رسالة الى السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الأمة…

  • بتاريخ :
علي محمد الشرفاء الحمادى

/8/2014

 

خطاب مفتوح إلى

السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الأمة العربية

 

        إن آمال الأمة العربية تدفعكم بكل الإخلاص نحو البحث عن إستراتيجية شراكة حقيقية تحقق لكم المحافظة على الأمن العربي بكل مجالاته السياسية والاقتصادية والجغرافية، ولكي تكون مرجعية واحدة يتم من خلالها التعامل مع الدول الصديقة من منطلق المصالح المشتركة فلا طغيان طرف على طرف ولا استغلال طرف لآخر يتحقق التوازن في التعامل وخاصة العلاقات التجارية والتي أصبح الميزان التجاري دائما يصب في مصالح الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية دون أن يقابله وحدة موقف من أجل تحقيق توازن عادل في الميزان التجاري بين الدول العربية والدول الصديقة. ولذا فإنه من واقع الأمانة والمسؤولية القومية وأنتم في موقع القيادة حاملين على كاهلكم أحلام وآمال آمة كان لها السبق في قيادة الإنسانية على مدى قرون وكانت تحمل مشاعل الإيمان والعلم والتقدم للعالم، واليوم ما يحدث لهذه الأمة من ظلم مستمر حين استبيحت أراضيها ودمرت مساجدها وصوامعها واستمر الظالمون      في نهب ثرواتها فزرعوا جسما غريبا يفيض كراهية وإجراما وظلما على ارض فلسطين شرد شعبها واستباح مقدساتها وأبناؤها في شقاق وقيادات امتنا العربية في صراح وخلاف ليس له ما يبرره فاغتنم الطامعين فرصتهم وما مشاريع السلام والمفاوضات سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة إلا استغفال لعقولنا من اجل الاستمرار في بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.  فإنني أخاطب فيكم إرادتكم لدرء الخطوب وأناشــد وعيكم لإصــلاح العيــــوب

 

ورأب الصدع في العلاقات العربية، وكأني اشعر بأن الأمة العربية تخاطب قادتها ولسان حالها كما قال الشاعر:

 

                فلا تكلوني للزمان فإنني              أخاف عليكم أن تحين وفاتي

 

        إن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في حق أبناء فلسطين في غزة عربدة مجرم فقد الضمير وتخلت عنه الإنسانيه عندما قرر أن يبيد شعبا بأكمله سلب ارضه واستباح اهله وطرد شعبه والمجتمع الدولي الذي تسيطر عليه إسرائيل وتوجهه لخدمة مصالحها ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية يقف مع إسرائيل في خندق واحد يساعدها في إجرامها يذود عن مصالحها ويدافع عن جرائمها، أما الدول العربية فهي تنتظر الرحمه فلا حول لها ولا قوة خلقوا لها الربيع العربي فتناثرت اشلاؤها وتمزقت أجزاء تصارع بعضها البعض واختفت مصطلحات الأمة العربية فحل محلها (داعش) وتحولت الوحدة العربية فاصبحت (جبهة النصره) وتساقطت قضية الأمن القومي العربي كأوراق الخريف تدوسها الاقدام وتفترسها (القاعدة والإخوان).

 

        ولم يبقى للمواطن العربي إلا الدموع والحسرة على ما آلت إليه الأمة العربية وجامعتها التي اعطت الضوء الأخضر لغزو العراق وسوريا وليبيا باشتراك العرب انفسهم مع حلف الناتو وأمريكا.

 

        فإلى أين انتم ذاهبون ياعرب الا تعلمون بأن من قتل اخوانكم سيأتيكم بعد حين ومن دمر اوطان أشقائكم لن يتورع أن يتخذ معكم نفس الموقف، فالسلام على أمة العرب يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حية بعد حين.

 

إن السلام الذي تريده إسرائيل ماهو إلا وسيلة تضليل واحتيال من أجل كسب الوقت لاستمرار بناء المستوطنات في الضفة الغربية وأن مفاوضات السلام لم تكن وليدة الساعة ولكن منذ عشرون عاما وإسرائيل تفاوض وتبني،  آلاف المستوطنون اغتصبوا، آلاف الهكتارات من الأراضي المحتلة ومازالت إسرائيل تتحدث عن مفاوضات السلام، ولكي يتحقق السلام لإسرائيل يجب على إسرائيل الالتزام بتنفيذ قرارات مجلس الأمن أرقام 242 و 138 وكل القرارات التي صدرت من أجل انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة كي يستطيع الفلسطينيون بناء دولتهم على الأرض المحررة.

 

        إن ما يجرى على الواقع وقبول المجتمع الدولي بما فيهم للأسف الشديد الدول العربية باستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والقبول بالأمر الواقع وعدم قيام الدول العربية باتخاذ موقف موحد وهو إلزام مجلس الأمن بتنفيذ قراراته والمطالبة باحترام تعهداته لان هذا التهاون يصب في مصلحة إسرائيل متخذة أساليب شتى في المماطلة والتضليل مستفيدة من عدم اكتراث المجتمع الدولي لما تقوم به من استمرار في استيطان الأرض الفلسطينية وإقامة المستوطنات على الأرض والذي طبقا لقرار مجلس الأمن رقم 242 يحتم بانسحابها منها، فإنها ترتكب جريمة أخرى تضاف إلى الاحتلال وهي سرقة الأرض متحدية المجتمع الدولي واثقة من قبول الموقف العربي بما تقوم بتنفيذه على الأرض الفلسطينية من بناء المستعمرات حيث مضت ثلاثة وأربعون عام دون أن يوقفها احد أو يمنعها من اســـتمرار بنــــاء المستعمرات بعــــد ســنوات قليلة لن يبقى للفلسطينيين أرضا يقيموا عليها دولتهم ومما يشيب له العقل ويحتار فيه الفكر أن يطلب الفلسطينيون والعرب من الولايات المتحدة الأمريكية أن تكون وسيطا بينهم وبين إسرائيل وكأنهم لا يعرفون أن كل الإدارات الأمريكية منــذ عهــد ترومان حتى عهــد اوباما تداخلت

 

 

مصالح إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية حتى أصبح المرء لا يستطيع أن يميز بين مصالحهم الإستراتيجية المتداخلة.

 

        ولكي يتحقق السلام الحقيقي لابد لقيادات الأمة العربية أن تضع في اعتبارها ما يلي:

 

أولا:   انه من واقع الإحداث التاريخية والوقائع الحالية على الأرض وفي الإستراتيجية الإسرائيلية وأهدافها في سلب الأرض الفلسطينية بالكامل مع التقادم الزمني وتحويل الرأي العام العربي والدولي لكي تتمحور القضية في البحث عن طريق للسلام بينما الحقيقة تصرخ بكل الممارسات الإسرائيلية بأن دولة إسرائيل دولة محتلة وان عليها الانسحاب من الأراضي الفلسطينية  حسب قرار مجلس الأمن 242 من الأراضي التي احتلتها إسرائيل سنة 1967 وعليه فيجب أن يكون الموقف الفلسطيني والعربي التمسك بهذا القرار والمطالبة بتنفيذه أولا حتى يتحقق الانسحاب وقيام دولة فلسطين بكامل السيادة.

 

ثانيا:   انه من العبث استمرار الفلسطينيين والعرب في دوامة لا تتوقف منذ سنة 1967 سبعة وأربعون عاما تدور الأمة العربية في حلقة مفرغة تتعاقب الأيام والسنون وكل مرة يأتي الإسرائيليون باقتراح جديد يبعدنا عن مسار القضية الحقيقي إلى درجة استطاعوا أن يقسموا العالم العربي إلى فريقين المعتدلون والرافضون وكلا الفريقين لديهما وجهات نظر متناقضة بالرغم من أنهم جميعا متفقون على ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن بشأن الأراضي العربية. فلماذا لا يتم اتخاذ موقف موحد بأن يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا استثنائيا يقررون فيه قيـام

 

الأمانة العامة للجامعة العربية بطلب للأمم المتحدة ومجلس الأمن بعقد جلسة خاصة من اجل النظر في تحلل إسرائيل من التزاماتها الدولية وعدم احترامها لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة بإلزام إسرائيل بتطبيقها ، والانصياع بتنفيذ كافة القرارات المتعلقة بالحقوق الفلسطينية والعربية وعلى الأخص قـــرار مجلس الأمن رقم 242 القاضي بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة في غضون ستة شهور، وان أي تهاون من مجلس الأمن والأمم المتحدة بشأن هذا الموقف سيؤدي إلى أن تقوم الدول العربية باتخاذ إستراتيجية جديدة للتعامل مع ذلك الموقف.

