جريدة السياسة المصرية تنفرد  بنشر الترجمة الانجليزية لكتاب ”…

  • بتاريخ :
علي محمد الشرفاء الحمادى

في 24 صفحة من الحجم المتوسط  أطل على القارىء العربى  كتاب ” رسالة الاسلام .. رحمة وعدل وحرية وسلام ” الذى أعده الاستاذ على محمد الشرفاء الحمادى والذى يتناول فيه قضية من أخطر القضايا التى تمر بها المجتمعات العربية والاسلامية بل والعالم كله ، وهي ضرورة التفريق والتمييز بين الخطاب الإلهى الذى يعود لله عز وجل،  و لنصوص القرآن الكريم والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم  ، بينما الخطاب الدينى بحسب الاستاذ على الشرفاء مرجعه الرويات وشيوخ الدين ، وقال الشرفاء  في كتابه أنه يوجد طريقان لا ثااث لهما ، طريق الحق وهو الخطاب الالهي للناس كافة بلغة رسول أمين ، ومن إتبع طريق الضلال في الخطاب الدينى ” البشرى ” فالله يحكم بينهم يوم الحساب “

ويعتمد الاستاذ على  الشرفاء في تحديد الفرق بين هذين الخطابين من الآية (23) من سورة (آل عمران”، والتي يقول فيها الله تعالى: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ”.

ورسالة الاسلام التى بعث بها الله سبحانه وتعالى رسوله محمدا صلي الله علية وسلم يحملها في كتاب كريم ليهدى الناس كافه ، سبيل الخير والصلاح ويخرجهم من الظلمات الي النور ، وهكذا جاء الخطاب الالهى ليحرر الفكر من الاستسلام للامم السابقة ، بإطلاق حرية العقيدة ، وحرية التفكير لتوظيفه في البحث والاستنتاج والابداع من خلال التوجيهات الربانية في كتابه الكريم

ولتحقيق هذه الغاية كما يطلعنا كتاب ” رسالة الاسلام … رحمة عدل وحرية وسلام ”  وضع الله في خطابه الالهى القرآن الكريم القواعد التى تحدد خريطة الطريق للانسان في حياته الدنيا ، وتعينه على اداء واجبات العبادة دون تناقض بين متطلبات الحياة الدنيا والتكليف الالهي بعبادة الواحد الاحد

كتاب رسالة الاسلام بالانجليزية

كتاب رسالة الاسلام بالانجليزية

ويشير الكتاب الى محور في غاية الاهمية وهو أن المولي عز وجل جعل الناس شعوبا وقبائل لا ميزة لاحداها على الاخرى حيث هذ التعدد والاختلاف في الاعراف البشرية التعارف بينهم وتعلم لغات كل منهم ليتعاونوا في ما يحقق الخير لهم من خلال التعاون الاقتصادى والتبادل التجارى

 

رفض أى وصاية بشرية على البشر

ونجح كتاب ” رسالة الاسلام … رحمة وعدل وحرية وسلام ” في توضيح أنه لا وصاية بشرية على الانسان ” الخطاب الدينى ” وأن الوصاية تأتى فقط من الله سبحانه وتعالى ” الخطاب الالهى ” كما تكتسب أهمية هذا الكتاب من الاعتماد على الآيات القرأنية  التى تدعو إلى وحدة الرسالة، والتكليف الإلهي، والتذكير بالقرآن، وأسلوب الدعوة، ووحدة البشر، والعدل الإلهي، وحرية الاعتقاد، والحكم الإلهي، وانتفاء أي وصاية في الدين

ثلاث محاور لأركان الإسلام

وقسم الاستاذ على الشرفاء الحمادى أركان الإسلام إلى ثلاثة محاور: الأول هو العبادات وهي الشهادة  بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ، وإقانة الصلاة ، وإيتاءالزكاة،  وصوم رمضان ،  وحج البيت لمن إستطاع إليه سبيلا ،  والتفكر والتدبر في القرآن والكون والمخلوقات.

