اخبار سياسية
تجنيد الحريديم يهدد باستقالة حكومة إسرائيل.. نتنياهو يواجه تصويتاً لحل الكنيست

تطورات سياسية وأمنية مثيرة في إسرائيل وتأثيراتها المحتملة
تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية حالة من التوتر والتصعيد مع اقتراب تصويت مهم في الكنيست، والذي قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في الحكومة والسياسات الداخلية. تتعلق القضية الأساسية بموقف الحكومة من قانون الخدمة العسكرية لمجتمع الحريديم، وهو ملف يثير انقسامات عميقة داخل المجتمع الإسرائيلي ويشكل تحدياً كبيراً للرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وحزبه الائتلافي.
تصويت حاسم على حل الكنيست وتداعياته
الخلفية والأحداث الحالية
- يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تصويتًا على حل البرلمان، بعد فشله في إقرار قانون يعفي رجال الحريديم من أداء الخدمة العسكرية.
- يهدد شركاؤه اليمينيون المتشددون في الائتلاف بإسقاط حكومته إذا لم يتم التوصل إلى تفاهم حول القضية، خاصة بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي أن الأحزاب المتشددة تمتلك القدرة على التصويت لصالح حل البرلمان، ما يمهد لإجراء انتخابات مبكرة.
- التهديدات تأتي في ظل استمرار الانقسام الحاد بين الأحزاب، خاصة فيما يتعلق بسياسات الخدمة العسكرية والشارع الإسرائيلي، الذي يعيش حالة من التوتر على خلفية استمرار الحرب مع قطاع غزة والتحديات الأمنية.
موقف الأحزاب المتشددة وتأثيرها على الحكومة
- حزبا “شاس” و”يهدوت هتوراه” يملكان 18 مقعدًا، وبتوحيدهما مع المعارضة يمكنهما ضمان أكثر من 61 صوتًا، وهو الحد الأدنى لتأييد حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة.
- موقف الأحزاب المتشددة يعكس مصالحا المجتمعية وبراءتهم من قضايا الحرب والأوضاع الاقتصادية، حيث يركزون على مطالبهم الخاصة بالإعفاء من الخدمة العسكرية، التي تعتبر مركز خلاف رئيسي في المشهد السياسي.
- وعلى الرغم من التهديدات، يُتوقع أن يتوصل نتنياهو لاتفاقات اللحظة الأخيرة، إلا أن التصويت يمثل التحدي الأكبر منذ بداية الحرب، مع احتمالية أن ينهي حكمه الأطول في تاريخ إسرائيل أو يهدد استقراره السياسي.
الجدل حول خدمة الحريديم العسكرية
لماذا يرفض حريديو الجندية؟
- تطلب إسرائيل من معظم الرجال اليهود أداء حوالي ثلاث سنوات في الخدمة العسكرية، مع خدمة احتياطية بعد ذلك، بينما تخدم النساء سنتين إلزاميين.
- يشمل المجتمع الحريدي الذي يمثل حوالي 13% من المجتمع الإسرائيلي، فئة من المتدينين المتشددين الذين يُمنحون إعفاءات من الخدمة العسكرية إذا كانوا يدرسون في المعاهد الدينية بشكل كامل.
- تاريخياً، كانت الإعفاءات قائمة منذ عام 1948، لكن المحكمة العليا قضت في 2017 بعدم قانونية تلك الإعفاءات، إلا أن الحكومة استمرت في استخدامها عبر التمديدات المكررة وأساليب المماطلة.
الأحداث الأمنية وتأثير الحرب على الخدمة الاحتياطية
- بعد اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، أعلنت إسرائيل عن أكبر عملية تعبئة للجيش منذ حرب عام 1973، مع استدعاء 360 ألف جندي احتياط.
- خاضت إسرائيل أطول حرب نشطة في تاريخها، وأدى ذلك إلى استنزاف كبير في قوات جيشها، حيث لا يزال جزء كبير من جنود الاحتياط يرفض المشاركة في المهام العسكرية الجديدة لأسباب تتعلق بالمطالبات المجتمعية والسياسية.
- تراجع عدد من يواصلون أداء خدمة الاحتياط بشكل كبير، مما دفع الجيش إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمحاولة تجنيد مزيد من المتطوعين للمواصلة في العمليات العسكرية.
موقف الأحزاب المتشددة من الحكومة والتوقعات المستقبلية
الاستعدادات والتوقعات
- أعربت أحزاب “شاس” و”يهدوت هتوراه” عن نيتها التصويت لصالح حل الحكومة، ما لم يتم التقدم في مفاوضات تخفيف قوانين الخدمة العسكرية.
- يتضح أن هذه الأحزاب تركز بشكل رئيسي على مصالحها المجتمعية، خاصة فيما يتعلق بالإعفاءات من الخدمة، ويبدو أن هناك نية لتغيير الوضع القائم من أجل حماية مواقفها السياسية.
- وفي حال تم تنسيق المعارضة والأحزاب الدينية، قد يكون بالإمكان حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، مما يفتح الباب لتغييرات محتملة في الساحة السياسية وتحديات جديدة أمام نتنياهو، أو ربما نهاية لعمر حكومته الحالية.
ختام
تعكس التطورات الأخيرة في المشهد السياسي الإسرائيلي عمق الانقسامات الداخلية وأثرها المباشر على الأمن والسياسة، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتصاعدة في غزة وتحديات الحكومة في الحفاظ على استقرارها السياسي وتأمين مصالح المجتمع. الأوضاع تظل مرهونة بالتطورات القادمة، مع استمرار احتمالات التغيير والتصعيد على المديين القصير والطويل.