نحن فى الذكرى الثانية لـ30 يونيو، وهو حدث عظيم فى تاريخ مصر عندما انتزع المصريون بلادهم من أيدى الفاشية والتخلف والتفكك، وبقدر عظمة هذا الحدث وأهميته فى تاريخ مصر يكون رد الفعل، صحيح أننا واجهنا بعض العمليات الإرهابية، لكنها مهما كانت لا يمكن أن تقارن بما كنا سنواجهه لو استمر الحكم الفاشى لجماعة الإخوان وتوابعها من التنظيمات الإرهابية والجماعات التى تعادى الديمقراطية حتى لو كانت تتعامل معها كمرحلة انتقالية للقفز على السلطة، ومن أجل هذا كان لابد من الإطاحة بهذا التنظيم الفاشى الذى يعتبر هو أصل العنف والإرهاب فى كل العالم الإسلامى ونقصد تنظيم الإخوان. وعندما انتفض الشعب ضد جماعة الإخوان وتوابعها من التنظيمات الإرهابية كان التوقع أن يمارس التنظيم الإخوانى عاداته، ويبدأ دائرة العنف، وكانت التوقعات أكبر مما حدث ومما يحدث الآن، ويمكن تفهم أن تنجح بعض العمليات الإرهابية التى تتم بالغدر والاحتيال ومع الاعتراف بوجود أخطاء، إلا أن العمليات الإرهابية بعضها ينجح وهى عمليات ممولة جيدا وتقوم بها عناصر مدربة، وهى تنظيمات تمثل جزءا من تنظيمات ممولة ومدربة دوليا، وهناك إصرار لفرض خطط وتوجهات مرسومة على المنطقة، ومنذ أعلن المصريون رفض هذه المخططات وهم يواجهون عمليات إرهابية مختلفة، لكنها كما قلنا لا تمثل شيئا بما كان متوقعا، أو ما كان يمكن أن تواجهه بلادنا فى حال استمرار الجماعات الفاشية فى السلطة. كل هذا يؤكد أن الحرب على الإرهاب ليست جولة يوم وليلة، لكنها حرب طويلة، وممتدة، لأنها حرب خفافيش وليست حربا نظامية، فالجيش المصرى جيش نظامى يتعامل مع عدو وخطط واضحة لكن الجماعات والتنظيمات الإرهابية لا تدخل فى مواجهة لكنها تتعامل بغدر وتتحرك وتضرب وتهرب، ونحن نعلم أن شمال سيناء ظلت خارج السيطرة طوال ما يقرب من 3 سنوات، كما أنها كانت موضوعا لاتفاقات تمت بين جماعة الإخوان والإرهابيين المفرج عنهم أو المستوردين. وهناك أيضا أن الجيش وقوات الأمن تراعى أن بعض الإرهابيين يهربون إلى داخل المنازل والكتل السكنية، وبالتالى يتعامل الجيش بحذر حتى لا يصيب المدنيين، وهو أمر إنسانى بينما الإرهابيون لا يهمهم أن يتخذوا من المدنيين دروعا بشرية يحتمون بها. ومن هنا يجب أن ننظر إلى المواجهة بين قواتنا المسلحة والشرطة من جهة وبين التنظيمات الإرهابية، ومنها الهجمات التى وقعت أمس من عدة جهات على الأكمنة فى الشيخ زويد، وتصدت لها قواتنا ببسالة وأسقطت قتلى بين الإرهابيين، وبالطبع سقط شهداء من بين قواتنا، لكن المعلومات التى توفرت تؤكد أن المواجهة انتهت لصالح القوات الأمنية. نقول هذا للتأكيد أن الحرب ليست بسيطة أو نزهة، وأن الشعب يؤيد جيشه ويثق فيه لأنه جربه مرات، ويعرف أنه يتصدى بصدره للأخطار حتى يطمئن الشعب ويعيش بعيدا عن التهديدات. الحرب طويلة وممتدة وسوف تنتهى بالنصر ودحر الإرهاب نهائيا، فى الداخل والخارج، نكسب هذه الحرب بالثقة من الشعب ووقوفه خلف جيشه، وعدم الوقوع فى فخاخ الحروب النفسية والشائعات. الجيش المصرى ثابت والقوات فى شمال سيناء قوية وسوف تهزم الإرهاب مثلما هزمت الأعداء على مر التاريخ.