ارتفاع الأسعار والتوسع الخارجي يعزز أرباح كبار رجال العقارات في مصر

نمو أرباح شركات التطوير العقاري المصرية في الربع الأول وتوقعات السوق
شهد سوق العقارات في مصر خلال الربع الأول من العام الجاري ارتفاعات ملحوظة في أسعار العقارات، مع توجه الشركات لتنويع مصادر الدخل عبر التوسع الخارجي، والتركيز على الأنشطة السياحية والفندقية. وساعدت عوامل مثل خفض أسعار الفائدة والمبيعات الصيفية على دفع النمو، حيث سجلت أكبر ست شركات تطوير عقاري مدرجة في البورصة المصرية نمواً في الأرباح والإيرادات.
نتائج الشركات العقارية الكبرى في الربع الأول من 2025
- بلغ إجمالي أرباح الشركات الست، وهي: “طلعت مصطفى”، “إعمار مصر”، “بالم هيلز”، “سوديك”، “مدينة مصر”، و”أوراسكوم للتنمية”، حوالي 13.12 مليار جنيه مقارنة بـ11.49 مليار جنيه في نفس الفترة من العام السابق، بزيادة نسبتها 14%.
- وصلت الإيرادات الإجمالية إلى نحو 35.41 مليار جنيه مقابل 23.67 مليار جنيه، بنمو نسبته 49.6%.
تأثير ارتفاع الأسعار على أداء الشركات
أرجع حازم بدران، الرئيس التنفيذي لشركة “بالم هيلز”، الزيادة في الأرباح والمبيعات إلى ارتفاع أسعار البيع مع ضبط التكاليف. وأكد أن الأراضي المملوكة للشركة تم الاستحواذ عليها بأسعار مناسبة قبل سنوات، مما ساعد على تسعير الوحدات بشكل يتناسب مع السوق وتحديات مدخلات البناء.
وتتوقع الشركة تحقيق مبيعات تتجاوز 120 مليار جنيه خلال الصيف، مع هدف إجمالي للمبيعات بنهاية العام يبلغ 200 مليار جنيه. كما أكد بدران أن السوق الآن في مرحلة استقرار، مما يتيح وضع سياسات تسعير أكثر توازنًا.
تراجع مبيعات شركة مدينة مصر وتحديات السوق
- شهدت شركة “مدينة مصر” تراجعاً حاداً في عدد الوحدات المبيعة بنسبة 60%، مما أدى إلى انكماش في الإيرادات والأرباح، وأرجع عبد الله سلام، الرئيس التنفيذي، ذلك إلى تأثير ارتفاعات السوق بعد تحرير سعر الصرف وارتفاع أسعار الفائدة في العام السابق.
- تجري الشركة حالياً محادثات مع شركة “الشركة الوطنية للإسكان” السعودية لإطلاق مشاريع مشتركة في المملكة.
- تراجعت أرباح الشركة بنسبة 32.6% في الربع الأول إلى 793.8 مليون جنيه، مقابل 1.18 مليار جنيه في الفترة ذاتها من العام السابق، وانخفضت إيراداتها بنسبة 17% إلى 2.562 مليار جنيه.
تنويع مصادر الدخل وتوسع الشركات دولياً
اتجهت الشركات العقارية في مصر نحو تنويع مصادر دخلها عبر التوسع خارجيًا، خاصة في القطاع السياحي والفندقي، مع الاعتماد على الاستثمار في العملات الأجنبية. وذكر مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة “عربية أون لاين”، أن خفض أسعار الفائدة سيساهم في تحسين أنشطة التمويل العقاري، مع توقعات بعودة النشاط بقوة خلال الأشهر المقبلة.
وفي أبريل، بدأ البنك المركزي المصري دورة تيسير نقدي خفّض خلالها أسعار الفائدة مرتين منذ بداية العام، ما يسهم في توفير تيسيرات تمويلية للشركات والمشترين.
الأداء المالي للشركات الكبرى وتوزيع الأرباح
- تمت السيطرة على قرابة 85% من الإيرادات من قبل أربع شركات، مع استحواذ “طلعت مصطفى” و”إعمار مصر” على 59% من إجمالي الأرباح في الربع الأول.
- سجلت شركة “طلعت مصطفى” أرباحًا قدرها 4.42 مليار جنيه، ونمت أرباح “بالم هيلز” بنسبة 57% لتصل إلى 1.65 مليار جنيه، في حين شهدت “إعمار مصر” تراجعاً بنسبة 42% لتصل إلى 3.32 مليار جنيه، وحققت “سوديك” نمواً كبيراً بنسبة 143%.
- تفاوت الأداء بين الشركات يعكس التحديات والفرص التي يواجهها القطاع، مع تزايد الإيرادات وتحسن معدلات الربحية من خلال استراتيجيات التنويع والتوسع.
تحديات السوق وآفاق المستقبل
بالرغم من النمو الملحوظ، يواجه السوق تحديات تتعلق بضبط تكاليف التشييد، خاصة مع ارتفاع أسعار مواد البناء، حيث ارتفعت أسعار الأسمنت بنسبة 100% على أساس سنوي خلال مايو، مما يضيف عبئًا على التكاليف.
وفي الوقت ذاته، يستمر الطلب على الوحدات العقارية، خاصة في مناطق الساحل الشمالي، مع إدراك أن القوة الشرائية لا تزال موجودة، مما يبشر بمزيد من النمو خلال الفترات القادمة.