 والمحور الثاني هو منظومة القيم والأخلاق وهي بر الوالدين، والعلاقات الزوجية، وحقوق اليتامي، وضوابط الميراث، والإنفاق في سبيل الله، وسلوك المسلم مثل الإحسان لذوى القربى ، والاحسان لليتامى والمسكين ، والاحسان للجار ذى القربى

   والمحور الثالث يتعلق بالمحرمات مثل الشرك بالله وما حرم في النكاح والطعام والخمر والميسر وأكل مال اليتيم وشهادة الزور والكذب والنفاق والربا والفساد في الأرض والسرقة وعقوق الوالدين

والحقيقة أن هذا الجهد الكبير الخالص لوجه الله من قبل الاستاذ على الشرفاء ليس جديد عليه ، فأنا شاهد على حرصه وغيرته على الاسلام وضرورة تقديم الصورة الحقيقة للإسلام ، وكان الاستاذ على الشرفاء من أوائل الذين أشادوا بدعوة الرئيس السيسى لتجديد الخطاب الدينى ، ونشر وقتها مقال رائع في الزميلة الاهرام أشاد فيها بدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى بضرورة تعميم الصورة الحقيقة للاسلام بعيدا عن الصورة التى أرادها المتطرفون والتى إستفاد منها أعداء الإسلام حيث إعتبر الاستاذ علي الشرفاء بأنها دعوة لتحفيز الفكر واستنهاض العقل للبحث والتمحيص في كتاب الله الكريم عن أسباب ما جرى وما يجرى على الساحة العالمية والساحة العربية باسم الإسلام،مؤكداً أنه تفاعل  بكل الإيمان بالله بصرخة الرئيس السيسى  التي تضمنت في عمقها تمردا يعتمل في النفس ويرفض ما يشوه صورة الإسلام والإساءة إلى نبي الرحمة وتبحث عن الأسباب التي خلقت حالة العدوان على الإنسان والتي دفعت بآلاف الشباب إلى السقوط في منظمات القتل والإرهاب، وبما أن لكل شيء سببا ولكل عمل نتيجة، فلابد من البحث عن حقيقة الأسباب التي أدت لتلك الكارثه

وتؤكد صفحات كتاب ” رسالة الإسلام … رحمة وعدل وحرية وسلام ” وأن الله سبحانه وتعالى يخاطب العقل  بقوله: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5) بهذه الآيات يخاطب الله سبحانه العقل ويدعو الناس للتفكير ويحاورهم بالمنطق ليتحقق للعقل سلامة الفكرة للاقتناع بها وعندئذ يترسخ الإيمان بها في قلب الإنسان يحميها عقله من أى ذبذبات سلبية ومقولات دينية أو روايات مزورة تسعى لتشويه ما آمن به وأدركه عقله من حقائق إيمانية بالآيات القرآنية التي تقدم للناس دعوة التفكر واستعراض مجموعة من الحقائق الكونية إن هي الا تحفيز للعقل واستثارته ليتفاعل مع الآيات القرآنية والحقائق الكونية ليتحقق للإنسان إدراك يقيني بأن الله وحده لاشريك له هو خالق السماوات والأرض، وأن نتفاعل مع الخطاب الإلهي الذي أرسله الله للناس كافة كما قال تعالى:
> 
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (سورة سبأ 28(
> 
قُل يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّي رَسولُ اللَّـهِ إِلَيكُم جَميعًا الَّذي لَهُ مُلكُ السَّماواتِ وَالأَرضِ لا إِلـهَ إِلّا هُوَ يُحيي وَيُميتُ فَآمِنوا بِاللَّـهِ وَرَسولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذي يُؤمِنُ بِاللَّـهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعوهُ لَعَلَّكُم تَهتَدونَ (سورة الأعراف 158(
> 
قُل يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَكُمُ الحَقُّ مِن رَبِّكُم فَمَنِ اهتَدى فَإِنَّما يَهتَدي لِنَفسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيها وَما أَنا عَلَيكُم بِوَكيلٍ (سورة يونس 108).

