اخبار سياسية

تطورات إيجابية في المحادثات التجارية بين واشنطن والاتحاد الأوروبي

قال كبار المفاوضين التجاريين للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأربعاء إن المحادثات التجارية بين الجانبين تسير في الاتجاه الصحيح. ودخلت الرسوم الجديدة على واردات الصلب والألومنيوم حيز التنفيذ، وهو نفس اليوم الذي تسعى فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى تلقي أفضل العروض من الشركاء التجاريين لتجنب فرض رسوم استيراد عقابية أخرى بداية من أوائل يوليو. وتعمقت المخاوف بشأن الأضرار الناتجة عن القيود التي تفرضها الصين على صادرات المعادن الحيوية، حيث علقت بعض مصانع قطع غيار السيارات الأوروبية إنتاجها، وحذرت شركة صناعة السيارات الألمانية من تأثير نقص المعادن الأرضية النادرة على شبكة مورديها. وفيما يخص محادثات الرسوم الجمركية، أكد المفاوض الأوروبي ماروش شيفوفيتش أن الاجتماع مع الممثل التجاري الأميركي جيمسون جرير في باريس كان بناءً، وأوضح أن التطورات تسير بسرعة وأن هناك محادثات فنية مستمرة في واشنطن، إلى جانب اتصالات عالية المستوى. وأضاف أن هناك تقدمًا وأن المناقشات الآن محددة للغاية، مع توافق على إعادة تنظيم التركيز في المفاوضات بعد أن كانت مختلفة الزوايا. وأشار جرير إلى أن المحادثات كانت بناءة، وأن الاتحاد الأوروبي يظهر استعدادًا للعمل معًا لإيجاد مسار ملموس لتحقيق تجارة متبادلة. من ناحية أخرى، وقع ترمب إعلانًا عن زيادة في الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم بنسبة 50%، بدءًا من الأربعاء، بعدما كانت عند 25% في مارس. وفي وقت مبكر من الأربعاء، صرح الرئيس الأميركي أن الزعيم الصيني شي جين بينج قوي ومن الصعب عقد صفقة معه، مما يعكس وجود توترات بعد توقعات مرتفعة لمكالمة هاتفية بينهما. وبدأت زيادة الرسوم على المعادن سارية، وتشمل كافة الشركاء التجاريين باستثناء بريطانيا، التي توصلت لاتفاق أولي مع الولايات المتحدة خلال فترة توقف لمدة 90 يومًا على فرض رسوم جديدة. وأسفرت هذه الزيادات عن ارتفاع السوق، خاصة في أسعار الألومنيوم الذي شهد زيادة ملحوظة. وأكد شيفوفيتش أن الاتحاد الأوروبي يواجه تحدي القدرة الإنتاجية الفائضة في قطاع الصلب، وأن على الجانبين العمل سوياً. وتجاهلت الأسواق العالمية هذه الرسوم كثيرًا، مع توقعات بعدم دوامها وطموح بعض المستثمرين أن يتراجع الرئيس الأميركي عن قراراته. ويتوقع البيت الأبيض أن يقترح الشركاء التجاريون صفقات تتيح لهم تفادي تطبيق الرسوم الجديدة خلال أسابيع قليلة. وبدأت مسؤولون أميركيون محادثات مع عدة دول منذ الإعلان عن تعليق الرسوم، لكن حتى الآن تم التوصل لاتفاقيات أولية مع المملكة المتحدة فقط، وهي اتفاقية محدودة الأطراف. وذكر رئيس الوزراء البريطاني أن الرسوم على الصلب البريطاني ستُخفض إلى الصفر خلال أسبوعين. وكانت تقارير قد أفادت أن الولايات المتحدة تطلب من الدول تقديم أفضل مقترحاتها بشأن الرسوم والحصص وخطط إزالة الحواجز غير الجمركية. وتبقى القضية الأساسية هي ما إذا كانت الدول ستحتفظ بالمعدل الحالي للرسوم البالغ 10% على الصادرات إلى أميركا أم سترتفع. وتسبب حالة عدم اليقين في السياسة التجارية الأميركية في اضطرابات للشركات حول العالم، حيث حذرت شركة الصلب النمساوية “فويست ألبين” من تأثير سلبي محتمل على أرباحها. وأوضح اتحاد الصلب الألماني أن المنتجين الأميركيين سيحاولون العثور على موردين غير متأثرين بالرسوم، مما قد يؤدي إلى إخراج بعض الموردين الأوروبيين من السوق، مشددًا على ضرورة أن يبذل الاتحاد الأوروبي جهودًا لحل النزاع الجمركي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى