قال الله تعالى {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} (فصلت 26)
ب- نؤمن بما جاء في كتابه المبين من تشريع وقيم وعدل ورحمة وتعامل بين الناس بالعدل والإحسان.
ج- نؤمن بأن محمد عليه الصلاة والسلام إماما و رسولا من الله للناس جميعا جاء يحمل لهم خطابا الهيا احتوى كلمات الله ليهدي الناس الى ما يصلحهم فلا امام غيره ولا قول جاء به غير ما كلفه الله بابلاغه للناس وهو القرآن الكريم وما عداه يتفق مع قوله سبحانه (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) (النساء: 60-61) وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ(7) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (8) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (9) (محمد: 7-9)
هل من الصدفة ان يتولى جمع الروايات على لسان الصحابة وغيرهم منسوبة للرسول عليه الصلاة والسلام . الأربعة الكبار فى اوسط القرن الثالث بعد وفاة الرسول وهم البخاري / وابوداوود / والترمذي/ وابن ماجه / في نفس التوقيت وان يكونوا جميعهم ولادتهم فى الدولة الفارسية أثناء حكم بلادهم والتى اتخذت المجوسية ديانة لها .
كيف يمكن التأكد من مصداقية الروايات بعد مضي اكثر من قرنين من الزمان على وفاة الرسول وما هو الهدف من حشد عشرات الاف من الروايات التى ليس لها أساس مؤكد ولاضرورة لتلك الروايات بوجود القران الكريم الذي استكمل اياته فى حجة الوداع حين أبلغهم الرسول بقوله تعالى(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)
هل منح الله رسوله بإضافة أقوال على ايات القران الكريم او بحذف ايات منه بماذا كلّف الله سبحانه رسوله في نقل الرسالة وفي ذلك يقول سبحانه (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) وما انزله على رسوله كتاب كريم ليبلغه للناس كافة ويتخذونه خارطة الطريق تعينهم فى مواجهة اعباء الحياة وتضبط إيقاع حركة المجتمعات الانسانية وتمنع طغيان قوم على قوم وتنشر السلام بين الناس ليعيشوا فى وئام وتعاون ومحبة ينتشر الأمن بينهم ويتحقق لهم الاستقرار الذى يلهم الناس فى تحسين احوالهم المعيشية وتطوير علاقاتهم الاجتماعية وقوله تعالى في سورة النجم (وماينطق عن الهوى) إنما يعنى ان الرسول عليه الصلاة والسلام عندما يتلو عليهم القران فهو لا ينطق عن الهوى بل هو وحي انزله عليه فى قران مجيد وقوله تعالى في نفس السورة (ان هو الا وحي يوحى) يعنى إنما ينطقه الرسول قران كريم اوحى الله به اليه ليتلوه على الناس ويشرح لهم مافيه من حكمة ويوضح لهم مراد الله من اياته، ونستنتج من الآيات السابقة تكليف الله لرسوله بتبليغ رسالته للناس فقط بتلاوته للقران وتعليمهم الحكمة وقد حسم المولى عز وجل مسؤلية الرسول عليه الصلاة والسلام مهمة محددة لا زيادة فيها ولا نقصان وعلى مايبدو ان المتلقين للآيات الكريمة لم يستطيعوا مغالبة النفس البشرية باهوائها وأطماعها ان تصمد امام مغريات الحياة وان يتمكنوا من كبح جماحها وكان الرسول عليه الصلاة والسلام ارتقى بسلوكه وصقل الله اخلاقه وارتفع به الى مصاف الملائكة الذين تجردوا من الاهواء البشرية وتطهرت قلوبهم النقية لقد جاء عليه الصلاة والسلام بالنور الالهى ليخرج البشرية من الظلمات الى النور ظلمات القهر والظلم والاجرام بكل اشكاله الى نور الحرية والمحبة والاخوة والتعاون والسلام والعدل ان المسلمين يستمدون تطبيقاتهم الدينية من فقه وتشريع من مصدرين اثنين أولهما قول مباشر ينقله عن الوحى من الله محفوظ فى كتاب كريم الى قيام الساعة / ثانيهما أقوال قيلت عن الرسول منسوبة الى الصحابة تم نقلها من قبل كبار ناقلى الروايات بعد وفاة الرسول بأكثر من مائتي سنة، هل يستويان؟ هل الاعتماد الكلي للفقه الديني على مرجعية الروايات الوحيدة مقصود به تحييد القران لتتحقق مقاصد ناقلى الروايات بعزل القران عن الفقه الإسلامى وتتحقق صياغة الشخصية الاسلامية التى تحقق التفرقة بين المسلمين ينتج عنها طوائف متعددة تتقاتل فيما بينها وبالتالي تتوارى القيم الربانية التى تامر بالرحمة والعدل والتعاون والسلام بين الناس جميعا ونظرة لتاريخ المسلمين تؤكد لنا ماحدث من حروب دامية بين المسلمين والفرق الاسلامية المتناحرة وكل منها يدعى بانه هو الوصي على الاسلام والدعوة اليه وغيره كافر لانه لايتفق معه فى مرجعيته وتتسارع وتيرة الصراع بين مختلف الفرق الاسلامية ويتحقق لاعداء الرسالة الاسلامية مايخططون له باستمرار القتال بين العرب المسلمين وينشغلون فى أنفسهم عن عدوهم ويتحينون بنواسرائيل الفرص الضائعة من العرب ويستمرون فى التوسع فى المستوطنات على حساب الشعب الفلسطيني حتى لا يبقى لهم مترا من الارض يتفاوضون عليه ليتحقق حلم اسرائيل باحتلال لكامل الاراضي الفلسطينية وليس ادل على تلك النتائج الكارثية ماحدث فى العراق وفى سوريا واليمن وليبيا عندما استطاعوا مع حلفائهم تفجير الوطن العربى ليسهل لهم تحقيق اهدافهم حماية للامن الدائم لدولة اسرائيل لتصل حدودها من النيل إلى الفرات لو نجحت خططهم سنة 2011 في جمهورية مصر العربية لتمكنوا من تحقيق حلمهم ولكن الله خذلهم.
(لقد وصف الله سبحانه بان القران أحسن الحديث بقوله تعالى (الله انزل أحسن الحديث ) وجاء فى آية اخرى (تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ) ( الجاثية: ٦) وقال تعالى ( فباي حديث بعده يؤمنون) اي ان إطلاق مسمى حديث محصورة فقط على ايات القران الكريم لولم يأتي الوحي لمحمد ابن عبدالله ونزل عليه القران كتاب الله للناس كافة فلن يكون رسولا أونبياوسيكون مثل احد الناس فى قومه ولكن الله سبحانه يعلم حيث يجعل رسالته لعباده فكلف محمد الانسان ليكون رسولا للناس كافة يهديهم طريق الخير والرشاد وأمره بتكليف محدد بقوله تعالى ( يأيها الرسول بلغ ماانزل إليك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) ماذا انزل على الرسول وما الرسالة التى يريدها الله ان يبلغها للناس أليس غير القران خطاب من الله لعباده وهل يملك محمد عليه الصلاة والسلام مخالفة امرالله ويبلغ الناس قولااخر غير مايكلفه الله به وهو القران حيث يقول سبحانه (الذين كفروا وصدواعن سبيل الله أضل أعمالهم (١) والذين آمنوا وعملواالصالحات وأمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم واصلح بالهم (٢) ذلك بان الذين كفروا اتبعوا الباطل والذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس امثالهم (٣) سورة محمد، تعنى هذه الآية ان الناس انقسموا الى فريقين منهم من اتبع الحق الذى انزل على الرسول وهو القران الكريم ومنهم من اتبعوا الباطل والذين كفروا بالقران واتبعوا الروايات التى أصبحت بديلا عن القران وخلقت دينا جديدا لا صلة له برسالة الاسلام التى يامرنا الله باتباعها فى كتابه المبين وأصبح لزاما على كل إنسان ان يحدد موقفه ان كان من أهل القران فالله سيكفر عنهم سيئاتهم ويصلح بالهم وأما من اتبع ما تتلوا الشياطين من أساطير وروايات سيضل الله أعمالهم، الم