تجري هذه الايام مفاوضات بين الجانبين السعودي والإيراني لتحديد المكان والعاصمة التي سوف يلتقي فيها وزيري الخارجية السعودي الامير فيصل بين فرحان ونظيره الإيراني أمير حسين عبد اللهيان ، وأنا أعتقد أن العاصمة العمانية مسقط تستحق أن تكون مكان الاجتماع المقرر أن يجتمع فيه وزيري الخارجية السعودي والإيراني لعدد من الأسباب:
أولاً : جلالة السلطان هيثم بن طارق والشعب العماني الرائع في كل شىء ، خير من يرحب بوزيري الخارجية السعودي والإيراني ، وانأ على ثقة أن المباحثات في مسقط سوف تصل الى أفضل نتيجة بين البلدين الجارين السعودية وإيران، وسوف تكلل المباحثات بالاعلان ليس فقط عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بل بتبادل الوفود والزيارات وبدء مرحلة جديدة من السلام والإستقرار إنتظرها الخليج منذ نحو 5 عقود
ثانياً : عراقة ومصداقية الدبلوماسية العمانية تجعل مسقط المكان المثالي لإعلان تفاصيل عودة العلاقات بين إيران والسعودية ، كما ان مسقط هي المكان الذي انطلقت منه جولات المباحثات الأولى بين طهران والرياض ، ومعروف أن الجولات الأولى هي الأصعب وهي الأهم، كما أن كسر الجليد في الجولات الأولى التي إستضافتها مسقط كانت بمثابة البداية الحقيقية لتغيير مسار ليس فقط العلاقات السعودية الإيرانية أو حتى الخليجية الإيرانية بل تغيير وجه الشرق الأوسط كله ، ولا أبالغ لو قلت أن المحصلة النهائية لجولات المفاوضات الأولى التي إستضافتها مسقط سوف يكون لها تاثير بالغ على حسابات ” المعادلة الدولية نفسها “
ثالثاً : رغم إيماني الكامل بأن سلطنة عمان بسلطانها المحبوب ودبلوماسيتها الرائعة والراقية لا تنتظر شكر أو مقابل جراء ما قامت وتقوم به من جهد ونجاح كبير في تهدئة التوترات وتبريد الصراعات في المنطقة والعالم ، رغم كل ذلك أتمنى أن تكون الجولة القادمة بين وزيري الخارجية الإيراني والسعودي في مسقط كمكافأة بسيطة على كل الجهد الجبار الذي بذلته وما تزال سلطنة السلام من أجل تعميق قيم الازدهار والسلام والاستقرار ليس فقط في الخليج والمنطقة العربية بل في العالم أجمع، فعندما يصدر ” بيان مسقط ” بين السعودية وإيران ويرسم خريطة الطريق المستقبلية للعلاقة بين طهران والرياض سوف تظل مسقط بعد ذلك عنوان للسلام وباب للإزدهار
المؤكد أن سلطنة عمان بسلطانها المؤمن بالسلام والإستقرار، وشعبها المعروف عنه أعظيم الشيم والقيم الإيجابية والإنسانية تجعل من مسقط تحتل المكان والمكانة الأولى عالمياً في أهم صناعة يحتاجها العالم في هذا التوقيت وهي ” صناعة السلام”