السودان يواجه تعقيدات وتحديات سياسية كبيرة أمام تشكيل الحكومة الجديدة

تحديات تشكيل الحكومة السودانية الجديدة وتأثيراتها على المرحلة الانتقالية

تواجه السودان حالياً أزمة سياسية معقدة تتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة في ظل استمرار الصراع السياسي والأمني، خصوصاً بعد التعديلات الأخيرة على الوثيقة الدستورية والجهود الرامية إلى إعادة التوافق بين مختلف الأطراف. تتداخل عوامل عديدة تؤثر على مآل هذه المرحلة الحساسة، مما يفرض تحديات كبيرة أمام القيادة الجديدة لإدارة البلاد بشكل فعال ومسؤول.

السياق السياسي والتحديات الراهنة

• تزايد الخلافات بين القوى السياسية والحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا.
• رفض بعض الأطراف لخطوات حل الحكومة واعتبارها مخالفة لبنود الاتفاق ومبادئ الشراكة السياسية.
• تمسك عدد من الحركات المسلحة بمواقعها الوزارية وفقاً لنصوص الاتفاق، خاصة في قطاعات حيوية مثل المالية والمعادن والشؤون الإنسانية.
• اشتباك مواقف الأطراف بين المطالبة بحكومة تكنوقراط مستقلة والتأكيد على أهمية مشاركة سياسية واسعة تشمل كل الفئات.

محاور الخلاف والتداخلات المحتملة

• موقف حركات سلام جوبا من التعديلات الدستورية وسعيها للمحافظة على تمثيلها في الحكومة بنسبة 25% من المقاعد.
• الخلافات بين حركتي “جيش تحرير السودان” و”العدل والمساواة” من جهة، وبين الحكومة من جهة أخرى حول تشكيل الحكومة وحلها.
• موقف القوى المدنية من ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل الأطراف، لتعزيز الاستقرار وإدارة الفترة الانتقالية بكفاءة.
• ضرورة التوافق على توزيع الحقائب الوزارية بشكل يراعي توازنات القوى ويضمن مشاركة جميع أطراف السلام وقوى المجتمع.

سيناريوهات محتملة للمشهد المستقبلي

• الاحتفاظ بالحقائب الحالية: تمسك الأطراف بالحفاظ على الحقائب التي تطالب بها، خاصة في الوزارات ذات الطابع الاقتصادي والإنساني.
• تشكيل حكومة توافقية: اعتماد تنسيق بين التكنوقراط والسياسيين، مع توزيع مرن للحقائب بما يرضي جميع الأطراف ويعزز الاستقرار.
• تجاهل بعض المطالب: فشل الجهود التفاوضية، مما قد يؤدي إلى عرقلة تشكيل الحكومة أو استمرار حالة الفراغ السياسي، مع ما يترتب على ذلك من مخاطر أمنية وسياسية.
• تفاقم التوترات: تعنّت بعض الأطراف واستمرار الخلافات قد يهدد وحدة التحالفات، ويؤدي إلى تصعيد عسكري أو سياسي يعوق الانتقال السلمي للسلطة.

ختام

تعد المرحلة الحالية من أكثر الفترات حساسية في تاريخ السودان، حيث يتطلب الأمر توازنات دقيقة وحواراً بناءً من أجل الوصول إلى تشكيل حكومة قادرة على قيادة المرحلة الانتقالية بنجاح. نجاح هذه العملية يعتمد بشكل كبير على قدرة الأطراف على التفاهم والتنازل لتحقيق مصلحة البلاد العليا واستقرارها.