تحسين مسار المحادثات التجارية بين واشنطن والاتحاد الأوروبي

قال كبار المفاوضين التجاريين للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إن المحادثات التجارية بين الجانبين تسير في الاتجاه الصحيح. ودخلت الرسوم الجديدة على واردات الصلب والألومنيوم حيز التنفيذ، وهو نفس اليوم الذي تسعى فيه إدارة الرئيس الأميركي إلى تشجيع الشركاء التجاريين على تقديم أفضل العروض لتجنب فرض رسوم استيراد إضافية أو عقابية في أوائل يوليو.
وتزايدت المخاوف بشأن الأضرار الناجمة عن القيود التي تفرضها الصين على صادرات المعادن الحيوية، حيث علقت بعض مصانع قطع غيار السيارات الأوروبية إنتاجها، وحذرت شركة صناعة السيارات الألمانية من نقص المعادن الأرضية النادرة التي قد تؤثر على شبكات مورديها.
وفيما يتعلق بمفاوضات الرسوم الجمركية، أوضح المفاوض التجاري للاتحاد الأوروبي أن اجتماعًا مع الممثل التجاري الأميركي كان بناءً، وتقدم فيه الطرفان في الاتجاه الصحيح، مع استمرار المحادثات الفنية والتحضيرات لمحادثات رفيعة المستوى في واشنطن.
وأشار إلى اتفاق الجانبين على إعادة هيكلة تركيز مناقشاتهما التجارية، بعد أن كانا يتناولانها من زوايا مختلفة، مع تأكيد على وجود رغبة من الاتحاد الأوروبي للعمل مع الولايات المتحدة لإيجاد طريق ملموس لتحقيق تجارة متبادلة.
وفي وقت سابق، وقع الرئيس الأميركي إعلانًا تنفيذياً يوسع زيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم إلى 50% مقارنة بـ25% التي تم فرضها في مارس، وهو ما بدأ تطبيقه منذ الأربعاء. وأكدت تصريحات للرئيس الأميركي أن تعامل الصين مع المعادن الحيوية، خاصة بعد رفع سقف التوقعات لإجراء مكالمة هاتفية بين الزعيمين، يزيد من تعقيد المفاوضات.
ودخلت الزيادة في الرسوم الجمركية حيز التنفيذ، مستثنية بريطانيا، التي توصلت لاتفاقية تجارية أولية مع الولايات المتحدة خلال فترة توقف لمدة 90 يوماً على رسوم التبادل، والتي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في علاوات الأسعار للألومنيوم.
وأعرب المفاوضون عن أسفهم لمضاعفة رسوم الصلب، وأكدوا على ضرورة العمل سويًا لمعالجة فائض القدرة الإنتاجية في قطاع الصلب. وعلى الرغم من ذلك، لم تتأثر الأسواق العالمية بشكل كبير، ويأمل المستثمرون أن تكون هذه الإجراءات مؤقتة.
ويتوقع البيت الأبيض أن يقترح الشركاء التجاريون صفقات تساعدهم على تجنب تطبيق الرسوم الجديدة بشكل شامل خلال الأسابيع المقبلة. وتتناول المحادثات الدولية حاليًا تحسينات على الاتفاقيات الحالية، مع حديث عن إمكانية خفض الرسوم أو إلغائها.
وفي سياق آخر، نفذت واشنطن مناقشات مع عدة دول، بمن في ذلك المملكة المتحدة التي تتوقع أن يتم تخفيض الرسوم الجمركية على صلبها إلى الصفر خلال أسبوعين، ضمن إطار من الاتفاقات الأولية التي تتطلب مزيدًا من التفصيل والتفاوض.
وفي ظل حالة عدم اليقين، يرى خبراء أن الرسوم الجمركية تؤثر سلبًا على أرباح الشركات، مع توقعات بأن المنتجين الأميركيين يبحثون عن موردين لا يخضعون لتلك الرسوم، مما قد يؤدي إلى خروج الموردين الأوروبيين من السوق.
وفي النهاية، يحث الاتحاد الأوروبي على العمل بشكل عاجل لحل النزاعات الجمركية، لضمان استقرار الأسواق وتجنب تأثيرات سلبية على الشركات والاقتصادات المعنية.