الحكومة اليونانية تتوجه غدا إلى بروكسل سعياً إلى حل…

  • بتاريخ :
لا توجد صورة

تتواصل جهود الحكومة اليونانية من أجل التوصل لاتفاق قابل للتطبيق مع دائنيها ، في القمة الاستثنائية لقادة منطقة اليورو حول الديون اليونانية ، التي تنعقد غداً الاثنين في بروكسل.

وقد اعتبر رئيس الحكومة اليونانية “أليكسيس تسيبراس” ان انعقاد القمة الاستثنائية لدول منطقة اليورو هو تطور إيجابي ، في اتجاه التوصل إلى اتفاق على أعلى المستويات السياسية في أوروبا ، بهدف ايجاد حل لمشكلة الديون يستند على احترام مبادئ الديموقراطية وقواعد الاتحاد الأوروبي.

من ناحية أخرى، يواصل غالبية القادة الأوروبيين ضغوطهم على الجانب اليوناني ، قبيل انعقاد القمة ، ويهددون بإفلاس اليونان ما لم تستسلم لمطالب الدائنين.

وقد صرح رئيس الوزراء اليوناني خلال مشاركته في المؤتمر الاقتصادي بسان بطرسبرج أن اليونان تواجه عاصفة شديدة، لكن اليونانيين من شعوب البحر ويعرفون كيفية الخروج من العواصف، فهم شعب لا يهاب الخوض في أعالي البحار .

كما وجه رئيس وزراء اليونان من روسيا رسائل عديدة إلى الشركاء الأوروبيين ، قائلاً ان الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى إعادة تصحيح مساره ، حيث أن المشكلة لا تكمن في اليونان ولكن في النهج الاقتصادي الأوروبي ككل ، وتسائل “تسيبراس” عما إذا كان الاتحاد الاوروبي سوف يفسح المجال للتضامن السياسي ، أم أنه سيبقى متشبثاً بسياسات التقشف .

وعلى هامش المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبرج ، قامت روسيا واليونان بتوقيع مذكرة تعاون لإنشاء خط أنابيب للغاز الطبيعي ، لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي اليونانية.

ومن جهة أخرى ، أعرب حلف “الناتو” أمس عن مخاوفه من مناخ عدم الاستقرار في منطقة اليورو ، نتيجة للمواقف المتشددة للمقرضين ، وصرح نائب الأمين العام للحلف أن خروج اليونان من منطقة اليورو من شانه أن يزعزع الأمن والاستقرار في منطقة البلقان وشرق المتوسط  ، وسوف يكون له تأثير كبير على أمن الحلف ذاته.

ومن المعروف أن اليونان تقع عند ملتقى ثلاث قارات، وتشرف على جميع الطرق البحرية  الواقعة في شرق المتوسط، والممرات الواصلة بين المتوسط والبحر الأدرياتيكي والبحر الأسود ، ويتمتع موقعها الجغرافي بأهمية خاصة ، بالنسبة لحلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة وروسيا والصين.

 وكان رئيس الوزراء اليوناني قد سلط الضوء على أهمية اليونان الجيوسياسية ، مقارنة بباقي دول الاتحاد الأوروبي ، مؤكداً أن اليونان تحتفظ بقوتها الجيوسياسية  بالرغم من أزمتها الاقتصادية ،  حيث أن اليونان تمثل مركزاً للاستقرار في المنطقة ، ولها دور مهم في المثلث غير المستقر بين أوكرانيا وسوريا وليبيا .

كما أشار “تسيبراس” أيضاً إلى دور اليونان في إطار التحالفات الإقليمية في شرق المتوسط، منوهاً إلى أن الائتلاف بين مصر واليونان وقبرص ذو أهمية استراتيجية كبيرة ، حيث تشكل الدول الثلاث عوامل الاستقرار والأمن في المنطقة.

وقد شهدت الساعات الأخيرة قبل انعقاد القمة تحركات مكثفة من ممثلي المؤسسات الدائنة وجميع الأطراف المشاركة ، ومن المتوقع أن تقوم الحكومة اليونانية بمناقشة المقترحات والبدائل المتاحة للتوصل إلى اتفاق عادل.

في الوقت نفسه، شهدت العديد من المدن الأوروبية مظاهرات للتضامن مع اليونان،  ففي العاصمة الفرنسية “باريس” انطلقت مظاهرة تحت شعار “الديمقراطية تحتضر- معاً ضد التقشف القاتل ” ، وتم تنظيم مظاهرة أخرى في العاصمة الإيطالية “روما” تحت شعار” أثينا تطالب وروما تستجيب”  وذلك لإعلان التعاطف مع اليونان ومساندتها خلال المفاوضات مع شركائها الأوروبيين.

وعن موقف أثينا  خلال مفاوضات القمة الحاسمة غداً ، أعلن وزير المالية اليوناني استعداد حكومته لتقديم المزيد من التنازلات في سبيل التوصل إلى اتفاق ، ما لم يُفرض على الحكومة الحالية ما فرض على الحكومات السابقة ، وهو القبول بديون جديدة بشروط مجحفة  ، تضعف من الأمل في قدرة اليونان على سداد ديونها.

Comments

comments