وتؤكد الآيات المذكورة أن الله أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم للناس كافة ولم يرسله الله لطائفة أو طبقة مميزة من الناس، حيث الناس كلهم عند الله سواء وكل يحاسب بعمله وكل يجازي به وذلك يؤكد ما يلي:
أولا: إن الخطاب الإلهي القرآن الكريم موجه للناس كافة دون تمييز لدين أو عقيدة أو طائفة أو طبقة أو مذهب أو فرقة.
ثانيا: إن الرسالة الإسلامية التي تضمنها القرآن الكريم تخاطب الناس جميعا بالتفاعل الفكري مع آيات الله في كتابه الكريم لتمكنهم من استنباط التشريعات اللازمة لتنظيم أمورهم الدنيوية واتباع قيم الإسلام الراقية في السلوك والتعامل مع كل البشر تنفيذا لقوله تعالى «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» (سورة الحجرات 13(
ثالثا: تؤكد هذه الآية سقوط كل الامتيازات الاجتماعية باسم الدين وعدم وجود طبقة دينية مميزه تماثل طبقة الكهنة عند بعض العقائد والتي تحكم باسم الدين وتوجه المجتمعات الإنسانية حسب أهدافها السياسية والمادية والعاطفية والمعنوية وكل الناس متساوون أمام القانون في الحياة الدنيا، ويتساوى البشر جميعهم أمام الله يوم الحساب وكل بعمله.
وقد استطاع بعض من تصدى للدعوة الإسلامية ومعهم ما يسمون برواة الحديث إغراق العقول بروايات تستنزف طاقة المسلمين في صراع سياسي ومذهبي خلق حواجز نفسية داخل المجتمع الواحد وأدى إلى انتشار خطاب الكراهية مما يهدد السلم الاجتماعي وتحجر على عقولهم التفكير والتسليم الكامل للروايات التي ساهمت في تخلف المسلمين عن ركب الحضارة الإنسانية والعلمية وأغرقت الأساطير عقول المسلمين وآمنوا بها دون تفكير أو تمحيص حتى وصلت إلى درجة القداسة وتعالت عند بعض شيوخ الدين على آيات القرآن الكريم عندما طغت الروايات على الآيات.
إنّ الأمةَ الإسلاميةَ تواجهُ محنةً شديدةَ الخطورةِ حيثُ استطاعَ الأشرارُ أن يدسّوا رواياتٍ كاذبةً حاقدةً على دينِ الإسلامِ تَنزعُ مِنه العدلَ والرحمةَ والسلامَ والمحبةَ والتعاونَ لِتَحُلّ بدلاً من تلكَ الَقيمِ الانسانيةِ النبيلةِ .. الكراهيةُ والتعصبُ والقسوةُ والقتلُ والاعتداءُ الصارخُ على الأبرياءِ والإساءةُ إلى كتابِ اللهِ الكريمِ والاساءةُ إلى رسولهِ صلوات ربي عليه وتحولّت إلى مناهج تعليمية في كُتبٍ مجهولةِ المرجعِ تُدّرس في الجامعات الإسلاميةِ حتى اليوم تُفِرّخُ للعالمِ الاسلاميِ مُجرمينَ وقَتَلةً وإرهابيين

إعتدال ومغردون

إن ظهور هذا الكتاب فى هذا التوقيت يمكن الإستفاده منه على أعلى مستوى خاصة أننا الان فى ظل شراكة عربية إسلامية أمريكية عبرت عنها القمة التى جمعت أكثر من 50 زعيم دولة مع الرئيس الامريكى دونالد ترامب فى الرياض قلب العالم الاسلامى ، ومن هنا يمكن لمركز ” إعتدال ” الذى دشنه الملك سلمان بن عبد العزيز مع أشقائه من الدول العربية والاسلامية بحضور الرئيس ترامب أن يأخذ ترجمة هذا الكتاب ويعممها فى الرد على أفكار المتطرفين ، والتأكيد على إعتدال وسماحة ووسطية الإسلام ، كما يمكن لـ” مغردون 2017 ” وهو المنتدى الاكترونى الذى تمخض عن إجتماعات الرياض بحضور الرئيس ترامب  الأخيره لمواجهة الفكر المتطرف على وسائل التواصل الإجتماعى 

 

 

Comments

comments