صحة
دراسة تُشير إلى أن أدوية الكوليسترول قد تساهم في تقليل وفيات مرضى تعفن الدم

دراسة جديدة تكشف فوائد محتملة لأدوية الستاتين في علاج الإنتان
توصلت دراسة حديثة نشرت في مجلة “فرونتيرز إن إميونولوجي” إلى نتائج مميزة تتعلق بالاستخدام المحتمل لأدوية الستاتين، المعروفة عادة بعلاج الكوليسترول، كعلاج مساعد للحالات الحرجة من الإنتان، وهو حالة التهابية تهدد الحياة. وقد أشارت النتائج إلى أن لهذه الأدوية دوراً في تقليل معدلات الوفاة وتحسين نتائج المرضى.
ملخص الدراسة وأهم النتائج
- تمت الدراسة على سجلات لنحو 265 ألف مريض من مركز بيث إسرائيل ديكونيس في بوسطن بين 2008 و2019، وتم التركيز على البالغين الذين قضوا أكثر من 24 ساعة في المستشفى بسبب الإنتان.
- استخدم الباحثون تقنية إحصائية متقدمة للمقارنة بين المرضى الذين تلقوا الستاتينات وأولئك الذين لم يتلقوها، مع تطابق في الخصائص الطبية بين المجموعتين، مما أدى إلى نتائج أكثر دقة.
- أظهرت النتائج انخفاض معدل الوفاة خلال 28 يوماً بنسبة 14.3% في المجموعة التي تناولت الستاتينات، مقارنة بالمجموعة الأخرى التي لم تتلق العلاج.
فوائد وأسباب محتملة لاستخدام الستاتينات في علاج الإنتان
- تتمتع الستاتينات بخصائص مضادة للالتهاب، وتساعد على تنظيم الاستجابة المناعية، مما يقلل من خطر العاصفة السيتوكينية التي يسببها الإنتان.
- تحسن وظيفة البطانة الوعائية وتزيد من إنتاج أكسيد النيتريك، مما يساعد في تعزيز تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية.
- تملك خصائص مضادة للتخثر تقلل من خطر الجلطات الصغيرة، وتعمل على حماية الأعضاء من التلف الناتج عن الالتهاب المفرط.
ملاحظات وتعقيدات في النتائج
- على الرغم من النتائج المشجعة، لوحظ أن المرضى الذين تناولوا ستاتينات استمروا في استخدام أجهزة التنفس الصناعي والعلاج الكلوي لفترات أطول، مما يعكس إمكانية وجود توازن بين تقليل خطر الوفاة وإطالة مدة العلاج الداعمة.
- تبدو الفوائد أكثر وضوحاً لدى المرضى ذوي الوزن الطبيعي أو الزائد أو المصابين بالسمنة، بينما لم تظهر نفس النتائج للمرضى ناقصي الوزن.
- لا تزال التجارب العشوائية المحكمة، والتي تعتبر المعيار الذهبي في البحث العلمي، غير كافية لإثبات فاعلية الستاتينات بشكل قاطع في علاج الإنتان، نظراً لعدد محدود من المشاركين وغياب معلومات عن نوع وجرعة العلاج.
آفاق المستقبل والتوصيات
يشير الباحثون إلى أن التأكيد على فعالية الستاتينات يتطلب إجراء تجارب سريرية أكبر وأشمل، مع مراعاة تفاصيل العلاج وخصائص المرضى، وذلك لتمكين الاعتماد عليها كجزء من بروتوكول علاج الإنتان، مما قد ينقذ العديد من الأرواح سنوياً. وفي الوقت ذاته، يحذر الخبراء من التسرع في تطبيق النتائج الحالية قبل الحصول على مزيد من الأدلة العلمية الدقيقة.