يشتكى رسول الله لربه حيث يقول سبحانه ( وقال الرسول يارب ان قومي اتخذوا هذا القران مهجورا ) الفرقان (٣٠) الم يقول سبحانه ( تلك ايات الله نتلوها عليك بالحق فباي حديث بعد الله واياته يؤمنون ) الجاثية (٦) كيف تجراء الجهله الذين فى قلوبهم مرضا فزادهم الله مرضا ولهم عذاب عظيم بما كانوا يكذبون ( البقرة ١٠) ان يجعلوا من اتخذ القران مرجعه ويجعله يعلوا فوق ماعداه فكلام الله فوق كلام الملائكة والانبياء متهما بانه قرآني. إن تلك التهمه هي والله أعظم تقطير لكل مسلم اتخذ القرآن وحده مرجعية واستغنى بآيات الله عن الروايات والاسرائيليات وجعل كلمة الله هي العليا، ما الذى حدث لعقول العرب المسلمين كيف ضاقت عليهم نفوسهم وعقولهم بان يصلوا الى هذا المنحدر ويتطاولون على رسول الله وما انزل الله عليه من قران مبين للتذكير لتستيقظ العقول وأن بنو اسرائيل حاولوابشتى الوسائل القضاء على رسالة الاسلام منذ بداية بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام حتى انهم حرضوا كفار قريش على اغتياله ولما فشلوا شنت عليه قبائل اليهود بنى فريظة وبنى النظير وبنى قينقاع حروبا عدة لإعاقة تبليغ رسالة الاسلام للناس وبفضل الله نصر رسوله وهزموا شر هزيمة فى كل معاركهم، ولذا اتجهوا للإشاعات وافتراء الاكاذيب على رسول الله وخلقوا الاف الروايات نسبوها للصحابة منسوبة للرسول واستطاعوا ان يقنعوا بها عدد كبير من دعاة المسلمين وبالغوا فى تضخيم مكانتهم فى العالم العربى والاسلامى بكافة وسائل الدعاية من طباعة عشرات الآلاف من الكتب والمجلدات لإعطاء مصداقية وتقديس لتلك الروايات فاندفع المسلمون من كل مكان يمجدونهم ويقدسون آراءهم حتى اصبح أؤلئك العلماء مراجع دينية غير قابلة للنقد او لتصحيح بعض المفاهيم التى تنال من الرسول عليه الصلاة والسلام ومن القران الكريم واعتبروها غير قابلة للمناقشة او المراجعة. هكذا استطاع الاسرائليون ان يؤسسوا على الروايات دينا جديدا يدعمهم ويساندهم مجموعة علماء المذاهب المختلفة والأسانيد المنسوبة لاصحاب رسول الله ليتحقق للروايات القدسية والمصداقية وبذلك استطاعا ان يضربوا طوقا على العقول بمنعها من التدبر والتفكر كما امرالله سبحانه مستهدفين صرف الناس عن القران وتعطيل فرائضه لتستمر المؤامرة فى وأد العقل العربى ليظل مرتهنا بأقوال السابقين وتبقى العقول مقيدة بتلك الأغلال التى ابتدعوها.
ولذلك مما يؤكد استمرار مؤامرة بنو إسرائيل وتابعيهم من الجهلة والأميين بمحاولاتهم زرع الخوف في كل من يحاول أن يعيد مكانة القرآن اساسا لرسالة الله لعباده متضمنة آياته تعاليم الاسلام وتشريعاته يمارسون تهمة القرآنيين لارهاب المسلمين من التدبر والتفكر في كتاب الله وتعطيل فريضة الهيه بدأها الله سبحانه عندما علم آدم الاسماء كلها وهي المعرفة منذ الخليقة حتى قيام الساعه، كما أنزل على رسوله عليه الصلاة والسلام مفتاح المعرفة بسورة (إقرأ) أول سورة أنزلت على رسول الله في القرآن والمؤامرة تستهدف استمرار انصراف المسلمين عن القرآن، ويؤكد الله سبحانه بأن أعداء الله وأعداء الرسالة سينشروا اشاعات وروايات عن القرآن لتكون لكتبهم الغلبه يقول الله تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) (فصلت 26)
وعلى ضوء ما جاء اعلاه تبرز الاسئلة التالية:
والسبب هو حينما هجر المسلمون الخطاب الإلهي القرآن الكريم.
الكاتب/ علي محمد الشرفاء الحمادي
ابوظبي – الإمارات العربية المتحدة
التاريخ: 5/9/2017