اخبار سياسية

ثلاث أوامر تنفيذية لتعزيز تكنولوجيا الطائرات المسيرة والطيران بسرعة الصوت من قبل ترمب

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترمب وقع، الجمعة، ثلاث أوامر تنفيذية لتعزيز الهيمنة الأمريكية في تكنولوجيا الطائرات المسيّرة، وإحياء الطيران التجاري الأسرع من الصوت.

وأكد أن الأمر التنفيذي الأول يتيح تشغيل الطائرات المسيّرة خارج نطاق الرؤية المباشرة بشكل روتيني، ويُعزز أمن المجال الجوي من خلال مواجهة التهديدات المرتبطة بها، ويشجع استخدام النظم المصنّعة داخل الولايات المتحدة.

فيما يركز الأمر التنفيذي الثاني على مكافحة التهديدات الناتجة عن الطائرات المسيّرة، ويتضمن إنشاء فريق عمل فيدرالي وتوسيع قدرات الدفاع المضاد للطائرات المسيّرة.

ويُلغِي الأمر التنفيذي الثالث اللوائح القديمة التي كبّلت صناعة الطيران التجاري الأسرع من الصوت، ويوجّه إدارة الطيران الفيدرالية لوضع معايير حديثة لاعتماد مستوى الضوضاء للطائرات الأسرع من الصوت، إلى جانب تنسيق الأبحاث والابتكارات في هذا المجال بالتعاون مع مكتب السياسات العلمية والتكنولوجية في البيت الأبيض.

أكد مسؤول في البيت الأبيض أن الأوامر التنفيذية ستسّرع من وتيرة الابتكار في مجالات الطائرات المسيّرة والطائرات الأسرع من الصوت، مشيراً إلى أن هذه الخطوة “ستُحدد ملامح مستقبل الأجواء الأمريكية لسنوات قادمة”.

وفيما يتعلق بالطيران الأسرع من الصوت، أوضح أن الولايات المتحدة كانت سابقاً رائدة في هذا المجال، لكن التقدم تعطل لعقود بسبب لوائح تنظيمية مقيّدة.

وأشار إلى أن التغيّر اليوم يعود إلى التقدم في هندسة الطيران وعلوم المواد وتقنيات خفض الضوضاء، ما يجعل الطيران التجاري بسرعة تفوق الصوت ممكنًا، وآمنًا، ومستدامًا، وذو جدوى تجارية.

وبحسب المسؤول، فإن الأمر التنفيذي الثالث يُلغي القيود التنظيمية القديمة التي كانت تعرقل تطوير هذا القطاع، ويوجّه إدارة الطيران الفيدرالية لوضع معيار جديد لشهادات الضوضاء، أي تحديد مستوى الضوضاء المسموح للطائرات الأسرع من الصوت كشرط للترخيص والتشغيل التجاري.

وتابع أن هذا الأمر يعزز التنسيق البحثي عبر مكتب السياسات العلمية والتكنولوجية، ويوجّه الوكالات الفيدرالية للعمل على مواءمة التنظيمات العالمية عبر الاتفاقيات الثنائية لتسهيل تشغيل هذا النوع من الرحلات دولياً.

180 يوماً لرفع القيود

وقال مسؤول رفيع في البيت الأبيض إن السوق موجود والتكنولوجيا جاهزة، وأن الشركات الأمريكية بدأت فعليًا توقيع عقود مع جهات حكومية وشركات طيران لشراء طائرات أسرع من الصوت، مؤكدًا أن هذه الخطوة تعكس التزام الرئيس بضمان تفوق الولايات المتحدة في مجالات التكنولوجيا الحديثة.

وأوضح أن الأمر التنفيذي يوجّه مدير إدارة الطيران الفيدرالية لاتخاذ الخطوات اللازمة، بما يشمل إصدار اللوائح، لإلغاء الحظر المفروض على الرحلات التجارية الأسرع من الصوت، وذلك خلال مدة لا تتجاوز 180 يوماً.

وأضاف أن الهدف هو استبدال معيار السرعة القصوى الحالي بمعيار مؤقت يتعلق بمستوى الضوضاء، إلى حين استكمال إجراءات تنظيمية أطول لإصدار القاعدة النهائية.

وأشار إلى أن هذا المسار يعتمد على نتائج البحث والتطوير، والاختبارات، والتقييم، وسيتم تنسيقه من خلال المجلس الوطني للعلوم والتكنولوجيا، بمشاركة برامج البحث والتطوير الحالية في الوكالة الفضائية والوزارة الدفاع، ووكالات فيدرالية أخرى.

هيمنة الطائرات المسيرة

بالإضافة إلى ملف الطيران الأسرع من الصوت، تشمل الأوامر التنفيذية ملفات الطائرات المسيّرة والسيارات الطائرة، بهدف تسريع العمليات التجارية للطائرات المسيّرة التي تعمل خارج نطاق الرؤية المباشرة، وبدء اختبارات السيارات الطائرة، وتعزيز تصدير الطائرات المصنّعة في الولايات المتحدة، وتوطين سلسلة التوريد لتقليل الاعتماد على الأنظمة الأجنبية.

وأشار المسؤول إلى أن الأمر التنفيذي المتعلق بالطائرات المسيّرة “سيسمح باستخدامها في قطاعات حيوية مثل البنى التحتية، والاستجابة للطوارئ، ونقل البضائع والمستلزمات الطبية لمسافات طويلة”.

وتشمل الإجراءات أيضاً إطلاق برنامج تجريبي لتطوير واختبار السيارات الطائرة في البلاد خلال هذا العام، وهو ما وصفه بأنه “مستقبل قريب للشعب الأمريكي”.

وقال نائب مساعد الرئيس ومدير مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن القومي إن الرئيس أمر بتشكيل فريق عمل فيدرالي لتحديث الأطر التنظيمية والتقنية الخاصة بالطائرات المسيّرة، والتصدي للتهديدات الإرهابية والإجرامية المرتبطة بها، خاصة مع استضافة الولايات المتحدة لبطولات رياضية كبيرة.

وأوضح أن مكتب التحقيقات الفيدرالي سيطلق برنامج تدريب للسلطات المحلية والولائية لمعالجة التهديدات الجوية، مع تشديد تطبيق القوانين ضد المخالفين، سواء كانوا متعمدين أو غير مدركين لمخاطر استخدام الطائرات المسيّرة فوق مناطق حساسة.

وأضاف أن الأمر يتيح للولايات والسلطات المحلية الحصول على منح لشراء طائرات مسيّرة أمريكية الصنع لاستخدامها في خدمات الطوارئ، مؤكدًا أن الطائرات المسيّرة أنقذت أرواحًا في الولايات المتحدة، لكن إدارة أوباما كانت قد منعت استخدام المنح لهذا الهدف، وتغير الحال اليوم.

واختتم المسؤول حديثه بالقول إن هذه الحزمة من الأوامر التنفيذية تعكس رؤية القيادة الأمريكية المبنية على تمكين الابتكار، وتعزيز السيادة، وحماية الأمن القومي، وأن اليوم هو نقطة تحول، وكل شيء سيتغير للأفضل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى