اخبار سياسية
الساماريوم يتصدر محادثات واشنطن وبكين.. عنصر نادر يهدد إمدادات طائرات F-35

تداعيات قيود الصين على تصدير المعادن الأرضية النادرة وتأثيرها على الإمدادات العسكرية العالمية
شهد العالم مؤخراً توتراً كبيراً في سلاسل التوريد للمواد الاستراتيجية، خاصة المعادن الأرضية النادرة التي تلعب دوراً حيوياً في الصناعات العسكرية والتكنولوجيا الحديثة. تأتي هذه التحديات في ظل تصعيد القيود الصينية على تصدير بعض هذه المعادن، مما ينذر بتعطيل القدرات الدفاعية للعديد من الدول وإثارة قضايا أمنية واقتصادية على نطاق واسع.
السياق العام وخلفية الأزمة
قيود الصين على التصدير وتأثيرها على المخزونات العسكرية
- فرضت الصين قيوداً صارمة على تصدير سبعة أنواع من المعادن الأرضية النادرة، بما في ذلك مغناطيسات “الساماريوم”، التي تعتبر أساسية في صناعة المعدات العسكرية.
- تسيطر الصين حالياً على أغلب إمدادات العالم من تلك المعادن، حيث تعتبر المصدر الرئيسي للمخزون العالمي، ما يجعل سلاسل التوريد الغربية عرضة للمخاطر.
- بدون هذه المعادن، ستواجه الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا صعوبة بالغة في تعويض النقص في المعدات العسكرية المتطورة، لا سيما الصواريخ والطائرات المقاتلة.
أهمية مغناطيسات “الساماريوم” في التطبيقات العسكرية
- مغناطيسات “الساماريوم” تتحمل درجات حرارة عالية وتحافظ على قوتها المغناطيسية، مما يجعلها ضرورية للمحركات الكهربائية سريعة الأداء في الأنظمة العسكرية.
- تستخدم بكميات كبيرة في صناعة الطائرات المقاتلة مثل F-35، حيث تعتمد عليها شركة “لوكهيد مارتن” بشكل رئيسي.
- غيابها يهدد سلاسل التوريد ويزيد من المخاطر على القدرات الدفاعية الغربية.
ردود الفعل والتطورات الجارية
محادثات التجارة بين واشنطن وبكين
- بدأت في لندن محادثات بين المسؤولين الأميركيين والصينيين، بهدف مناقشة سبل تخفيف التوترات وإعادة تدفق المعادن النادرة لمعاودة الدعم للصناعات العسكرية والتكنولوجية.
- من المتوقع أن تستمر المحادثات لأيام إضافية، بهدف التوصل إلى تفاهمات تضمن عدم فرض قيود جديدة على الصادرات ذات الأهمية الاستراتيجية.
تطورات الإجراءات الصينية على مستوى التصدير
- توقف الصين مؤقتاً عن تصدير سبعة أنواع من المعادن النادرة، مع فرض تراخيص خاصة على المواد ذات الاستخدام المزدوج.
- إلى الآن، تُمنح بعض التراخيص لتصدير معادن مثل “الديسبروسيوم” و”التيربيوم” إلى شركات صناعة السيارات، بينما لا تزال قيود “الساماريوم” قائمة، نظراً لحساسيته العسكرية.
الأثر الاقتصادي والاستراتيجي
انعكاسات الاعتماد على الصين
- الولايات المتحدة استثمرت ملايين الدولارات في بناء قدراتها المحلية لإنتاج المعادن النادرة، إلا أن التحديات الفنية والاقتصادية تعرقل تنفيذ مشاريعها.
- اعتماد واشنطن على السوق الصينية، الذي استمر لعقود، يعرضها لمخاطر جيوسياسية، ويزيد من التحذيرات بشأن مرونة سلاسل الإمداد في المجال الدفاعي والتكنولوجي.
الخيارات المستقبلية والاستراتيجيات البديلة
- تُجرى محاولات لتعزيز الإنتاج المحلي وتطوير مصادر بديلة في أوروبا وأستراليا، لكنه طريق طويل وصعب يتطلب استثمارات ضخمة ووقتاً طويلاً لتحقيق نتائج ملموسة.
- هناك نقاش داخلي حول ضرورة تنويع مصادر المعادن وتقليل الاعتماد على الصين لضمان أمن سلسلة التوريد national security.
خاتمة
مع استمرار تصعيد القيود الصينية على تصدير المعادن النادرة، من المتوقع أن تزداد التحديات أمام الصناعات العسكرية والتكنولوجية الغربية. تحتاج الدول إلى تبني استراتيجيات مرنة ومستدامة لضمان استمرارية إمداداتها من المواد الاستراتيجية، وتخفيف الاعتماد على مصدر واحد، خاصة في ظل التهديدات الجيوسياسية الراهنة.