دور وطني مرموق للدكتور نادر رياض في حرب أكتوبر

  • بتاريخ :

بعد 49 عاماً على حرب أكتوبر المجيد 

الدكتور مهندس نادر رياض يكشف الأسرار وراء نجاح القوات المسلحة المصرية في إضفاء النابالم في قناة السويس اثناء العبور

تأثر الدكتور نادر رياض كثيراُ بصيحة ” الله وأكبر ” من  100 جندي أثناء هزيمة النابالم في تجربة الإطفاء قبل فترة من حرب العبور

 

 نجح المهندس نادر رياض في تصميم جهاز إطفاء عبقري يستخدم المادة الكيماوية الألمانية في إبطال سلاح النابالم الإسرائيلي

 

تفوق الجهاز الذي صممه الدكتور نادر رياض على أجهزة إيطالية وإنجليزية في تجربة إطفاء النابالم في مدرسة الحريق بالجبل الأصفر

 

الدكتور نادر رياض  هو المهندس الشاب هو الذي أحضر المادة الكيماوية من ألمانيا بطلب من القوات المسلحة المصرية

 

نادر رياض : شعرت أنني مكلف ” بشيء ما ” بعد أول اجتماع مع رئيس فرع الإطفاء بالقوات المسلحة

 المادة الكيماوية التي أشترى منها الدكتور نادر رياض 100 كيلو جرام كانت البحرية الألمانية تستخدمها قبل 18 عاماً من حرب أكتوبر

 

 دكتور مهندس نادر راض : شعر بأنني أسرع من الطائرة وأنا عائد لمصر ومعي المادة الكيماوية التي أطفئت النابالم

كنت في ألمانيا أثناء النكسة ولم أخرج من بيتي 3 أيام بسبب ما كانت تكتبه الصحافة والمجلات الألمانية المصحوبة بصور الجنود الإسرائيليين في سيناء

 

 وطني بدرجة مقاتل ، عاشق لمصر منذ طفولته ، لبى نداء الوطن والوطنية منذ أن كان شاباً صغيراً ، وضع مصر في قمة أولوياته ، فعمل كل ما يستطيع من أجل خدمة أهداف المجهود الحربي لتحقيق نصر أكتوبر المجيد ، قام بدور بطولي في حرب أكتوبر التي أعادت الكرامة والعزة للأمة المصرية والإقليم العربي

تحمل المسئولية بكل أمانة وإصرار ، ونجح في تحييد سلاح خطير راهن العدو الإسرائيلي عليه لمنع عبور الجيش المصري من الضفة الغربية للضفة الشرقية لقناة السويس  ، كان النابالم أحد الأسلحة التي تتباهي به  إسرائيل وجيشها الذي أدعى أنه لا يقهر ، لكن كان للمهندس نادر رياض بدعم وتوجيه من القوات المسلحة المصرية رأي أخر ، فالأيام كشفت أنه هو المهندس المصري العبقري والوطني الذي تحمل كل الأنواء والمتاعب من أجل حصول مصر على المادة الكيماوية من ألمانيا ، وهي المادة  التي وضعها المهندس نادر رياض في جهاز إطفاء من اختراعه وتصميمه نجح  في إطفاء النابالم أثناء حرب أكتوبر المجيدة

 

