اخبار سياسية
تجنيد الحريديم يلوح بسقوط حكومة إسرائيل.. نتنياهو يواجه تصويتاً بشأن حل الكنيست

تطورات سياسية وأمنية في إسرائيل تواجه الحكومة الحالية تحديات حاسمة
تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية تصاعداً في التوترات داخل الحكومة وخارجها، مع تصويت مرتقب لحل الكنيست يهدد استقرار الحكومة اليمينية بقيادة بنيامين نتنياهو. تتعلق القضية الأساسية بخطة لإعفاء الرجال من المجتمع الحريديمي من أداء الخدمة العسكرية، وهو ملف يثير انقسامات عميقة في المجتمع الإسرائيلي ويؤثر مباشرة على ائتلاف الحكومة الائتلافي.
مواجهة داخل البرلمان وإجراءات الحل المحتملة
- يواجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تصويتاً لحل الكنيست، بعد فشله في تمرير قانون يقضي بإعفاء المتدينين الحريديم من الخدمة العسكرية، الأمر الذي أدى إلى تهديد شركائه المتشددين في الائتلاف بالتصويت لصالح الحل.
- لن يتم تمرير خطوة الحل إلا إذا انفصل شركاؤه من الأحزاب المتشددة، مثل حزب “شاس” و”يهدوت هتوراه”، حيث يمتلكان معاً 18 مقعداً من أصل 120 مقعداً في الكنيست، وهو رقم كافٍ لتغيير موازين القوة ودفع الانتخابات المبكرة.
- هذا التصويت يُعد الأخطر منذ تشكيل الحكومة، خاصة في ظل تدهور الحالة الأمنية نتيجة استمرار الحرب على قطاع غزة، وتأثير ذلك على استقرار البلاد السياسي والأمني.
الخلفية حول معاناة المجتمع الحريدي وخلفيات القضية
- يُعفى المتدينون الحريديم من أداء الخدمة العسكرية منذ عام 1948، مع توسع الأعداد بشكل كبير بسبب النفوذ السياسي للأحزاب الدينية في إسرائيل.
- في عام 2017، قضت المحكمة العليا بأن الإعفاءات غير قانونية، إلا أن الحكومات المتعاقبة قامت بتأجيل إقرار قانون بديل من خلال تمديدات وأساليب مماطلة، مما أدى إلى استمرار الوضع الحالي.
- تتجاوز نسبة المتشددين في المجتمع الإسرائيلي، خصوصاً بين اليهود الحريديم، نسبة 13%، ويشكلون شريحة هامة من الناخبين، وتسعى الأحزاب الدينية إلى الحفاظ على امتيازاتها بهدف استقطاب أكبر عدد من الأتباع.
دوافع وأهداف الأحزاب المتشددة
- يهدف حزب “شاس” و”يهدوت هتوراه” إلى فرض إجراءات تتيح لهم الحفاظ على الإعفاءات العسكرية، باعتبارها هدفاً أساسياً بالنسبة لهم، تحت ستار الحفاظ على مصالح طائفتهم.
- يعبر مسؤولو تلك الأحزاب عن نيتهم التصويت لصالح حل الحكومة، إلا إذا تم التوصل إلى اتفاق يضمن استمرار الإعفاءات، محذرين من فرض ضرائب أو قرارات تقلص من نفوذهم الديمغرافي والسياسي.
- يشير مراقبون إلى أن هذه الأحزاب تشكل أكبر شريحة نمواً في إسرائيل، وتعمل على تعزيز وضعها عبر دعم مطالبها السياسية والاجتماعية.
الأبعاد الأمنية والميدانية للحالة الراهنة
- تزامن التصعيد السياسي مع استمرار العمليات العسكرية ضد قطاع غزة، حيث أعلنت إسرائيل تعبئة أكثر من 360 ألف جندي احتياط، في أكبر عملية منذ حرب عام 1973.
- تشهد إسرائيل حرباً طويلة الأمد على قطاع غزة، وتتكبد قواتها خسائر وتحديات كبيرة، مما يعقد المشهد السياسي ويزيد من الضغوط على الحكومة لاتخاذ قرارات حاسمة.
- في ظل تراجع أعداد الجنود المستعدين للخدمة نتيجة ظروف الحرب، تكافح إسرائيل من أجل الحفاظ على استمرارية الجيش وتجنيد الاحتياط، وهو ما ينعكس على احتمالات التغيير السياسي المحتمل.
ختام
تواجه إسرائيل خلال الفترة الحالية أزمات متشابكة بين السياسية والأمنية والاجتماعية، إذ يسعى نتنياهو إلى الحفاظ على استقرار الائتلاف الحاكم، فيما يزداد الضغط من قبل الأحزاب الدينية والمتشددين لدعم مطالبهم. هذه التطورات قد تفضي إلى تغييرات جذرية في المشهد السياسي الإسرائيلي، خاصة مع اقتراب موعد التصويت الحاسم وملامح مستقبل الدولة في ظل التصعيد العسكري المستمر.