكرية
- لم تُقام استعراضات عسكرية وطنية كبرى خلال حربيْ كوريا وفيتنام، لما أثارتاه من جدل وانقسامات داخل المجتمع، خاصة مع فقدان الوضوح النصر في هاتين الحربين.
- عاد المجال ليشهد استعراضات بعد حرب الخليج عام 1991 مع مشاركة واسعة، بينما كانت آخر مشاركة عسكرية كبيرة للرؤساء السابقين خلال العمليات في العراق وأفغانستان.
مشاركة الرؤساء في مراسم العسكرية والتنصيب
- شهدت فترات الحرب الباردة مشاركة مفرطة من الرؤساء في العروض العسكرية، مع حرص على ارتداء الملابس المدنية، وفقًا لمبدأ عدم اللباس العسكري عند القيادة المدنية.
- ومن نادر الاستثناءات، كانت مشاركة جورج بوش الابن خلال هبوطه على متن حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” في 2003، حيث ارتدى بدلة طيران وألقى خطابًا، وهو حدث سياسي مهم يحمل رمزية النهاية العملياتية الكبيرة في العراق.
وبشكل عام، يُعد تنظيم العروض العسكرية جزءًا من تقاليد الاحتفال بالقوة الوطنية، ويعكس تطور الإدراك العسكري والمدني في التاريخ الأمريكي، مع التساؤل المستمر حول الكلفة والرمزية وملاءمة هذه الفعاليات في ظل التحديات السياسية والأمنية المعاصرة.