أول زيارة للقوات المسلحة

فعلى مدار سنوات طويلة بل وعقود يحرص الدكتور مهندس نادر رياض رئيس شركة بافاريا القابضة ورئيس مجلس الأعمال المصري الألماني على نشر تهنئة بانتصارات حرب أكتوبر المجيدة ، ولأول مرة يكشف الأسرار وراء هذه الحرص عندما قال في تصريحات  ” الحقيقة أن الظروف تدخلت وضعتني في مكانة و موقف شحنت فيه العواطف، فمع تشكيل الكيان الصناعي البسيط ” شركة بافاريا ”  الذي كان قوامه في البداية مجموعة عمال وشخصي في أواخر عام 1971 ، وبدأنا ننتج ونضع معايير ومواصفات قياسية لهذا المنتج الجديد الذي لم يكن معروفاً من قبل في مصر ، وبدأنا إجراءات التسويق ، وكانت أحد المشاكل التي توجهنا هو حاجاتنا لعميل كبير يشتري كمية كبيرة من منتجاتنا حتى يتوازن الإنفاق مع العائد والدخل ،لان حركة البيع كانت أقل من الإنتاج ،  وفكرت في بيع منتجاتنا للقوات المسلحة ، لكن كان الأمر صعب آنذاك للدخول إلى الوحدات العسكرية ،  لأنني كنت شاب صغير والوصول إلى تسويق منتجاتنا لدى القوات المسلحة يحتاج إجراءات وتصريح  حربي وغيرها ، إلى أن جاء الربع الأول من عام 1973 ووجدت سيادة اللواء يكن أمين محرز رئيس فرع الإطفاء بالقوات المسلحة يستدعيني ، ويستخرج لي تصريح أمني لمقابلته ، وذهبت للمقابلة وذهني مشدد حول السبب وراء هذا الاستدعاء المفاجئ ،  وسألني هل هناك مادة كيماوية يمكن أن تطفأ النابالم ، وهل يمكن لي أن أشتري مادة من ألمانيا تصلح لهذا العمل ، فأسقط في يدي ، فأنا لدى جهاز إطفاء يطفئ 4 أنواع من الحرائق، ومتفوق ، وحاصل على شهادة من ألمانيا ، ومعتمد من المواصفات التي تم تحديثها من مصر ، وأكثر من هذا لا اعرف

 

صراع ضد النابالم

ويسكتمل د. نادر رياض حديثة بالقول ” لكن من واقع كلامه اعتبرت نفسي مكلف بأمر ما ، فأخذت منه جركن به نحو 5 كيلو من مادة لازجة داكنة اللون ، وأخذت هذه المادة معي على الطائرة  إلى ألمانيا ، وذهبت إلى المصنع الذي نأخذ منه هذه المادة الكيماوية التي نستخدمها في الإطفاء ، وكان صاحب المصنع رجل كبير في السن ، نحو 70 عاماً ، ومتعاطف معي كشاب صغير لديه نحو 28 عاماً فقط في هذا الوقت ، وطلبت منه  مادة كيمائية لإطفاء مادة النابالم التي كانت معي في الجركن ، فنظر لي وقال: هل تطلب مني عمل بحث علمي يتكلف نحو مليون مارك ألماني ” وقتها العملة كانت المارك ” ، فقلت له أنا محتاج مادة كيمائية تطفي المادة التي معي ، وبعد تفكير من صاحب المصنع الألماني طلب من مدير الإدارة الكيماوية في المصنع الألماني تجريب مادة سبق لهذا المصنع الألماني أن أعطاها للبحرية الألمانية قبل 18 عاماً من هذا التاريخ ، فإذا ما نجحت يمكن أن أشتريها وأستوردها ، وسقط حق استخدام البحرية الألمانية لهذه المادة بعد 15 عاماً،  مما يعني أن المصنع الألماني يمكن أن يبيع تلك المادة لي دون أي عوائق قانونية بعد مرور 18 عاماً على حق الانتفاع السابق ، وبالفعل تم تجربة تلك المادة ونجحت نجاحاً باهرا 

100 كيلو لتحييد سلاح النابالم

ويستطرد الدكتور نادر رياض في حديثة بالقول ”  لذلك شحنت معي حوالي 100 كليوجرام من تلك المادة ، وأنا عائد كنت سعيد للغاية لدرجة أنني شعرت أنني أسرع من الطائرة ، وبعد فترة قصيرة طلبت مني القوات المسلحة عمل جهاز إطفاء بحيث يقوم بإطفاء مسطح يغطي مجنزرة مغطاة بالكامل بالنابالم ،لأنهم وقتها أرادوا عمل مقارنة بين أجهزة الإطفاء الايطالية التي كان يستخدمها الليبيون ، وأجهزة الإطفاء الانجليزية التي كان يستخدمها السوريون ، وانأ اجتهدت لعمل جهاز يحمل ما بين 6 و9 كيلو لإطفاء هذه المساحة المغطاة بالنابالم “