 

ثالثا:   إن ادعاء إسرائيل بالبحث عن الأمن أولا لهو ادعاء كاذب حيث أن ما بينها وبين الولايات المتحدة من اتفاقيات إستراتيجية عسكرية واقتصادية وتأكيدات كل الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون على تأكيد دور الولايات المتحدة في حماية أمتها والقضاء على من يهددها تلك الأعذار بأن أمنها مهدد ما هي إلا محاولات تحويل الأنظار والهروب إلى الأمام حتى تتحلل من الالتزامات الدولية، كما أن الرئيس اوباما في خطابة في جامعة القاهرة قد أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بأمن إسرائيل، فهل يوجد ابلغ من هذا الإقرار؟ وهل يمكن أن نصدق بان الولايات المتحدة الأمريكية وسيطا نزيها؟ وهي في الوقت نفسه شريكة في حماية امن إسرائيل والمسئولة عن تطويرها العسكري والاقتصادي على حساب دافعي الضرائب من المواطنين الأمريكيين.

 

رابعا:   إذا استمرت القضية تسير في مسار لم يتغير عن مسارها السابق حيث غرقت في كم هائل من التحايل والالتفاف على قرارات المجتمع الدولي بأساليب لا أخلاقيــة

 

   واستغفلت عقول القياديات الدولية واستغلت عدم وجود إستراتيجية عربية محددة الأهداف واضحة المعالم صادقة القصد مؤمنة بحق الشعب الفلسطيني في الحياة والوجود واستعادة أرضه عندها ستبقى إسرائيل اللاعب الوحيد في الميدان الإقليمي والعالمي تتلاعب بالألفاظ وتبديل المواقف والاستغلال البشع للتناقضات العربية التي ليس لها مبرر على الإطلاق لتحقيق مآربها فما نحتاجـه اليوم صرخة فلسطينية مدوية (واعروبتاه) تهز العقل العربي وتوقظه من سباته ليصحو بعد غفوة طالت وآمال استحالت لتتحقق على الواقع وليعيد تصحيح البوصلة ويحدد مساره نحو قرارات دولية صدرت لصالحه يطالب المجتمع الدولي بتنفيذ قراراته وتطبيق أحكامه والوفاء بالتزاماته بكل عزيمة وتصميم.

 

        لذا يتطلب الموقف وقفه شجاعة مع النفس لمواجهة الواقع ولرفع الظلم عن الحقوق العربية من اجل ذلك يتطلب الأمر دعوة الجامعة العربية (بالتنسيق مع منظمة المؤتمر الإسلامي) لعقد مؤتمر قمة مشترك من أجل مناقشة بند واحد في أجندة المؤتمر وهو:

 

((أن تعلن الدول العربية ودول منظمة المؤتمر الإسلامي بالامتناع عن تنفيذ أي قرار يصدر من مجلس الأمن ضد أي دولة، ما لم يتم إلزام إسرائيل بتطبيق كافة قرارات مجلس الأمن الصادرة بشأن الانسحاب من الأراضي المحتلة والخاصة بحقوق اللاجئين وعلى الأخص القرار رقم 242)).

 

وبهذا الإعلان يضع العالم العربي والإسلامي الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية أمام مسؤولياتهم الأخلاقية والدولية من أجل الحفاظ على مصداقية الأمم المتحـــدة

 

ومجلس الأمن من خلال تبني معيار واحد في تنفيذ قرارات مجلس الأمن دون استثناء أية دولة والابتعاد عن إتباع سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها أمريكا ومن خلفها مجلس الأمن، حتى تسود العدالة إرجاء العالم وتعيش الشعوب في سلام، فلطالما التزم الموقف السياسي العربي والإسلامي بتنفيذ قرارات مجلس الأمن المجتمعة ضد أشقائه وآن الأوان لترفع الهامات ونخلع لباس الذل والهوان لنوقف الظلم الذي استمر على امتنا العربية أكثر من ستون عاما ونرفض إلى الأبد ازدواج المعايير في تنفيـــذ قــرارات مجلس الأمن الذي كما يبدو أصبح آله لتنفيذ إستراتيجية العدوان والظلم لصالح إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

 

                                اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد،،

 

                                                                علي محمد الشرفاء الحمادي

 

                                                                               مدير ديوان الرئاسة سابقا

                                                                             دولة الامارات العربية المتحدة

 

                                                                               

Comments

comments