دراسة تشير إلى أن أدوية الكوليسترول قد تساهم في تقليل وفيات مرضى تعفن الدم

دراسة جديدة تكشف فوائد محتملة لأدوية الستاتين في علاج الإنتان
تشير أحدث الأبحاث العلمية إلى أن أدوية الستاتين، التي تُعرف عادةً بخصائصها في خفض الكوليسترول، قد تلعب دورًا مهمًا في تقليل معدلات الوفاة بين المرضى المصابين بحالة الإنتان، وهي استجابة التهابية خطيرة تهدد الحياة. نُشرت نتائج الدراسة في دورية علم المناعة، وتفتح الباب أمام إمكانيات جديدة للاستفادة من خصائص هذه الأدوية.
ملخص الدراسة والنتائج الرئيسية
- تم تحليل سجلات صحية لنحو 12,140 مريضاً، تم اختيارهم من قاعدة بيانات موثوقة تراكمت فيها معلومات من مستشفى بيث إسرائيل ديكونيس بين عامي 2008 و2019.
- أظهرت النتائج أن المرضى الذين تناولوا الستاتينات خلال علاجهم للإنتان زاد لديهم معدل البقاء على قيد الحياة بنسبة 39% خلال أول 28 يومًا من دخولهم المستشفى مقارنةً بغيرهم من المرضى.
- استخدام الستاتينات ارتبط بانخفاض واضح في معدل الوفيات، والذي بلغ 14.3% مقارنةً بغير المعالَجين بهذه الأدوية.
فوائد أدوية الستاتين ودورها في مواجهة الإنتان
- خصائص مضادة للالتهاب تساعد على تقليل العاصفة السيتوكينية المفرطة، التي تعد من المظاهر الحادة في الإنتان.
- تحسين وظيفة البطانة الوعائية وزيادة إنتاج أكسيد النيتريك، مما يعزز تدفق الدم ويحافظ على استقرار الأعضاء.
- خصائص مضادة للتخثر تقلل من خطر الجلطات الدقيقة التي قد تؤدي إلى تلف الأنسجة والأعضاء.
- تنظيم الاستجابة المناعية الزائدة، مما يحد من تلف الأعضاء المتواصل.
التحديات والاعتبارات المستقبلية
على الرغم من النتائج المبشرة، لوحظ أن بعض المرضى الذين تناولوا الستاتينات قضوا وقتًا أطول في أجهزة التنفس الاصطناعي والعلاج الكلوي البديل، وهو ما يُعزى إلى احتمال “مقايضة” بين تقليل خطر الوفاة وإطالة مدة العلاجات الداعمة. كما أن أحدث الدراسات لم تتوصل بعد إلى إثبات قاطع من خلال تجارب سريرية عشوائية واسعة، لأن الدراسات السابقة كانت محدودة من حيث الحجم والأهداف، ولم تأخذ بعين الاعتبار نوع الجرعة أو نوع الستاتين المستخدم.
آفاق البحث والتطوير
يفترض الباحثون أن التجارب السريرية الواسعة والتي تشمل عددًا كبيرًا من المرضى، مع بيانات دقيقة عن نوع وجرعة الستاتين ومدة العلاج، ستوفر أدلة أقوى لتأكيد فعالية هذه الأدوية في علاج الإنتان. وإذا ثبتت فعاليتها بشكل قاطع، فقد تُدمج في بروتوكولات العلاج القياسية، الأمر الذي قد يساهم في إنقاذ آلاف الأرواح سنويًا.
وفي الوقت نفسه، يحذر الخبراء من التسرع في تبني نتائج الدراسة الحالية دون مراجعة وتأكيد من خلال المزيد من الدراسات البحثية لتحقيق التوازن بين الفوائد والمخاطر المحتملة. تظل الاستراتيجية المثلى هي مواصلة البحث لضمان استدامة الفوائد وتقليل الأعراض الجانبية.