 

صيحة الله وأكبر 

وحول سبل اختبار الجهاز الجديد قال ”  أثناء التجربة فاز الجهاز المصري الذي صممته أنا أمام الأجهزة الايطالية التي لدى الليبيين وفاز أيضاً على الأجهزة الانجليزية التي كانت لدى السوريين ، واذكر وقتها أن تجارب الحريق كانت تتم في مدرسة الحريق في الجبل الأصفر ،وكان هناك نحو 100 مجند في المدرسة يتابعون الاختبارات ، والثلاث أجهزة نجحوا في اختبارات إطفاء الخشب والبنزين ، وعندما وصلنا للنابالم، احتاج المسطح المغطي بالنابالم الذي حددته القوات المسلحة لنحو 7 أو 8 أجهزة إنجليزية وأكثر من ذلك من الأجهزة الإيطالية ، لكن الجهاز المصري الذي عملته أنا بالمادة التي أستوردها من ألمانيا نجح في إطفاء المسطح بالكامل ماعدا قطعه صغيرة جداً قمنا بإطفائها بقطعة قماش ، وهنا سمعت من الجنود الموجودين في مدرسة الإطفاء صيحة ” الله أكبر ” ، فكان لهذه الصيحة أثر كبير في نفسي استعدته مع صيحة العبور في 6 أكتوبر عام 1993 ، وبعد ذلك اتفقت معنا القوات المسلحة على عدم بيع أي من هذا الإنتاج لأي مستهلك أخر، وكنا نورد كل الأجهزة للقوات المسلحة “

 

النكسة و3 أيام في البيت

 وشعوري كجزء من النصر كان مصدر فخر كبير خاصة أننا عاصرنا النكسة في عام 1967 ، لذلك حتى اليوم عندما نتذكر كيف انتصرنا وعبرنا أعيش نفس الأجواء التي كانت أيام حرب أكتوبر المجيدة ، لان عندما وقعت النكسة كنت في ألمانيا وبقيت 3 أيام في البيت وغير قادر على الخروج ،وكانت الصحف والمجلات الألمانية وخاصة مجلة ” شتيرن ” والتي تعني النجمة مملوكة لمجموعة من المؤيدين لإسرائيل وكانت تنشر الدبابات المحروقة والجنود الإسرائيليين بجوارها ، وكنت وقتها اعمل في شركة الطيران الألمانية” لوفتهانزا ” ، وكنا نجتمع في النادي الانجليزي الذي كان يجمع الطيارين والمهندسين الذين يتكلمون بالانجليزية ،وكان مطلوب من كل واحد إعداد وتجهيز الفقرات في يوم ما ،  وكان دوري للقيام بهذه المهمة في النادي الانجليزي ، ووقتها أخذت نحو 120 كتاب عن فلسطين وعملت ما يشبه الندوة لزملائي ودارت مناظرة بيني وبين بعض الأعضاء في النادي من أصحاب الميول الصهيونية وفي النهاية وجدت تأييد وترحيب وتشجع لوجهة نظري من المحايدين والمعتدلتين “

الرد على أصحاب الهوى الصهيوني 

ورغم أن الدكتور مهندس نادر رياض كان شاب صغير في ذلك الوقت إلا أنه استطاع الرد بقوة على أحد الأسئلة التي قال صاحبها للدكتور نادر رياض ، هل تعتقد أن أرض فلسطين التي أخذتها إسرائيل سوف تكون أحسن حظاً وتطوراً لو ظلت بيد الإسرائيليين ، فكان جواب ورد الدكتور نادر رياض حاسماً في هذا الأمر عندما قاله لمحدثه ” أنت الآن تقوض نظام الملكية ، فعدم إجادتك لقيادة دراجتك لا يعطيني الحق لأسرقها منك ، لأنني أكثر منك كفاءة في قيادة هذه الدراجة “ 

Comments

comments