اقتصاد

ارتفاع الأسعار وتوسيع النشاط الخارجي يدعمان أرباح كبار العقاريين في مصر

نمو القطاع العقاري في مصر خلال الربع الأول من العام وتحديات السوق

شهد القطاع العقاري المصري خلال الربع الأول من العام الحالي أداءً لافتًا، حيث جاءت أرباح الشركات الكبرى مدفوعة بارتفاع أسعار العقارات وتنويع مصادر الدخل من خلال التوسع الخارجي والاستثمار في الأنشطة السياحية والفندقية. وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية، إلا أن السوق يظهر مؤشرات إيجابية مدعومة بخفض أسعار الفائدة وزيادة المبيعات الصيفية.

أداء الشركات الكبرى ونمو الأرباح

  • بلغ إجمالي أرباح أكبر ست شركات تطوير عقاري مدرجة في البورصة المصرية نحو 13.12 مليار جنيه خلال الربع الأول من 2025، بزيادة قدرها 14% مقارنة بالفترة ذاتها من السنة الماضية.
  • بلغت إيرادات هذه الشركات حوالي 35.41 مليار جنيه، مسجلة نموًا بنسبة 49.6%، فيما تتنوع بين عقارات سكنية وتجارية وخدمات مختلفة.
  • على رأس القائمة، تأتي شركات “طلعت مصطفى” و”إعمار مصر”، اللتان استحوذت على حوالي 59% من إجمالي الأرباح، فيما شكلت الأربع شركات الكبرى حوالي 85% من إجمالي الإيرادات.

ارتفاع أسعار العقارات وتأثيره على السوق

  • صرح رئيس شركة بالم هيلز للتعمير أن ارتفاع أسعار البيع نتيجة ارتفاع أسعار المدخلات والتخطيط المتوازن أدى إلى نمو الأرباح والبيع بنسبة كبيرة في الربع الأول.
  • توقع أن تواصل مبيعات الوحدات في الساحل الشمالي على البحر المتوسط تحقيق نتائج إيجابية خلال الصيف، مع هدف مبيعات يصل إلى 120 مليار جنيه، ويصل إجمالي المبيعات للعام إلى 200 مليار جنيه.
  • سادت فترة استقرار السوق، مما ساعد الشركات على وضع سياسات تسعير أكثر توازنًا، مع غياب الضغوط التي كانت تفرضها الأسواق في العام السابق.

تأثير الظروف الاقتصادية على السوق والتمويل العقاري

  • مرّت مصر بأزمة اقتصادية تميزت بندرة النقد الأجنبي وارتفاع التضخم، مما أدى إلى تيسير مالي من قبل البنك المركزي، شمل خفض أسعار الفائدة بواقع 325 نقطة أساس منذ بداية العام، بهدف تحفيز النشاط العقاري.
  • توجه الشركات إلى مد فترات السداد وتخفيض نسبة المقدم لجذب شرائح أوسع من العملاء، خصوصًا مع ضعف آليات التمويل العقاري وتعامل السوق مع محدودية القدرة الشرائية نتيجة التضخم وارتفاع تكلفة مدخلات البناء.

تراجع مبيعات بعض الشركات وتوسعاتها الخارجية

  • شهدت شركة مدينة مصر تراجعًا حادًا في المبيعات بنسبة 60%، نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة وتأثيرات تحرير سعر الصرف سابقًا، ولكنها تجري محادثات مع شركات إقليمية لإطلاق مشاريع في السعودية.
  • وفي الوقت ذاته، تراجعت أرباح الشركة بنسبة 32.6% في الربع الأول، مع انخفاض الإيرادات بنسبة 17%، في حين تتطلع الشركات الأخرى لتنويع مصادر دخلها من خلال مشاريع خارجية واستثمارات سياحية.

توزيع الأرباح والإيرادات بين الشركات الكبرى

  • حقق كل من “سوديك” و”بالم هيلز” و”طلعت مصطفى” ارتفاعات في أرباحها بنسبة 143%، 57%، و7% على التوالي، فيما تراجع صافي أرباح “إعمار مصر” و”مدينة مصر” بنسب 42% و32% على الترتيب.
  • أما من حيث الإيرادات، فحققت شركات مثل “إعمار مصر” زيادة كبيرة بلغت 272%، و”سوديك” و”طلعت مصطفى” بنسب تقارب 50%، مع تراجع “مدينة مصر” بنسبة 17%.

التحديات وفرص السوق المقبلة

  • سلطت تحليلات خبراء القطاع الضوء على أن انخفاض نسبة المقدم وتمديد فترات السداد ساعد في جذب شرائح جديدة من المشترين، رغم التحديات المتمثلة في الحفاظ على التزامن بين معدلات التسليم وارتفاع تكاليف البناء، خاصة مع ارتفاع أسعار الأسمنت الذي سجل زيادة بنسبة 100% خلال مايو.
  • توقع بعض المحللين أن تظل قوة السوق موجودة مع استمرار الزخم في الربع الثاني، مع ضرورة موازنة عمليات التسليم وضبط التكاليف لمواصلة النمو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى