تواجه منظمة الصحة العالمية التي تأسست في أبريل عام 1948 تحديات كبيرة في هذه الأيام ليس فقط وباء كورونا الذي أثار أسئلة كثيرة حول طريقة عمل منظمة الصحة العالمية بل تتعرض الان المنظمة لهجوم كبير ليس فقط من الولايات المتحدة بل من دول عديدة لان المنظمة قالت في البداية ان كورنا لا ينتقل من الحيوان للإنسان ، كما أن الولايات المتحدة تتهم المنظمة بعدم السماع لتحذير حول الفيروس جاء من تايوان التي تعتبرها الصين ضمن أراضها لعدم إغضاب الصين ، وهو ما دفع الرئيس ترامب للتجميد المؤقت لتمويل المنظمة حيث تدفع الولايات المتحدة سنوياً 400 مليون دولار مقابل 40 مليون فقط من الصين ، وهو ما يعني ضرورة سد الفجوة التمويلية من دول أخرى
كما الخلافات السياسية طغت على إجتماعات الجمعية العامة للمنظمة حيث طالبت 116 دولة بالتحقيق العلمي عن الفيروس في الصين وهو مشروع القرار الذي تقدمت به إستراليا والإتحاد الأوربي ووافقت عليه دولة كثيرة قريبة من الصين بما فيهم 47 دولة أفريقية ، وهو الأمر الذي ترفضه الصين
وأعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديده بوقف التمويل عن منظمة الصحة العالمية للأبد ما لم تجرِ تحسينات خلال 30 يوما، وبإعادة النظر في عضوية الولايات المتحدة بها
وكتب ترامب رسالة للمدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم جيبريسوس جاء فيها “إذا لم تتعهد منظمة الصحة العالمية بإجراء تحسينات جوهرية خلال الثلاثين يوما القادمة، فسأجعل تجميدي المؤقت للتمويل الأمريكي للمنظمة دائما وسأعيد النظر في عضويتنا“
كان ترامب قد قال في وقت سابق إن أسلوب تعامل منظمة الصحة مع أزمة الفيروس كان “مؤسفا جدا“ وإنه سيتخذ قرارا قريبا بشأن التمويل الأمريكي.
وقال الرئيس الأمريكي في رسالته إن السبيل الوحيد أمام المنظمة هو أن تبدي استقلالا عن الصين، مضيفا أن إدارته بدأت بالفعل مناقشات مع تيدروس بشأن الإصلاح.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن مراجعة مستقلة لأسلوب التعامل العالمي مع الفيروس ستبدأ في أقرب وقت ممكن وإنها تلقت دعما وتعهدا قويا بالتمويل من الصين، التي تتسلط عليها الأضواء لأن بداية ظهور الوباء كانت فيها
وساهمت الولايات المتحدة بأكثر من 400 مليون دولار لمنظمة الصحة في 2019، وهو ما يمثل حوالي 15 % من ميزانية المنظمة.
ودفعت واشنطن بالفعل حوالي 58 مليون دولار للمنظمة هذا العام حسبما صرح مسؤولون كبار بالإدارة الأمريكية الشهر الماضي، وهو ما يمثل نصف المطلوب منها دفعه لعام 2020
وتقدم الولايات المتحدة عادة مئات الملايين من الدولارات سنويا كتمويل طوعي مرتبط ببرامج محددة بالمنظمة مثل حملات مكافحة شلل الأطفال والأمراض الممكن الوقاية منها باللقاحات وحملات مكافحة الإيدز والتهاب الكبد الوبائي والسل وصحة الأم والطفل
ومن غير المعروف حجم التمويل الطوعي الذي قدمته الولايات المتحدة لبرامج المنظمة في 2020
ن ترامب قد علق مساهمات بلاده في المنظمة الشهر الماضي متهما إياها بالترويج لمعلومات صينية ”مضللة“ بخصوص تفشي فيروس كورونا، رغم أن مسؤولي المنظمة نفوا الاتهام وقالت الصين إنها تتحلى بالشفافية والانفتاح